GuidePedia

0


س518: جزاكم الله عنا كل خير , ونفعنا الله بعلمك .. قول ( رضي الله عنه ) هل هي مختصة فقط للصحابة رضي الله عنهم حيث إن هذا القول هو إخبار من الله تعالى أنه رضي عن الصحابة رضوان الله عليهم , وهل يجوز أن نقول هذه العبارة لغير الصحابة مثل أن نقول للأئمة والعلماء وغيرهم من الصالحين ! وإن كان الجواب بأنه لا يجوز قول هذه العبارة لغير الصحابة, فما حكم قائلها عمداً أو جهلاً منه .. هذا وأستغفر الله لي ولكم , وأتوب إليه؟

جـ: الحمد لله رب العالمين. عبارة " رضي الله عنه " هي صيغة إخبار ودعاء؛ أي يجوز القول بها كإخبار لمن ثبت بالنص أنه من أهل الرضى يوم القيامة .. ويجوز أن تقال كدعاء وطلب لمن عُرف بالتقوى والصلاح .. وهي كصيغة الصلاة عندما يُقال " صلى الله عليه وسلم " فهي ليست إخبار بأن الله قد صلى على نبيه وحسب .. بل هي دعاء وطلب كذلك، لذلك فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه قال:" اللهم صل على آل أبي أوفى ". وقال صلى الله عليه وسلم:" إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين " ولا شك أن المتسحرين يشمل الصحابة وغيرهم.
ولكن قد تعارف أهل العلم بأن يطلقوا عبارة الصلاة على الأنبياء .. وعبارة الترضي على الصحابة .. وعبارات الترحم ونحوها على من سواهم من أهل العلم والفضل .. من باب التمييز بين كل فريق وفريق.
وعليه فأقول: إذا كان سيُفهم من إطلاق الترضي على غير الصحابة رفعهم إلى درجة الصحابة .. والتسوية بينهم وبين الصحابة .. الواجب حينئذٍ الإمساك عن ذلك .. أما إذا كان سيُفهم كدعاء وطلب .. فلا بأس من إطلاقه على من عُرف بالتقوى والصلاح، والله تعالى أعلم.
وعندما نقرأ لبعض أهل العلم ترضيهم على آحاد أهل العلم والفضل ممن سلف من غير الصحابة .. نحمله على وجه الدعاء والطلب، وليس الإخبار؛ إذ لا يجوز أن نشهد لمعين بأنه من أهل الجنة والرضوان إلا بنص .. والله تعالى أعلم.

إرسال تعليق

 
Top