بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا الفاضل .. قد تكررت دعوة الشيخ الفاضل سلمان العودة إلى عدم جواز الخروج على أنظمة الحكم المعاصرة، وإلى عدم جواز افتعال معارك في بلاد المسلمين .. ولكي تكونوا على بينة من كلامه ننقل لكم بعض كلامه في ذلك، حيث يقول في مقاله " دعوة للجهاد العام ": قد يحدث ويقع أن يكون لفرد أو جماعة من البلاء وحسن الأثر والوقع في الجهاد القتالي المباشر ما ليس لغيرهم إما لخبرة أو شجاعة أو حسن تنظيم أو بعد نظر أو صلاح نية .. وفي مثل هذه الحالة قد يكون هؤلاء أولى من غيرهم بالعناية بتوجيه المعركة في المناطق الساخنة من بلاد المسلمين كفلسطين والشيشان، وهذه من المواقف البطولية التي تستحق الإشادة المتكررة .. لكن يجب أن يكون هذا بمعزل عن افتعال معارك في بلاد المسلمين ومجتمعاتهم تسيل فيها الدماء وتزهق فيها الأرواح ويضطرب الأمن ويشيع الخوف، ويفقد الناس قدرة الحفاظ على ضرورياتهم الدينية والنفس والعرض والعقل والمال، وهي التي جاءت الرسالة السماوية لحفظها وصيانتها .. فكيف تهدر باسم جهاد موهوم يفتأت فيه على جماعة المسلمين وعامتهم ؟!
إن النجاح يكمن في أن يستخدم المرء عقله قبل يده، وقد قيل:
رامَ نفعاً فضرّ من غير قصدٍ ... ومن البر ما يكون عقوقاً!
وقد وُجه للشيخ سؤال في حوار منتدى السقيفة: ما رأيكم الخاص في الجهاد ؟
فجاء في جواب الشيخ قوله: تميُّز بعض الأفراد والجماعات بالجهاد القتالي قد يكونوا هم أولى من غيرهم بتوجيه المعركة في المناطق الساخنة كفلسطين وغيرها، وهم يستحقون الإشادة والدعم لأنهم تعبير عن وجود الأمة وإحيائها، لكن يكون هذا في معزل عن افتعال المعارك في بلاد المسلمين .. ا- هـ.
فما هو موقف الشرع مما تقدم من كلام الشيخ .. نرجو الرد والبيان .. وبخاصة أن كثيراً من الشباب يستدلون بكلام الشيخ أعلاه على شرعية حكام هذا العصر .. وعلى وجوب طاعتهم وعدم جواز افتعال المعارك معهم أو الخروج عليهم .. وجزاكم الله خيراً ؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وبعد.
أقول: أخطأ الشيخ .. ووجه الخطأ في كلامه الوارد أعلاه يكمن في النقاط التالية:
1- لو سألنا هل بلاد المسلمين معصومة من أن تنقلب إلى دار حرب وكفر .. وهل الأنظمة التي تعلوها وتحكمها معصومة من الوقوع في الكفر البواح ..؟؟!!
الجواب قطعاً يأتي بالنفي .. فالتاريخ أثبت تحول كثير من بلاد المسلمين إلى دار حرب وكفر .. فمنها الذي حُرر .. ومنها الذي لا يزال إلى الساعة دار حرب وكفر .. تعلوها أنظمة الكفر والإلحاد ..!
2- فإذا عرفنا الذي تقدم يأتي السؤال التالي: أين يُمكن أن تُصنف الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين في هذا الزمان .. وأين يُصنفون أولئك الحكام الذين يحكمون المسلمين .. هل في خانة المجرمين الكافرين المحاربين لله ولرسوله وللمؤمنين .. والموالين لأعداء الله ورسوله .. أم في خانة المؤمنين الموحدين الذين يوالون الله ورسوله والذين آمنوا ..؟!
الجواب يعرفه كل منصف متجرد من هواه:بأنهم يُصنفون في خانة المجرمين الكافرين المحاربين لله ولرسوله والمؤمنين .. ولا يُمكن أن يُصنفوا هم وأنظمتهم المهترئة الكافرة الحاقدة إلا كذلك .. لا يشك في ذلك امرؤ عرف دين الله .. وعرف حال هؤلاء المجرمين!
فإن قيل: أين يكمن كفرهم وإجرامهم ..؟!
أقول: يكمن كفرهم وإجرامهم وطغيانهم من جهات عدة:
منها: أنهم لا يحكمون بما أنزل الله .. كرهاً، وإعراضاً، واستهانة، واستخفافاً بحكم الله.
ومنها: أنهم بدلوا شرع الله بشرائع الكفر والإلحاد .. وفرضوا قوانين الكفر والإلحاد، والفسق والفجور على البلاد والعباد .. بالحديد والنار ..!
ومنها: أنهم جعلوا من أنفسهم مشرعين يُشرعون للبلاد والعباد من دون الله .. وجعلوا خاصية التشريع وسن القوانين لأنفسهم من دون الله!
ومنها: تحاكمهم إلى الشرائع الدولية الكافرة التي تضاد شرع الله عز وجل ..!
ومنها: أنهم عطلوا فرائض الإسلام والأمر بها .. فلا يأمرون من تحتهم من الرعايا بفرائض الإسلام وواجباته .. بل يعدون الالتزام بها تهمة وجريمة يؤخذ عليها ـ في كثير من الأنظمة الطاغية الحاكمة ـ بالنواصي والأقدام ..!
ومنها: أنهم يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا؛ فاستحلوا الذنوب والموبقات وزينوها وحسنوها في أعين الناس .. وفي كثير من الأنظمة الحاكمة يمارسون سياسة القمع والإكراه لحمل الشعوب على الوقوع في هذه الموبقات!
ومنها: أنهم دخلوا ظاهراً وباطناً في موالاة ومظاهرة أعداء الله من الكفرة والملحدين على الأمة وأبنائها من الموحدين المجاهدين .. فهم عين اليهود والنصارى على الأمة ومصالح وحرمات
وخيرات الأمة!
فبعض هذه الأنظمة والدول تحولت إلى كلب أجرب عقور لا هم لها سوى حراسة وحماية دولة يهود .. وبعضها تحولت إلى قواعد عسكرية أمريكية .. تمكن الأمريكان من ضرب المسلمين في كل مكان ..!
ومنها: مناداة أكثرهم بشعارات الكفر والإلحاد؛ كالاشتراكية، والديمقراطية، والعلمانية .. وغيرها من الشعارات الكفرية .. وما أكثرها لو أردنا إحصاءها!
ومنها: أنهم يروجون بين الناس ـ من خلال جميع وسائلهم التربوية والإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية منها ـ ثقافة التمجيد بالطاغوت .. وفي المقابل ثقافة الاستهزاء بالدين .. وثقافة الطعن والشتم بالله ورسوله .. حتى أصبحت ظاهرة الطعن بالدين والاستهزاء بالله ورسوله مألوفة مستساغة لدى كثير من الشعوب العربية .. والإسلامية .. من غير نكير ولا حسيب .. بينما من يتجرأ على الاقتراب من طواغيت الحكم بشيء من الطعن أو النقد ولو من طرف بعيد .. فإن عقوبته تكون ـ في كثير من الأنظمة المتسلطة في بلاد المسلمين ـ بين الإعدام والسجن لسنين طويلة .. مع الحرمان من الحقوق المدنية وغيرها ..!
ومنها: أنهم عقدوا الولاء والبراء، والحقوق والواجبات على أساس موالاتهم .. وموالاة عروشهم وأنظمتهم .. وعلى أساس الانتماء إلى الوطن أو الإقليم الذي يحكمه كل طاغوت .. بغض النظر عن عقيدة ودين وأخلاق الناس ..!
هذه بعض خصال الكفر الظاهرة التي تُذكر عن هؤلاء الطواغيت المجرمين .. التي يعرفها عنهم القاصي والداني .. والخواص والعوام سواء .. والتي انعقد النص والإجماع على كفر صاحبها ..!
بل أقول: ما من ناقضة من نواقض الإسلام التي تكلم عنها أهل العلم وانعقد الإجماع عليها إلا وتجد هؤلاء الطواغيت الظالمين متلبثين بها، وقد ولجوها صراحة ـ وبكل وقاحة وجرأة ـ من كل أبوابها .. ظاهراً وباطناً .. لا يخفى ذلك على من عرف دين الله وعرف دين الطواغيت هؤلاء وخبر أحوالهم .. وإن كان كفر بعضهم أظهر من بعض!
3- بعد أن عرفنا وصف وحال طواغيت الحكم هؤلاء .. ووصف أنظمتهم الباطلة .. وعرفنا الحكم الشرعي الذي يجب أن يُحمل عليهم وعلى أنظمتهم العميلة .. والذي لا يقبل الخلاف .. بقي السؤال الأهم، وهو: من كان هذا وصفه وحكمه من طواغيت الحكم المعاصرين .. كيف يكون التعامل معهم شرعاً .. هل تجوز طاعتهم وموالاتهم والتعامل معهم كولاة شرعيين .. أم يجب الخروج عليهم .. وجهادهم وقتالهم إلى أن يندفع بلاءهم وشرهم عن الأمة ..؟!
أقول: لا شك ولا خلاف أن نصوص الشريعة تُلزم الأمة بالخروج على طواغيت الكفر وأئمتهم .. كما أن الإجماع ـ سلفاً وخلفاً ـ قد انعقد على أنه لا ولاية لكافر على المسلمين وعلى بلادهم .. سواء كان كفره أصلياً أم كان بسبب الردة عن الدين، كما في قوله تعالى:) وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً (النساء:141.
وفي الحديث الذي أخرجه البخاري عن عبادة بن الصامت، قال:" دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا، وعُسرنا ويُسرنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان ".
والأمة قد رأت من طواغيت الحكم هؤلاء الكفر البواح الذي لنا فيه برهان ودليل من كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .. ولا يشذ عن هذه الرؤية إلا جهمي جلد .. أو جاهل أعمى الله بصره وبصيرته .. أو نفعي خسيس باع دينه بعرض من الدنيا يرميه إليه الطواغيت .. وشذوذ هؤلاء غير معتبر ولا يؤبه له!
قال القاضي عياض:" أجمع العلماء على أن الإمامة لا تنعقد لكافر، وعلى أنه لو طرأ عليه الكفر انعزل .. وكذا لو ترك إقامة الصلاة والدعاء إليها " ا- هـ. فالقضية من هذا الوجه قضية إجماع لا يجوز الخلاف فيها ..!
هذا هو حكم الشرع في هؤلاء الطواغيت المجرمين الذي انعقد عليه النص والإجماع .. فبم يرده الشيخ سلمان ..؟!!
4- قد يقول الشيخ أو من يتابعه على قوله: الخلاف ليس على النصوص الشرعية أو الإجماع الذي يوجب الخروج على طواغيت الحكم والكفر .. وإنما الخلاف على توصيف الحكام وأنظمة هؤلاء الحكام الذين تُحمل عليهم النصوص الشرعية التي توجب الخروج عليهم .. فأنت تراهم كفاراً ونحن لا نراهم كفاراً .. وبالتالي لا تستطيع أن تلزمنا بالأدلة الآنفة الذكر .. وبالإجماع الآنف الذكر؟!
أقول: لو كان المراد من كلام الشيخ " عدم افتعال معارك في بلاد المسلمين " بلداً معيناً لم يظهر له فيه ما يستلزم الخروج على حكامه .. لهان الخطب .. ولاستسيغ الخلاف .. أما أن يُعمم حكمه هذا على جميع بلاد المسلمين وأمصارهم بلا استثناء ـ كما هو ظاهر كلامه ـ فلا يُقبل منه ولا من غيره!
هل يريد الشيخ أن يقول لنا أو يقنعنا بأن النظام المصري أو السوري أو الجزائري أو الليبي أو التونسي أو الأردني .. أو الكويتي .. وغيرها من الأنظمة المتسلطة على العباد والبلاد .. هي أنظمة إسلامية .. وحكامها ـ على ما فيهم من جور ـ مسلمون تجب طاعتهم وموالاتهم،
والدخول في عسكرهم وخدمتهم .. وبالتالي لا يجوز الخروج عليهم؟!
فإن قال: نعم ـ ونعيذه من ذلك ـ نرجو أن يوضح لنا ذلك بكلام صريح لا لبس فيه ولا غموض .. لنعلم عن أي نوع من الطواغيت يُنافح الشيخ ويُجادل .. وفي أي طريق يسير!
وإن قال: لا ـ وهذا الظن بالشيخ ـ لزمه العمل والقول بالإجماع وبالنصوص التي توجب الخروج على طواغيت الحكم والكفر .. وقد تقدم ذكر بعضها .. ولا مناص له من أحد هذين الخيارين!
5- قال الشيخ:" وفي مثل هذه الحالة قد يكون هؤلاء أولى من غيرهم بالعناية بتوجيه المعركة في المناطق الساخنة من بلاد المسلمين كفلسطين والشيشان وهذه من المواقف البطولية التي تستحق الإشادة المتكررة .. لكن يجب أن يكون هذا بمعزل عن افتعال معارك في بلاد المسلمين ومجتمعاتهم تسيل فيها الدماء، وتزهق فيها الأرواح، ويضطرب الأمن، ويشيع الخوف .."ا- هـ.
أقول: هذا كلام إعلامي مرفوض نسجل عليه الاعتراضات التالية: أليست فلسطين والشيشان من بلاد المسلمين .. أليس الجهاد في هاتين البلدتين يكون سبباً في إسالة الدماء، وزهق الأرواح، واضطراب الأمن، وإشاعة الخوف .. كما هو حاصل .. فعلام يجوز كل ذلك في فلسطين والشيشان .. وهو جهاد مبارك يستحق الإشادة .. ولا يجوز ذلك في غيرهما من بلاد المسلمين .. التي يعلوها أنظمة كافرة هي أشد حرباً وعداءً على الإسلام والمسلمين من العدو الكافر في فلسطين أو الشيشان ؟!!
فعلام زهق أرواح المسلمين ـ بسبب الجهاد ـ في الشيشان وفلسطين حلال ومباح ومبارك .. وفي غيرهما من أمصار المسلمين التي يعلوها حكم الكفر والشرك والخيانة حرام ولا يجوز .. ما هي العلة التي أباحت ذلك هناك وحرمته هنا؟!!
ونسأل كذلك: من الذي يمنع المسلمين من الجهاد في المناطق الساخنة؛ فلسطين والشيشان .. من الذي يُعاقب ويُجرّم ويُلاحق كل من يتحرك للجهاد في فلسطين أو الشيشان .. أليس هي تلك الأنظمة الكافرة المارقة التي تحكم بلاد المسلمين والتي يجرِّم الشيخ حدوث أي عمل جهادي فيها أو ضدها ..؟!!
كيف يُلزم الشيخ شباب الأمة بالجهاد في المناطق الساخنة ثم هو يمنعهم من جهاد ودفع من يمنعهم من الجهاد في المناطق الساخنة .. يمنعهم من جهاد من يعمل ـ منذ أكثر من خمسين سنة ـ ككلاب حراسة أوفياء لحماية حدود دولة يهود؟!
فقول الشيخ قول غير عملي وغير ممكن وهو من قبيل قول الشيء وضده في آنٍ معاً .. وهذا لا يليق .. لذا وصفناه بأنه تصريح إعلامي استهلاكي لا غير ..!
6- قال الشيخ:" لكن يجب أن يكون هذا بمعزل عن افتعال معارك في بلاد المسلمين ومجتمعاتهم تسيل فيها الدماء .. ويفقد الناس قدرة الحفاظ على ضرورياتهم الدينية، والنفس، والعِرض، والعقل، والمال، وهي التي جاءت الرسالة السماوية لحفاظها وصيانتها .. فكيف تُهدر باسم جهادٍ موهوم يُفتأتُ فيه على جماعة المسلمين وعامتهم "ا- هـ.
أقول: كنت أود أن لا يقول الشيخ هذا الكلام .. يعزُّ علي ـ والله ـ أن يقوله وهو الفقيه الخبير بواقع وخفايا كفر وحقد هذه الأنظمة الطاغية..!!
هل هذه الأنظمة الطاغية الكافرة التي تقدم ذكر بعضها تحافظ على الضروريات الخمس التي جاء الإسلام للحفاظ عليها وصيانتها من العبث، والتي هي: الدين، والنفس، والعِرض، والعقل، والمال .. ليقال بعد ذلك أن الذي يخرج على هذه الأنظمة مجاهداً في سبيل الله يتسبب بفقد هذه الضروريات؟!
أي دين هذا الذي يُحافظون عليه وهم جعلوا من بلادنا وشعوبنا حقول تجارب لكل فكر وعقيدة، وثقافة، وشريعة كافرة باطلة ..!
أي دين هذا الذي يُحافظون عليه وهم يربون الشعوب على تمجيد وعبادة الطاغوت من دون الله ..؟!
أي دين هذا الذي يُحافظون عليه وهم يجرئون العباد على ثقافة الطعن والاستهزاء بالله ورسوله .. وعلى جميع المستويات .. إلى أن تُصبح ظاهرة شتم الخالق ورسوله من العادات الوطنية .. والتراث الشعبي الذي ينبغي الحفاظ عليه .. تحت زعم ومسمى حرية التعبير .. وحرية الفن .. والحرية الشخصية التي يكفلها القانون لكل مواطن!
ولو أنكرت على أحدٍ ممن يشتم ويسب الخالق .. أنت الذي تُسجن .. وتُسأل وتحاسب؛ لأنك اعتديت على حقوق وحرية الشاتم، وافتأت على حقوق الطاغوت الحاكم!!
أي دين هذا الذي يُحافظون عليه .. وكثير من هذه الأنظمة الطاغية تعتبر مجرد الصلاة جماعة في المسجد شبهة وتهمة تُحاسب عليها .. فضلاً عن إرخاء اللحية أو لبس الثوب .. فمن تجرأ على فعل شيء من ذلك .. فهذا يعني أنه صُنف في خانة الإرهابيين المستهدفين ..!!
أي دين هذا الذي يُحافظون عليه .. ومظاهر الكفر والشرك منتشرة في بلادنا .. وذلك كله يتم بعد إذنهم وموافقتهم، وتحت رعايتهم ..!
أي نفس هذه التي يُحافظون عليها .. وهم قد عطلوا العمل بالحدود الشرعية .. وأكثرهم لا يتورع بأن يصفها بأنها تخلف وهمجية لا تليق بالإنسان المعاصر ..!
أي نفس هذه التي يُحافظون عليها وسجونهم اللعينة مليئة بالأبرياء .. وهم لا يتورعون
من قتل الآلاف من مواطنيهم لأدنى معارضة أو اعتراض .. وما أكثر الشواهد والأدلة على ذلك لو أردنا الإحصاء!
أي نفس هذه التي يُحافظون عليها .. وهم يربون الشعوب على الخوف، والقهر، والذل والجوع، والجهل .. وأنهم دون الشعوب الأخرى تحضراً وتقدماً .. وأنهم دون أن يُدافعوا عن حقوقهم المغتصبة .. إلى أن تحولت الشعوب بملايينها إلى أموات يدبون على الأرض .. ليسهل على طواغيت الحكم قيادتهم وسياستهم، وليأمنوا جانب غضبهم وعصيانهم وجهادهم .. وحتى تسلم لهم عروشهم ومخصصاتهم!
الإنسان العربي المسلم ـ إلا من رحم الله ـ إنسان مريض .. مشوه .. مشلول .. جبان .. ذليل .. ذو اهتمامات وضيعة .. لذلك رغم كل هذه الأحداث الجسام التي تنتاب الأمة وتتهدد كيانها ووجودها .. لا يتحرك له ساكن .. وكأنه في غير عالم الوجود .. وكأن الذي يجري لا يعنيه .. كل ذلك بفعل إرهاب وسياسة أنظمة الكفر المتربعة ظلماً وعدواناً على مقدرات العباد والبلاد .. والتي يصفها الشيخ بأنها تُحافظ على الإنسان!!
أي عِرض هذا الذي يُحافظون عليه .. وهم يروجون للزنى والفجور .. ويربون بنات وأبناء المسلمين ـ رغماً عن آبائهم ـ على موائد الاختلاط والميوعة والتحلل .. والتفسخ .. وما أكثر الأمثلة الدالة على ذلك .. وما أكثر وسائلهم التي تُفضي إلى ذلك .. ولا أظنها تخفى على الشيخ!
أي عقل هذا الذي يُحافظون عليه .. والخمور تُشرب في كثير من بلاد المسلمين أكثر من الماء .. وكله بترخيص وموافقة من طواغيت الحكم والفجور ..؟!
أي مالٍ هذا الذي يُحافظون عليه .. وقد نهبوا أموال وخيرات الأمة ووضعوها في أيدي وجيوب وبنوك أعداء الأمة ..؟!
تجد الطاغوت منهم يُصنف على أنه أول أو ثاني أو ثالث أغنى واحدٍ في العالم .. وشعبه يتضور جوعاً وحرماناً ..؟!
أي مالٍ هذا الذي يُحافظون عليه .. وأموال الأمة تصب في مواخير وخانات الشراب والميسر في بلاد الغرب؟!
أي مالٍ هذا الذي يُحافظون عليه .. وأرض الإسلام وخيراتها مستباحة لأعداء الأمة؟!
أي مالٍ هذا الذي يُحافظون عليه .. والبنوك الربوية .. وغيرها من المؤسسات التي تقوم على السحت وأكل المال بالباطل .. وما أكثرها .. التي أهلكت الحرث والنسل .. قد غزت بلادنا وشعوبنا منذ زمنٍ بعيد ..؟!
أبعد كل هذا يا شيخ تقول: إن هذه الأنظمة الطاغية المتعفنة تُحافظ على مقاصد الإسلام الخمسة .. والمجاهدون بجهادهم يُفقدون الناس تلك المقاصد .. والضروريات .. ويعملون على هدرها بجهادهم الموهوم .. وتستدل على جهادهم بقول الشاعر:
رامَ نفعاً فضرَّ من غير قصدٍ ... ومن البرِّ ما يكون عقوقاً!
لا أجدني ـ بعد هذا الذي تقدم ـ بحاجة لأن أثبت لك العكس .. وأن المجاهدين ما نهضوا للجهاد إلا من أجل الحفاظ على مقاصد الدين والضروريات الآنفة الذكر .. التي فقدتها الأمة ـ بفعل سياسة طواغيت الحكم والكفر ـ منذ زمنٍ بعيد!
ولا أذهب بعيداً لو قلت: إن حديثك هذا وما ماثله من أحاديث لبعض الشيوخ هو من جملة الأسباب التي تُجرئ الطواغيت على مزيد من الإمعان والهتك للضروريات الآنفة الذكر حيث كلما بزغت بازغة خير وجهاد للذود عن مقاصد وضروريات الدين .. فتقوم أنت وغيرك .. لتقول للناس: انظروا .. بسبب جهاد هؤلاء .. تُنتهك مقاصد وضروريات الدين .. فالطاغوت أصله بريء وهو ما أقدم على هذه الانتهاكات إلا بسبب من هؤلاء .. فتكون بذلك عوناً للطواغيت على المجاهدين .. وعلى هدر مقاصد وضروريات الدين وأنتم لا تعلمون .. فالحذر الحذر يا شيخ!
7- قال الشيخ:" فكيف تُهدر ـ أي مقاصد وضروريات الدين ـ باسم جهادٍ موهوم يُفتأت فيه على جماعة المسلمين وعامتهم "!
أقول: أي جماعة .. وأي افتئات .. إذا قامت جماعة ـ بعد أن تستوفي إعدادها ـ لجهاد طاغوت من طواغيت الحكم والكفر في بلدٍ من بلاد المسلمين الآنفة الذكر .. عملاً بأمر ربها وأمر رسوله .. أين هي جماعة المسلمين التي يكون قد افتئت عليها .. ثم أين السلطان المسلم أو الإمام المسلم الذي يُفتأت عليه .. أين يكمن الافتئات .. وعلى من ..؟!!
الطائفة الحية الناطقة باسم الأمة والممثلة لها ـ بدلالة عشرات النصوص الشرعية ـ هي الجماعة الحق التي تتصف بصفتين وخلتين: المتابعة لأوامر الشريعة .. والجهاد في سبيل الله .. فهذه هي الجماعة الأم المنصورة الظاهرة التي يجب تكثير سوادها وإن قل عددها .. وأيما امرئ يخرج عنها أو عليها .. ثم يدعي التمثيل .. فهو المفتئت على الأمة وعلى دينها وسلطانها!
8- بعد أن عرفنا الذي تقدم .. نجيب على السؤال التالي .. أين تكمن الفتنة والضرر الأكبر: في الخروج عليهم كما يصور الشيخ .. أم في كف الأيدي عنهم .. والصبر عليهم .. والتعايش معهم .. والاعتراف بشرعيتهم .. وشرعية أنظمتهم وما هم عليه من كفر بواح .. كما يريد الشيخ؛ وهو المفهوم من كلامه؟!
الجواب: لا شك ولا خلاف أن الخروج عليهم هو أقل فتنة وضرراً على البلاد والعباد .. من الصبر عليهم والاعتراف بهم وبشرعيتهم .. وشرعية أنظمتهم الكافرة، وذلك لوجهين:
أولهما: لدلالة النصوص الشرعية التي أفادت بأن الشرك والسكوت عليه .. فضلاً عن الاعتراف بشرعيته .. وشرعية حكمه .. هو الفتنة الأكبر .. والضرر الأكبر الذي لا يعلوه ضرر، كما قال تعالى:) وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ( أي الشرك .. وإقراره .. أشد ضرراً وفتنة من فتنة القتل والقتال .. وما يمكن أن يترتب عليه ..!
وقال تعالى:) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ (. وقال تعالى:) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ( .. أي حتى لا يكون شرك وكفر .. فالقتال وإن كان يترتب عليه بعض الفتن إلا أن فتنة سيادة الكفر والشرك على البلاد والعباد أشد وأعظم .. لذلك قضت نصوص وقواعد الشريعة بدفع الفتنة الأكبر بالفتنة الأصغر .. والضرر الأكبر بالضرر الأصغر .. فقال تعالى لمن يكره القتال في مثل هذه المواطن:) كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (. أي رغم أن القتال كره لكم لما يترتب عليه من القتل والآلام والجراح إلا أن فيه خيراً كثيراً، وهو خير لكم من عدمه؛ لأنه يندفع به عنكم شر كبير وأنتم لا تعلمون.
وفي آية أخرى عدّ الله تعالى القتال في سبيل الله حياة، كما قال تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ( أي استجيبوا له صلى الله عليه وسلم إذا دعاكم إلى الجهاد والقتال الذي فيه حياة لكم؛ حياة حقيقية ملؤها العزة والكرامة، والسعادة في الدنيا والآخرة .. وهذا قول أكثر أهل العلم والتفسير.
وفي الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من لم يغز، أو يجهز غازياً، أو يخلف غازياً في أهله بخير، أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة ". وما أكثر القوارع التي تنزل بساحة أحدنا ثم هو لا يُحسن تفسير أسبابها ..!
وقال صلى الله عليه وسلم:" ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بالعذاب ".
وقال صلى الله عليه وسلم:" إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ". أي حتى ترجعون إلى جهادكم سبب عزتكم وكرامتكم .. فسمى الجهاد ديناً!
أرجو أن لا تُقتصر هذه النصوص وغيرها من النصوص التي تبين أن لا عزة ولا حياة للأمة إلا بالجهاد ـ وما أكثرها ـ على الجهاد في فلسطين والشيشان فقط دون بقية الأقطار والأمصار من بلاد المسلمين التي غزاها الكفر والإلحاد منذ زمن بعيد!
ثانياً: دلالة الواقع المعايش: فما أكثر الأدلة التي تثبت أن ضريبة الذل والركون إلى الطواغيت الظالمين المارقين .. هي أشد كلفة وفتنة .. وتضحية .. وبلاءً .. من ضريبة جهادهم والخروج عليهم ..!
الطواغيت يتعاملون مع الشعوب كقطيع وعبيد مملوكين .. شأنهم شأن أي سلعة تُملك ثم تُرمى .. وقد قالها بعض ملوك العرب صراحة وبكل وقاحة:" الإنسان أغلى ما نملك " فهو يتعامل مع شعبه كقطيع مملوك ليس له أن يخرج عن إرادة وطاعة مالكه وسيده!!
ينظرون للبلاد والعباد على أنها من ملكهم وملك آبائهم .. وأيمانهم .. يتصرفون بها وبمقدراتها كيفما يشاءون .. ولا يُسألون عما يفعلون .. فالملك أو الرئيس ـ كما تنص دساتيرهم ـ فوق المساءلة، وفوق أن يُسأل عما يفعل .. والذي لا يُسأل عما يفعل هو الله تعالى وحده!
الشعوب قدمت .. ولا تزال تقدم في سبيلهم .. وسبيل عروشهم وأنظمتهم .. أعز ما تملك من دين، وعِرض، ونفس، ومال .. والطواغيت ـ لا يشبعون ـ يُطالبونهم بالمزيد!
يربوننا .. وأبناءنا وبناتنا .. على موائدهم الباطلة الكفرية .. وشعاراتهم الشركية .. ولا أحد يستطيع أن يقول لهم .. لا .. لأن الأمة ـ وللأسف ـ اتخذت خيار ضريبة الذل والركون للظالمين .. ومنذ سنيين ..!!
تأملوا الذل والهوان الذي أصاب الأمة .. على صعيد الصراع مع الصهاينة اليهود في فلسطين .. وكل صراع أصاب جسد الأمة هنا وهناك ..!!
أمة المليار ونصف المليار .. مشلولة الإرادة والحركة ـ بسبب هؤلاء الطواغيت الظالمين ـ تجاه ما يحدث من مجازر جماعية بحق الآمنين من المسلمين .. في أطراف الأرض وأمصارها .. لا يستطيعون حراكاً ولا حتى بكاء!
تأملوا الخوف .. والجوع .. والفقر .. والإرهاب .. الذي تعيشه الشعوب .. بسبب خيارهم لضريبة الذل والركون .. وخيار الرضى والتعايش!
أي شيء نبكيه من وراء الخروج على هؤلاء الطواغيت .. وقد ضاع كل شيء .. وفقدت الأمة كل شيء ..؟!!
لأجل ذلك قلنا ـ ولا نزال نقول ـ: إذا أرادت الأمة أن تستأنف حياة الإيمان، والعزة، والريادة، والقوة، والحرية .. لا بد لها من أن تتحرر من العبودية لهؤلاء الطواغيت .. ومن عقدة الخوف منهم .. ومن جلاديهم .. وأن تجنح لخيار العصيان والتمرد، والجهاد في سبيل الله .. فإن لم تفعل .. فعلى الشعوب أن تروض نفسها لمزيد من بذل الضرائب الباهظة المذلة تقدمها طواعية
وبنفس هينة ذليلة على عتبات قصور الطواغيت الحاكمين ..!
تقدم هذه الضريبة الباهظة ولا يحق لها ـ بعد ذلك ـ أن تسأل عن أسباب ما حل ويحل بهم من ذلٍ، وهزيمة، وفقرٍ، وتخلف، وضياع .. لأنهم هم الذين آثروا هذا الخيار .. وأبوا خيار العزة والجهاد .. فهو إذاً من عند أنفسهم .. ولا يلوموا إلا أنفسهم، ولات حين مندم!
يخاف الشيخ على الدماء .. ويتباكى عليها .. فها هي تسيل في سبيل الطاغوت أنهاراً وبحاراً .. بنفس رضية طائعة ذليلة .. ولا أحد يُنكر ولا يعترض .. فعلام إذا سال القليل منها في سبيل الله .. اعترضنا .. وتباكينا على الدماء .. وشح العطاء .. وضجت الأصوات .. وكثر الحديث عن المصالح والمفاسد والفتن!!
أيكون الطاغوت الحقير أحق علينا وأعز من الله ..؟!!
قال تعالى:) الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً (.
9- كنت قد حذرت الشيخ تحذير الناصح المشفق المحب من كل ما يقربه لهؤلاء الطواغيت الظالمين من قول أو عمل؛ فالقرب منهم بُعْدٌ عن الله، ومن بعد عن الله بعد عن رضاه ورحمته وجنته، كما في الحديث:" ما ازداد عبد من السلطان قرباً إلا ازداد من الله بعداً ". هذا في السلطان المسلم، فكيف بالطاغوت الكافر والعياذ بالله .. لا شك أن البعد يكون أشد وأكثر!
فإن قيل: أين يكمن القرب من الطاغوت في كلام الشيخ المردود عليه ..؟!
أقول: الطواغيت لا يريدون من الشيخ ولا من غيره أكثر من تلك الكلمات التي قالها في معرض السؤال عما ورد له من كلام!
يكفي الطاغوت منك أن تقول للناس: بأن حكمه شرعي .. ولا يجوز الخروج عليه .. ومن خرج عليه فهو باغٍ وظالم، وصاحب فتنة، ومفتئت على جماعة المسلمين .. وليكن منك بعد ذلك ما يكون فهو مغفور لك، ومقبول منك!
بل لا يتردد الطاغوت في أن يقدم لك كل التسهيلات .. ويمنحك العطاء تلو العطاء .. مقابل أن تقول عنه تلك الكلمات .. لأنك بكلماتك تلك تكون أول خط دفاعي عنه وعن نظامه وعرشه .. إضافة لما تسببه للناس ـ بقولك ذلك ـ من تضليل، وتخدير، وتخذيل ..!
مرة ثانية وثالثة .. نقول مشفقين وناصحين: اتق الله يا شيخ .. واحذر أن تكون أنت الذي يتقوى بك الطاغوت على عباد الله وأوليائه .. وأنت تعلم أو لا تعلم!
احذر أن يتقوى بك الطاغوت ـ ولو بشطر كلمة تخرج منك ـ على ما هو عليه من باطل وكفر وظلم .. وأنت تعلم أو لا تعلم!
احذر أن تكون للطاغوت كالعصا التي يؤدب بها الناس .. ويتكئ عليها في الملمات والشدائد .. وأنت تعلم أو لا تعلم!
احذر القرب والركون للظالمين ولو بشطر كلمة:) وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (.
الأمة قادمة على مخاض .. فاحرص أن تقف في صفها .. لا في صف أعدائها من الطواغيت العملاء!
ألمس منك أحياناً ومن بعض كتاباتك أسلوب من يريد أن يرضي الجميع .. أسلوب لين الخطاب مع الجميع .. أسلوب من يريد أن يمسك العصا من وسطها .. أسلوب من لا يريد أن يخسر شيئاً .. ومرضاة الجميع غاية لا تدرك .. ومرضاة الحق غاية تُدرك .. فارضِ الحق ابتغاء مرضاة الحق .. ولا تبال بعدها لمخالفيك وساخطيك .. فمن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس!
هذه نصيحة أخٍ مشفقٍ محب لك .. فلا يصدنَّك عنها .. شدة بعض كلماتها .. فالشدة ـ إن وجدت ـ ما أردناها لذاتها .. والله تعالى الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
17/10/1423 هـ. عبد المنعم مصطفى حليمة
21/12/2002 م. أبو بصير