بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ وبعد.
إلى العاملين من أجل استئناف حياة إسلامية راشدة ..!
إلى الذين يحدوهم الأمل لغدٍ مُشرق ..!
إلى من يحرص على الارتواء من معين المصطفى صلى الله عليه وسلم الطاهر الذي لا ينضب عطاؤه وخيره!
إلى الذين يسألون عن المنهج والطريق ..!
إلى الذين يفرقون بين السُّنَّة والسيرة .. فيأخذون بالسنة ويدعون العمل بالسيرة!
إلى الذين يزعمون أنهم سلفيون وأثريون .. وأنهم على نهج النبي صلى الله عليه وسلم وسنته .. وهم ليسوا كذلك ..!
إلى الذين يهون عليهم العيش في السهول .. وبين الحفر .. ويستصعبون العيش في الجبال .. والارتقاء إلى القمم العوالي ..!
إلى الذين يستثقلون النهوض بالواجب .. ويستعذبون الموت أحياء في المقابر الجماعية .. التي يعدها لهم الظالمون .. ويخشون الموت مقبلين غير مدبرين!
إلى الذين أصبحت العزة بالنسبة لهم حكايات وقصص تُروى عن الأجداد .. لا يعرفون من طعمها ولونها وواقعها شيء!
إلى هؤلاء جميعاً وغيرهم نقول: هكذا كانت حياة قائدنا .. وأسوتنا .. ومعلمنا .. النبي الهادي محمدٍ صلى الله عليه وسلم .. فهل أنتم مقتدون ومتبعون ؟!
لنلقِ جميعاً نظرة ـ ولو سريعة ـ على بعض جوانب حياة وسيرة هذا النبي العظيم .. كيف كانت وعلى أي نهج مضت .. لنستنبط منها الدروس والعبر .. ونقتفي الآثار .. ونسير على الطريق .. ونهتدي بنور سنته وسيرته صلى الله عليه وسلم .. وما أحوجنا لذلك وبخاصة في هذه الحقبة من الزمن التي تكالبت فيها أمم الكفر والإلحاد على أمة الإسلام.
في المرحلة المكية بعد أن أوحى الله تعالى إليه بالرسالة وأمره بالبلاغ .. نجد جهداً متواصلاً .. وحركة دؤوبة لا تعرف السكون ولا الكلل ولا الملل .. وقلقاً وهمَّاً .. وصدعاً بالحق .. وأمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر .. وتضحية وفداء .. وبلاغاً وإنذاراً .. وتحملاً شديداً لجميع صنوف
الأذى والبلاء .. وثباتاً فريداً على العقيدة والتوحيد والمبدأ .. صلوات ربي وسلامه عليه!
تُعرض عليه الدنيا وكل ما يمكن أن يصبو إليه مخلوق من ملك ومتاع .. لا من أجل أن يُمسك عن جانب الدعوة إلى الحق .. بل من أجل أن يُمسك عن تعرية باطلهم وشتم آلهتهم .. وأصنامهم .. وطواغيتهم .. لكن يأبى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن يصدع بالحق كاملاً كما أوحاه الله تعالى إليه .. ويأبى إلا أن يأطرهم إلى الحق كاملاً من غير انتقاصٍ ولا اجتزاء!
قالوا: يا أبا طالب إن ابن أخيك هذا قد آذانا في نادينا ومسجدنا .. ووقع في آلهتنا .. فانهه عنا!
قال أبو طالب: يا محمد إن بني عمك هؤلاء زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم ومسجدهم، فانته عن أذاهم!
فحلَّق رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره في السماء، فقال:" أترون هذه الشمس ؟" قالوا: نعم، قال:" فما أنا بأقدر أن أدع ذلك منكم على أن تُشعلوا منها بشعلة "!!
قالوا: فرَّقت جماعتنا، وشتَّت أمرنا، وعبت ديننا وآلهتنا، وفضحتنا في العرب .. وكفّرت من مضى من آبائنا .. إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت تريد به شرفاً سوَّدناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك، وإن كنت تريد به ملكاً ملكناك علينا .. وإن كان بك الباءة فاختر أي نساء قريش فنزوجك عشراً ..؟!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أفرغت "، فقال: نعم، فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:) حم . تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ( حتى بلغ ) فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (.
فقال عتبة بن ربيعة: حسبك ما عندك غير هذا ؟!
قال صلى الله عليه وسلم: لا!
هذا هو نبينا صلى الله عليه وسلم .. وهذا هو موقفه .. فأين دعاة الحفاظ على المصالح والمكاسب المزعومة من ذلك ـ وما أكثرهم في زماننا ـ ما إن يرمي لهم الطاغوت قليلاً من الفُتات .. والعظام المجردة عن لحومها .. إلا وتراهم يتمسكون بها ويعضون عليها بالنواجذ ويؤثرونها ـ كمكاسب ومصالح ـ على العقيدة .. والتوحيد .. والمبادئ الكلية لهذا الدين!
من أجل راتب شهري يتقاضونه من الطاغوت .. يسكتون عن بيان الحق .. ويُداهنون ويجاملون .. ويوالون!
ما أن يقترب الطاغوت منهم ذراعاً إلا ويقتربون منه مائة ذراع .. وما أن يُغازلهم بطرف من العين .. إلا ويُغازلونه بالعينين معاً .. وبالأشعار .. والمدائح .. وفنون الإطراء .. ثم هم بعد كل هذا الافتراء يقولون ـ ظلماً وعدواناً ـ: نحن سلفيون وأثريون .. وعلى نهج وسنة المصطفى
صلى الله عليه وسلم سائرون!!
لم يقتصر فعل المشركين وإجرامهم في الصد عن الحق .. وإيقاف الدعوة .. على المساومة والإغراء .. فهم ما إن تيقن لهم فشل المساومة وما عرضوه على النبي صلى الله عليه وسلم من إغراء ومتاع .. إلا ونفوسهم الخبيثة الأمارة بالسوء تحملهم على التجرؤ والتطاول بصنوف من العدوان والأذى والشر .. على سيد الخلق صلى الله عليه وسلم .. ظناً منهم أن ذلك قد يُجدي لهم مأرباً!!
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم يوماً في الحِجر، فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط، سفَّه أحلامنا، وشتم آباءنا، وعاب ديننا، وفرَّق جماعتنا، وسبَّ آلهتنا، لقد صرنا منه على أمر عظيم ..!
فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل يمشي حتى استلم الركن، ثم مرَّ بهم طائفاً بالبيت، فلما أن مرّ بهم غمزوه ببعض ما يقول ـ أي استهزأوا به مرددين بعض قوله وكلامه ـ قال: فعرفت ذلك في وجهه، ثم مضى، فلما مرَّ بهم الثالثة فغمزوه بمثلها ..!
فقال لهم:" تسمعون يا معشر قريش، أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح[[1]]"، فأخذت القومَ كلمتُه، حتى ما منهم رجل إلا كأنما على رأسه طائر واقع ..!
قال: فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان من الغد اجتمعوا في الحجر وأنا معهم، فقال بعضهم لبعض: ذكرتم ما بلغ منكم، وما بلغكم عنه، حتى إذا بادأكم بما تكرهون تركتموه، فبينما هم في ذلك إذ طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوثبوا إليه وثبة رجل واحد، فأحاطوا به يقولون: أنت الذي تقول كذا وكذا؛ كما كان يبلغهم عنه من عيب آلهتهم ودينهم ؟!
فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" نعم، أنا الذي أقول ذلك "!
قال: فلقد رأيت رجلاً منهم أخذ بمجمع ردائه .. وقام أبو بكر الصديق رضي الله عنه دونه يقول وهو يبكي: أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله ؟!
ومن حديث ربيعة بن عباد الديلي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بصر عيني بسوق ذي المجاز يقول: يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا، ويدخل في فجاجها والناس متقصفون عليه ـ أي مزدحمون ـ إلا أن وراءه رجلاً أحول وضيء الوجه، ذو غديرتين يقول: إنه صابئ كاذب .. يريد منكم أن تسلخوا اللات والعزى .. فلا تسمعوا له ولا تتبعوه !!
قلت لأبي من هذا؟ قال: عمه أبو لهب!
ومن حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند البيت، وأبو جهل
وأصحاب له جلوس، وقد نُحرت جزور بالأمس، فقال أبو جهل: أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان فيأخذه، فيضعه في كتفي محمد إذا سجد!
فانبعث شقي القوم فأخذه، فلما سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضعه بين كتفيه، فاستضحكوا، وجعل بعضهم يميل على بعض، وأنا قائم أنظر، لو كانت لي منعة طرحته عن ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبي ساجد، ما يرفع رأسه ...!
وفي رواية قال أبو جهل: أيكم يأتي جزور بني فلان فيأتينا بفرثها ـ أي كرشتها ـ فنكفئه على محمد صلى الله عليه وسلم، فانطلق أشقاهم عقبة بن أبي معيط، فأتى به فألقاه على كتفيه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد. قال ابن مسعود: وأنا قائم لا أستطيع أن أتكلم، ليس عندي منعة تمنعني ..!
ومن حديث أسماء بنت أبي بكر، قالت: كان المشركون رفعوا في المسجد عمداً ليروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يقول في آلهتهم، فبينما هم كذلك، إذ أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاموا إليه بأجمعهم، فأتى الصريخ إلى أبي بكر، فقالوا: أدرك صاحبك، فخرج من عندنا وإن له لغدائر أربع، وهو يقول: ويلكم أتقتلون رجلاً يقول ربي الله، وقد جاءكم بالبينات من ربكم ؟! فلَهَوا عن رسول الله وأقبلوا على أبي بكر رضي الله عنه، قالت: فرجع إلينا أبو بكر، فجعل لا يمس من غدائره إلا جاء معه، وهو يقول: تباركت يا ذا الجلال والإكرام ..!
ومن حديث أنس بن ما لك رضي الله عنه قال: لقد ضربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة حتى غشي عليه، فقام أبو بكر رضي الله عنه فجعل ينادي ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله ؟!!
فقالوا: من هذا ؟! فقالوا: أبو بكر المجنون .. فتركوه وأقبلوا على أبي بكر!!
ومن حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: توعد أبو معيط أن يأتي مجلس النبي صلى الله عليه وسلم، فيبزق في وجهه، ويشتمه بأخبث ما تعلمه من الشتم، ففعل، فلم يزد النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن مسح وجهه من البزاق، ثم التفت إليه فقال:" إن وجدتك خارجاً من جبال مكة أضرب عنقك صبراً ".
فلما كان يوم بدر خرج مع المشركين .. فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيراً في سبعين من قريش، وقُدم إليه أبو معيط، فقال: تقتلني من بين هؤلاء؟! قال صلى الله عليه وسلم:" نعم، بما بزقت في وجهي "! فأنزل الله في أبي معيط ) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (.
وكذلك يوم أن قصد صلى الله عليه وسلم الطائف وعرض نفسه ودعوته على أشراف ثقيف .. ردوه أسوأ ردٍّ .. وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه، ويصيحون به، حتى اجتمع عليه الناس، وألجؤوه إلى حائطٍ لعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة ..!
هذا قليل من كثير مما تعرَّض له شخص النبي صلى الله عليه وسلم من أذى وبلاء في سبيل الله ـ فداه نفسي وأبي وأمي ـ فأين المقتدون المتبعون .. السائرون ؟!
أين الذين يتحدثون عن النصر والمجد .. والسنة والاتباع ..؟!!
يا أيها النائمون .. الواهمون .. الحالمون .. يا من ينشدون النصر والرفعة والمجد لهذا الدين من دون أن يهتز لهم بدن .. أو يقلق لهم بال .. أو يتلوث لهم ثوب .. أو يتعكر لهم مزاج .. أو ينتفخ لهم عرق أو يحمر لهم وجه .. ومن دون أن يتعرضوا لأي نوع من البلاء أو الأذى في الله .. أو يخسروا شيئاً مما يملكون وقد ألفته أنفسهم الضعيفة .. تحت زعم أن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها؛ ويريدون بذلك أن الكفر مستتب ومهيمن على البلاد والعباد لعن الله من أيقظه وتحرش به .. وسبب الأذى والبلاء للناس .. لهؤلاء وغيرهم نقول: هذا هو نبيكم صلى الله عليه وسلم فأين أنتم منه .. أين أنتم من سيرته وسنته وجهاده وتضحيته .. أيكم أعز وأشرف .. وأكرم .. أم أنكم تظنون أن هذا الدين كان سيصل إليكم وإلى من بعدكم من غير تضحية وجهاد وبلاء ..؟!
قال تعالى:) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (العنكبوت:2. وقال تعالى:) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (محمد:31.
يقولون بلسان القال وأحياناً بلسان الحال: نحن على السنة .. وسلفيون وأثريون .. ومن أهل الاتباع لا الابتداع .. لكن لا نريد ولا نحب أن نفعل كما فعل محمد صلى الله عليه وسلم .. لا نريد أن نجهر بالحق في وجوه الطغاة الظالمين كما فعل محمد صلى الله عليه وسلم .. لا نريد أن نفاصل الطواغيت .. ونكفرهم .. ونكفر بهم .. كما كان يفعل محمد صلى الله عليه وسلم .. لا نريد أن نجاهد الشرك والمشركين .. ونظهر البراء من آلهتهم وطواغيتهم .. ونضحي في سبيل ذلك .. كما كان يفعل محمد صلى الله عليه وسلم .. لا نريد أن نُبتلى في الله .. ونرتكب حماقات مع الطواغيت .. لا قِبَل لنا بها .. كما كان يفعل محمد صلى الله عليه وسلم .. لا نريد أن نصدع بالحق كاملاً كما كان يفعل محمد صلى الله عليه وسلم .. لا بد من مداهنة الطواغيت الظالمين ومداراتهم ومجاملتهم .. وهذه هي الحكمة .. بخلاف ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم .. نحن من ورثة النبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم .. لكن في الحفظ والعلم .. لا في العمل والجهاد والتضحية والبلاء .. والصدع بالحق .. أولوياتنا الكروش .. ثم الفلوس .. ثم الجاه والشرف .. ثم الحفاظ على النساء والبنين .. ثم الدين .. بخلاف ما كان عليه سيد الأنبياء والمرسلين .. نحن نحب محمداً لكن لا نريد أن يُصيبنا من البلاء والأذى في الله ما أصاب محمداً .. صلوات ربي وسلامه عليه!
وهؤلاء لم يحققوا الاتباع ولا الاقتداء .. وهم ليسوا بسنيين ولا سلفيين .. وإنما هم كذابون دجالون .. يقتاتون بالانتساب إلى السنة كما يقتات اللصوص مما لا يملكون .. وإن زعموا بلسانهم ألف مرة أنهم من أتباع محمدٍ صلى الله عليه وسلم .. وأنهم على سنته ونهجه .. فلسان حالهم وواقعهم يكذبهم وهو أصدق تعبيراً وبياناً من لسانهم الذي بين لحييهم!
قال تعالى:) قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ
غَفُورٌ رَحِيمٌ (آل عمران:31. ) فَاتَّبِعُونِي ( في كل ما أنا عليه .. وليس في بعض دون بعض .. أو في جانبٍ دون جانب .. وإلا فإن زعمكم ثقيل وباطل!
أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: والله يا رسول الله إني أحبك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن البلايا أسرع إلى من يُحبني من السيل إلى منتهاه " هذه هي علامة صدق المحبة إن كنت صادقاً في دعواك .. وإلا لا تدعي ولا تستشرف ما ليس فيك!
هذه بعض جوانب العطاء والثبات والجهاد من سيرة وحياة المصطفى صلى الله عليه وسلم في المرحلة المكية .. فكيف كانت حياته صلى الله عليه وسلم في المرحلة المدنية بعد الهجرة ..؟!
ما إن استقر المقام في المدينة المنورة .. ونزل قوله تعالى:) أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (الحج:39. إلا وبدأ عهد جديد من الجهاد والغزو والقتال .. لا يعرف الهدوء ولا التوقف ولا الكلل.
في صفر على رأس اثني عشر شهراً من الهجرة يقود النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه غزوة الأبواء ..!
وعلى رأس ثلاثة عشر شهراً من مهاجره صلى الله عليه وسلم يقود صلى الله عليه وسلم بنفسه غزوة بواط ..!
ثم أتبع غزوة البواط بغزوة العشيرة .. قال البخاري:" قال ابن إسحاق أول ما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم الأبواء ثم بواط ثم العشيرة ".
وقبل ذلك يُرسل سريتين: سرية بقيادة حمزة بن عبد المطلب إلى سيف البحر من جهينة .. وسرية بقيادة عبيدة بن الحارث ..!
وبعد غزوة العشيرة يخرج صلى الله عليه وسلم بنفسه لطلب كرز بن جابر الفهري، وكان قد أغار على سرح المدينة .. وهي غزوة بدر الأولى!
وفي رجب من السنة الثانية للهجرة يُرسل صلى الله عليه وسلم سرية عبد الله بن جحش .. التي كانت سبباً لغزوة بدر الكبرى!
وفي رمضان من نفس السنة .. يقود النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه غزوة بدر الكبرى أنعم وأعظم بها من غزوة .. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:" لقد رأيتنا يوم بدر ونحن برسول الله صلى الله عليه وسلم ـ أي نحتمي ـ وهو أقربنا من العدو، وكان من أشد الناس يومئذٍ باساً " .. الله أكبر!
ومن حديث أنس رضي الله عنه قال: فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدرٍ، وجاء المشركون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يقومنّ أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه ".
وفي شوال من نفس السنة .. وبعد غزوة بدر الكبرى بأيامٍ .. يقود النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه غزوة بني سليم ..!
وبعدها من نفس السنة .. يقود صلى الله عليه وسلم بنفسه غزوة السويق .. يُطارد فيها أبا سفيان ومن كان معه من المشركين .. كانوا قد تجرؤوا على الاقتراب من حدود المدينة ..!
وفي النصف الثاني من شوال من نفس السنة يغزو النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه يهود بني قينقاع .. وكانوا أول يهود قد نقضوا العهد وحاربوا ..!
وفي ذي الحجة من السنة الثالثة للهجرة .. يقود النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه غزوة نجد ويُقال لها غزوة ذي أمَر .. يريد مشركي غطفان!
وفي ربيع الأول من نفس السنة .. يقود النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه غزوة الفُرُع من بُحران .. أراد بها قريشاً ..!
ثم يرسل صلى الله عليه وسلم سرية زيد بن حارثة .. في طلب عيرٍ لقريش كانت تحمل أموالهم وتجارتهم .. فلقيهم على ماء يُقال له القردة فأصاب تلك العير وما فيها .. وكانت تلك السرية بعد وقعة بدر بستة أشهر.
ثم ينتدب نفراً من أصحابه لقتل الطاغية كعب بن الأشرف اليهودي .. وكان قد آذى الله ورسوله .. وقد فعلوا!
وفي شوال من نفس السنة .. يقود صلى الله عليه وسلم بنفسه غزوة أحد .. وفيها جُرح وجهه الشريف .. وكُسرت رباعيته .. وهُشمت البيضة على رأسه .. وشُجَّ رأسه .. فجعل يسلت الدم عنه، ويقول:" كيف يُفلح قوم شجوا نبيهم وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى الله " فأنزل الله عز وجل:) لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (آل عمران:128.
وبعد موقعة أحد بيوم .. والجراح لم تندمل بعد .. يقود النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه غزوة حمراء الأسد .. طالباً أبا سفيان ومن معه من المشركين .. وكان قد بلغه أن المشركين يريدون الكر لاستئصال المسلمين في مدينتهم ..!
وفي هذه الغزوة أنزل الله تعالى:) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (آل عمران:172.
وبعد أحد من السنة الرابعة للهجرة .. يتوجه النبي القائد صلى الله عليه وسلم لغزو يهود بني النضير .. فيغزوهم في ديارهم وحصونهم .. بعد أن غدروا ونقضوا العهد .. وأرادوا السوء بالنبي صلى الله عليه وسلم ..!
وبعد النضير من نفس السنة .. يقود النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه غزوة بني لحيان .. لما أصيب خبيب وأصحابه طالباً بدمهم ..!
وفي جمادى الأولى من نفس السنة .. يقود النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه غزوة ذات الرقاع .. أراد بها غزو مشركي بني محارب وبني ثعلبة من غطفان .. وسُميت غزوة ذات الرقاع لأن الصحابة كانوا
يربطون على أرجلهم بالخرق والرقاع من شدة الحر ..!
وبعد غزوة ذات الرقاع في شعبان من نفس السنة .. يقود النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه غزوة بدر الآخرة أو الثانية .. خرج فيها لملاقاة أبي سفيان .. وكان على موعد معه عند بدر .. فأقام عليه ثمانياً إلا أن الآخر لم يأتِ ..!
وفي ربيع الأول من السنة الخامسة للهجرة .. يقود النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه غزوة دَومة الجندل .. فخرج في ألف من المسلمين .. وأراد بذلك أن يخيف قيصر الروم .. وأن يؤدب مشركي ومجرمي دومة الجندل ..!
وفي شعبان من نفس السنة .. يقود النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه غزوة بني المصطلق أو غزوة المريسيع .. وقد غزاهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن بلغه أن بني المصطلق يجمعون له .. فبادأهم القتال في حماهم قبل أن يبادئونه .. فقتل مقاتلتهم، وسبى سبيهم ..!
وفي شوال من نفس السنة .. يقود النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه غزوة الخندق أو الأحزاب .. وفي هذه الغزوة يواجه النبي صلى الله عليه وسلم جميع طوائف وأحزاب الكفر والشرك من اليهود ومشركي العرب وأوباشهم .. الذين قصدوا استئصال المسلمين في مدينتهم .. إلا أن الله تعالى رد كيدهم في نحورهم وأبى إلا أن يعز دينه ورسوله!
وفي هذه الغزوة تم حفر الخندق حول المدينة لصد الأعداء .. وقد حصل فيها من الآيات والكرامات ما يطول بنا المقام لو أردنا ذكرها وإحصاءها ..!
وكان الصحابة من الأنصار والمهاجرين يرجزون وهم يحفرون الخندق، وقد بلغ بهم الجوع والنصب مبلغه:
نحن الذين بايعوا محمداً ... على الجهاد ما بقينا أبداً
فيجيبهم النبي صلى الله عليه وسلم:" اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة، فبارك في الأنصار والمهاجرة ".
وما إن انتهت موقعة الأحزاب على حال تسر المؤمنين وتسيء العدى .. رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الخندق، ووضع السلاح، واغتسل، أتاه جبريل u، فقال: قد وضعت السلاح؟! والله ما وضعناه! فاخرج إليهم، قال صلى الله عليه وسلم:" فإلى أين ؟ " قال: هاهنا وأشار إلى قريظة، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إليهم.
ومن حديث كعب بن مالك رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من طلب الأحزاب رجع فوضع لأمته واستجمر ـ أي تطيب ـ فنزل جبريل u فقال: عذيرك من محارب، ألا أراك قد وضعت اللأمة، وما وضعناها بعد! فوثب رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعاً، فعزم على الناس ألا يصلوا العصر إلا في بني قريظة، فلبسوا السلاح وخرجوا ..!
وفي شعبان من السنة السادسة للهجرة .. يقود النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه غزوة قرَد أو غزوة الغابة .. ليسترد اللقاح وإبل المسلمين من غطفان وكانوا قد سطوا عليها ..!
وفي ذي القعدة من نفس السنة .. يقود النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه غزوة الحديبية العظيمة .. وفيها بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بيعة الرضوان ـ تحت الشجرة ـ على الموت والجهاد والثبات وعدم الفرار .. فأنزل الله تعالى فيهم:) لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (الفتح:18. وكانوا يومئذٍ أربع عشر مائة .. وقد انتهت الغزوة بصلح آمن مع قريش ومن دخل في حلفهم .. وكان هذا الصلح كما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم فتحاً مبيناً، وفيه أنزل الله تعالى قوله:) إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً (الفتح:1. قال رجل: يا رسول الله أوفتح هو؟ قال:" أي والذي نفسي بيده إنه لفتح ".
وفي أواخر شهر محرم من السنة السابعة للهجرة .. يقود بنفسه صلى الله عليه وسلم غزوة خيبر .. فغزا اليهود في حصونهم .. فلما دخل القرية، قال:" الله أكبر! خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قومٍ فساء صباح المنذرين ..!
وفي هذه الغزوة بارز علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرحباً اليهودي وكان ملكاً على يهود خيبر فقتله .. وعلى يديه فتح الله ونصر المسلمين.
وفي هذه السنة يُرسل النبي صلى الله عليه وسلم عدة سرايا للجهاد .. فأرسل أبا بكر على رأس سرية إلى فزارة .. وأرسل عمر على رأس سرية إلى هوازن .. وأرسل عبد الله بن رواحة على رأس سرية إلى يسير بن رزام اليهودي .. وسرية أخرى بقيادة بشير بن سعد على بني مرة من أرض فدك .. وسرية عليها عبد الله بن حزافة السهمي .. وغيرها!
وفي جمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة .. يجهز صلى الله عليه وسلم جيش مؤتة وجعل زيد بن حارثة أميراً عليه، وقال:" إن قُتل زيد فجعفر، وإن قُتل جعفر فعبد الله بن رواحة .. فكانوا على رأس ثلاثة آلاف رجل .. رمى بهم الروم في مؤتة من أرض الشام!
وفي جمادى الثانية من نفس السنة .. يُرسل صلى الله عليه وسلم سرية إلى ذات السلاسل من مشارف الشام عليها عمرو بن العاص .. وفيها أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
وفي العاشر من رمضان من نفس السنة .. يقود صلى الله عليه وسلم بنفسه غزوة فتح مكة بعد أن نقضت قريش وحلفاؤها العهد وغدروا .. ونقضوا ما كان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم من صلح .. فدخل مكة فاتحاً .. وحطم الأصنام التي كانت حول الكعبة .. وكان يطعنها بعود في يده، وهو يقول:" جاء الحق وزهق الباطل وما يُبدي الباطل وما يُعيد " .. ودخل الناس في دين الله أفواجاً.
فبعد فتح مكة بتسعة عشر يوماً وكان ذلك لخمس خلت من شوال .. انطلق صلى الله عليه وسلم يقود
بنفسه غزوة حنين .. ليواجه آخر محاولات مشركي العرب التي تجمعت للصد عن دعوة التوحيد .. فنصره الله تعالى عليهم .. وجعل أموالهم غنيمة للمسلمين.
وفي هذه الموقعة كان النبي صلى الله عليه وسلم ينادي مثبتاً المسلمين: أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب.
قال البراء بن عازب رضي الله عنه: كنا والله إذا احمر البأس نتقي به صلى الله عليه وسلم، وإن الشجاع منا للذي يُحاذي به؛ يعني النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن حديث أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين:" جزوهم جزَّاً "؛ وأومأ إلى الحلق!
وما إن نصره الله تعالى في حنين .. إلا وينطلق بمن معه من المسلمين لمحاصرة وقتال المشركين في الطائف .. فحاصرهم أربعين يوماً!
وفي رجب من السنة التاسعة للهجرة .. يقود صلى الله عليه وسلم بنفسه غزوة تبوك .. في قيظ شديد .. قصد بها غزو الروم .. وسُميت هذه الغزوة كذلك غزوة العسرة .. لاجتماع العسر على المسلمين: عسرة الظهر، وعسرة الزاد، وعسرة الماء، حتى أن العشرة من المسلمين يخرجون على بعير يعتقبونه بينهم، وكان زادهم التمر المتسوس، والشعير المتغير، والإهالة المنتنة ..!
وقد سُئل عمر رضي الله عنه عن ساعة العسرة، فقال: خرجنا في قيظ شديد، فنزلنا منزلاً أصابنا فيه عطش شديد حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع من العطش، وحتى أن الرجل لينحر بعيره، فيعصر فرثه فيشربه، ويجعل ما بقي على كبده!
فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله إن الله قد عودك في الدعاء خيراً، فادع لنا. قال صلى الله عليه وسلم:" أتحب ذلك "، قال: نعم. فرفع يديه فلم يرجعهما حتى أظلت السماء ثم سكبت فملؤوا ما معهم، ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم:" والذي نفس محمد بيده لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبداً، ولكني لا أجد سعة فيتبعوني، ولا تطيب أنفسهم فيتخلفون بعدي . والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل "!
هذه بعض جوانب جهاد وقتال النبي صلى الله عليه وسلم .. فأين المقتدون المتبعون السائرون ؟!
يا من تسألون عن المنهج والطريق .. هذا هو الطريق .. وهذا هو المنهج!
يا من تسألون عن الحل فيما نحن فيه .. هذا هو الحل واضح بين أعينكم .. لا تعلوه شبهة ولا غموض .. ولا غبار!
يا من يتشدق بالسلفية والاتباع .. ثم هو لا يعرف طعماً للجهاد والقتال في سبيل الله .. نقول له: قد ضللت الطريق .. وتشبعت بما لم تُعط .. وبما ليس فيك!
السلفيون السنيون .. والمتبعون المقتدون الصادقون .. هم المجاهدون في سبيل الله!
يا من يستخف بالجهاد في سبيل الله .. ويستثني القتال من برامجه وتصوره وأولوياته .. نقول له: أنت تستخف بحياة نبيك المجاهد المقاتل .. وتستثني ـ من تصورك وأولوياتك ـ تاريخ وجهاد وحياة نبيك!
أعجب لأمة هذا هو نبيها .. وهكذا كانت حياته صلى الله عليه وسلم .. ثم هي لا تنهض ـ بشيبها وشبابها ـ للجهاد والقتال في سبيل الله ..!
أعجب لأمة هذا هو نبيها .. وهكذا كانت حياته صلى الله عليه وسلم .. ثم يتجاسر عليها العدو الكافر بالعدوان والاستيلاء على البلاد والعباد!
أعجب لأمة هذا هو نبيها .. وهكذا كانت حياته صلى الله عليه وسلم .. ثم تشكو ضياع الحقوق وانتهاك الحرمات!
أعجب لأمة هذا هو نبيها .. وهكذا كانت حياته صلى الله عليه وسلم .. ثم يوجد فيها طاغوت يهنأ بالعيش والحياة من غير مقاومة ولا جهاد ولا قتال ..!
أعجب لأمة هذا هو نبيها .. وهكذا كانت حياته صلى الله عليه وسلم .. ثم يوجد كفر في أطراف الأرض .. وهي لا تأطره إلى الحق أطراً!
أعجب لأمة هذا هو نبيها .. وهكذا كانت حياته صلى الله عليه وسلم .. ثم يوجد ظلم وإجرام في أطراف الأرض .. وهي لا تأخذ على يديه بالضرب والزجر والتأديب!
أعجب لأمة هذا هو نبيها .. وهكذا كانت حياته صلى الله عليه وسلم .. ثم تكون الكلمة في الأرض للذين كفروا وأشركوا!!
أعجب لأمة يقول نبيها:" والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل " ثم هي ترضى بحياة الدعة والخمول .. ولا تعشق الجهاد والقتال في سبيل الله!
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (المائدة:54.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
1/11/1423 هـ. عبد المنعم مصطفى حليمة
3/1/2003 م. أبو بصير