GuidePedia

0
س501: حيّاكم الله يا شيخنا الفاضل .. أسأل الله أن يجمعنا بكم في الدنيا على الانتصار لله و لرسوله و للمؤمنين .. و أن يجمعنا في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه.
سؤالي يتعلّق بشأن حزب التحرير .. فأود أن أسمع منكم قولاً فصلاً في المسألة .. عقيدة الحزب ومنهجه في التلقي .. ومذهبه الفقهي .. وهل هم من أهل السنّة .. أم من أهل القبلة ..؟

 جـ: الحمد لله رب العالمين. شكر الله حسن دعائك .. وتقبل الله منك .. ولك بمثل ما دعوت إن شاء الله .. وبعد: بالنسبة لحزب التحرير فهو حزب كثر كلامه وجداله وقلّ فعاله .. تتبع زلات الفرق والمذاهب فأخذ من كل فرقة شذوذاتها: أخذ من المعتزلة تقديم العقل على النقل .. ورد خبر الآحاد في مسائل الاعتقاد..!
وأخذوا من الجهمية قولهم بأن الإيمان هو التصديق الجازم؛ لذا فهم يُجادلونك أحياناً في كفر الطواغيت الحاكمين، وكفر جيوشهم التي تقاتل دفاعاً عن عروشهم وأنظمتهم الكافرة ..!
ومن الأشاعرة .. أخذوا شذوذاتهم في الأسماء والصفات ..!
وأخذوا من الخوارج تكفير المسلمين وسوء الظن بهم؛ فهم لأدنى خلاف يرمون الآخرين ـ من العاملين للإسلام ـ بأنهم عملاء للإنكليز أو الأمريكان ..!
قال لي كبيرهم ـ في جمع من عناصر حزبهم ـ يوم أن كنا في الباكستان احذر عبد الله عزام؛ فهو مخابرات أردنية .. فقلت له: هذا يعني أنكم تكفرون الشيخ .. ولما طالبناهم بالدليل والبينة .. لم نجد عندهم سوى الحقد وسوء الظن!
وفي بيان لهم قديم ـ فاتني تاريخه ـ يقولون فيه حرفياً:" لا تزال بريطانيا تضرب النظام في سوريا عن طريق عملائها في الداخل ..!!" فلما راجعناهم في إفكهم هذا .. وقلنا لهم: هذا معناه أن مروان حديد وإخوانه .. هم عملاء للإنكليز .. وهذا يستلزم تكفيرهم .. فلم نجد عندهم إلا الجدال وسوء الظن بالمسلمين!
الطالبان إلى الأمس كانوا يقولون عنهم عملاء للأمريكان .. ولما وجدوا الأمريكان يدكونهم بأطنانٍ من القنابل الفتاكة .. استحوا من قولهم الجائر هذا وخنسوا ..!
وكذلك أخذوا من الشيعة الروافض التقيّة؛ فهم إن قابلوا أحداً من المجاهدين قالوا: نحن نؤمن بالجهاد، والحزب يدعو إلى الجهاد .. والذي يقول غير ذلك لا يعرف الحزب .. وهو يخالف نصوص الحزب .. وإذا قابلوا من لا يجدوا عنده ميولاً للجهاد .. أو وقعوا في شباك الطواغيت: قالوا نحن نجرّم العمل المسلح .. لا نؤمن بالعمل المسلح .. نحن حزب سياسي .. لا نؤمن بالعنف .. ونحن برآء من الجماعات الجهادية ومن فعالهم .. ولا نؤمن بطريقته في الخروج على الحكام .. فلا جهاد إلا مع خليفة .. وإلى أن يأتي الخليفة .. نستيقظ وننهض!
فإن قابلوا رجلاً تقياً .. تظاهروا له بالتقوى والتزام السنة .. وإن قابلوا فاسقاً، قالوا له: التدخين عندنا حلال .. والصور العارية الخلاعية حلال .. وبالتالي الأفلام الجنسية المدمرة للأخلاق حلال .. والموسيقى والأغاني حلال .. ومصافحة النساء حلال .. طمعاً في جلب هذا الفاسق وضمه إليهم!
والفاسق ماذا يريد أكثر من ذلك .. كان يمارس هذه الأمور والشعور بالذنب والتقصير يُلاحقه .. وهو الآن يفعلها وهو مستريح النفس والضمير على أنها حلال زلال ..!!
وهم لا يستحون أن يقولوا لك: أن من أعضائهم عناصر من الشيعة الروافض .. ولما سألناهم عن ذلك، قالوا: المهم أن يلتزموا بمبادئ الحزب ..!!
كلما طالبتهم الأمة ودعتهم لنصرة قضاياها المصيرية .. قالوا وهم يتفرجون .. ويوزعون البيانات: المهم أولاً طلب النصرة .. نريد طلب النصرة ..!
كلمة حق أرادوا منها باطلاً .. أرادوا منها تعطيل الجهاد والتخلف عن الجهاد ..!
منذ أكثر من خمسين سنة مضت وهم يبحثون عن النصرة .. وينتظرونها .. وإلى الساعة لم يجدوها .. ولن يجدوها على طريقتهم .. والنبي صلى الله عليه وسلم وجدها في أقل من سنتين ..!
يطلبون النصرة وهم كثرة يتجاوزون المئات من الآلاف إن لم يكن الملايين كما يقولون هم عن أنفسهم في بياناتهم .. والنبي صلى الله عليه وسلم طلب النصرة من قلة .. كانوا لا يتجاوزن العشرات .. لذا قال عمر ابن الخطاب لكفار قريش يوم أن أسلم:" أحلف بالله أن لو كنا ثلاث مائة رجل لقد تركناها لكم ـ أي مكة ـ أو تركتموها لنا " ولكن القلة هي التي تمنعنا من قتالكم ..!
يطلبون النصرة من المسلمين .. وفاتهم أن المسلم لا تُطلب منه النصرة لدين الله .. بل هو يعطي كواجب ـ من غير منة ولا فضل ـ النصرة لدين الله وأوليائه .. بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يطلب النصرة من أقوياء وصناديد الكفار والمشركين .. يدعوهم للإسلام والنصرة معاً!
يطلبون النصرة للحزب .. بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يطلب النصرة لنفسه كنبي، ولدينه الإسلام ..!
بعد كل ذلك يقولون لك: نحن ندعو إلى النصرة .. على السنة .. على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم .. ومن لا يتابعنا في هذا العوج الذي نحن عليه .. فهو يخالف النبي صلى الله عليه وسلم .. ترهيباً للمخالف لهم!!
لعلني قد أطلت في الإجابة .. فالمقام مقام اختصار .. فإن أردت التفصيل، فقد عنيناهم بشيء من الرد في كتابنا " الطريق إلى استئناف حياة إسلامية وقيام خلافة راشدة " فراجعه ـ إن شئت ـ مشكوراً.

إرسال تعليق

 
Top