بسم الله الرحمن الرحيم
عجباً للشيعة الروافض .. فأي دينٍ هذا الذي يتدينون به .. وأي أخلاق هذه التي يتخلقون بها؟!
وطَّؤوا للغزاة المحتلين .. غزو العراق .. فكانوا ـ بكل فصائلهم ومرجعياتهم الدينية ـ للغزاة المحتلين العين والبطانة والنصير على الإسلام والمسلمين في العراق .. وكل ذلك ـ كما زعموا ـ من أجل الحسين .. والثأر للحسين .. زعموا .. والحسين رضي الله عنه منهم ومن دينهم وأخلاقهم براء براءة الذئب من دم يوسف عليه الصلاة والسلام!
تحالفوا مع الغزاة المحتلين .. على أبناء البلد من المسلمين .. ليشاركوهم ـ لأكثر من سنة ـ وزر القتل والفساد والدمار الذي ارتكبوه بحق البلاد والعباد .. وكل ذلك ـ كما يزعمون ـ من أجل الحسين .. والثأر للحسين!
منذ أكثر من ألف سنة ـ ولا يزالون ـ يلطمون أنفسهم بالسلاسل .. وأحياناً بالخناجر .. ويتظاهرون .. ويستعرضون عددهم وعضلاتهم .. في مظاهرات ومسيرات عدة .. من أجل الحسين .. والانتقام والثأر للحسين .. زعموا!
دينهم كله قائم .. على عبادة الحسين .. وعبادة قبر الحسن .. والاستغاثة بالحسين .. من دون الله عز وجل .. والحسين رضي الله عنه من هذا الشرك كله براء .. فحاشاه أن يرضاه!
يحجون إلى قبر الحسين ـ زعموا! ـ أكثر مما يحجون إلى بيت الله الحرام ..!
قالوا ـ على لسان جميع مرجعياتهم السياسية والدينية ـ للغزاة المحتلين بلسان الحال، وأحياناً بلسان المقال: لا نبالي بالعراق .. وبأهل العراق .. فهي وأهلها وخيراتها وثرواتها ومساجدها حلال زلال لكم .. ونحن معكم عليهم .. ولكن النجف مقر قبر علي رضي الله عنه ـ زعموا! ـ وكربلاء مقر قبر الحسين رضي الله عنه ـ زعموا! ـ فلا .. فالنجف وكربلاء .. خطوط حمراء .. لا نسمح لأحد بتجاوزها .. إلا على أجسادنا وأرواحنا!!
مدن العراق كلها .. وحرمات المسلمين كلها مستباحة لكم .. وهي خطوط خضراء وبيضاء لا حرج من تجاوزها .. أما النجف وكربلاء .. فلا .. فهي خطوط حمراء .. نحذر كل من تحدثه نفسه الاقتراب منها .. فضلاً عن تجاوزها!
أصموا آذاننا تهديداً وصراخاً وصياحاً عن خطوطهم الحمراء هذه .. حتى كدنا ـ نحن الذين نعرف كيدهم ومكرهم وكذبهم، وأن الكذب من دينهم قد جُبلوا عليه ـ أن نصدقهم ..!
ولأسباب شخصية .. وحزبية .. وجنائية .. معلومة للجميع ـ يقدرها الله سبحانه وتعالى ـ يختلف فصيل مقتدى الصدر الشيعي مع الغزاة الأمريكان .. لينقلب وبار خيانة الخائن على نفسه .. وليبطل سحر وكذب الساحر .. ولينكشف للعالم كله كذب ادعائهم في أنهم يحبون الحسين .. وأنهم يريدون أن يثأروا وينتقموا للحسين!
فها هم جنود الغزاة الأمريكان ـ ومنذ أكثر من أسبوعين ـ قد تجاوزوا هذه الخطوط الحمراء .. فدخلوا بأحذيتهم النجسة .. وترسانتهم المدججة بالأسلحة .. مدينتي النجف وكربلاء .. ليعيثوا فيهما ـ بكل سهولة ويسر ـ فساداً وخراباً وتدميراً .. ولم يستثنوا من شرهم شيئاً، حتى مسجدي النجف وكربلاء مقر قبري علي بن أبى طالب والحسين رضي الله عنهما ـ كما يزعم الشيعة الروافض! ـ لم يسلما من القصف والخراب الأمريكي!
يفعل الغزاة الأمريكان كل ذلك .. والشيعة الروافض ممثلة بأحزابهم ومرجعياتهم الدينية .. صامتون .. كالشيطان الأخرس .. لا حِراك لهم ولا نفس .. وكأن الأمر لا يعنيهم في شيء .. وكأنهم لم يتكلموا من قبل عن الخطوط الحمراء .. فخطوطهم الحمراء أصبحت خضراء وبيضاء ومستباحة .. وقبر الحسين رضي الله عنه الذي كانوا يعبدونه من دون الله .. ويحجون إليه لم يعد يعني لهم شيئاً .. فهو حلال للغزاة الأمريكان!
لا غرابة؛ فمن قبل غدروا بالحسين حياً عندما عاهدوه على النصرة والوقوف معه ضد أعدائه .. ولما جاءهم .. وأحاط به أعداؤه .. وحمي الوطيس .. تخلوا عنه ليكتفوا بالنظر إليه وهو يُقتل ومن معه من أهل بيته .. ليبوؤا بوزرهم الثقيل .. وهاهم اليوم بعد أن تعاهدوا وأقسموا على الذود والدفاع عن مرقدي علي بن أبي طالب وولده الحسين رضي الله عنهما .. يتخلفون .. ويغدرون .. ويكذبون .. ويكتفون بمجرد التفرج على ما يحدث من انتهاكات .. وكأنهم لم يتعاهدوا من قبل على النصرة والذود عن الحرمات .. فخانوا الحسين ميتاً كما خانوه حياً .. لكن هل سيبكونه ويلطمون أنفسهم عليه لألف عام قادمة على خيانتهم له ميتاً كما بكوه، ولطموا أنفسهم عليه لأكثر من ألف عام مضت عندما خانوه وهو حي يُقاتل ..؟!!
ومن العبر التي تُذكر .. وتستدعي التوقف والتأمل .. هذا الكم الكبير الذي كان يُقتل في كل يوم ـ من هذين الأسبوعين الماضيين من القتال ـ من جيش المهدي الشيعي الرافضي التابع لمقتدى الصدر .. على أيدي الغزاة الأمريكان .. بينما هم لم يتمكنوا من قتل أحدٍ من جنود الأمريكان .. وكأنهم نعاج جلحاء عرجاء أمام أسود مفترسة .. وهذا كله بسبب غياب الروح القتالية الجهادية .. وبسبب ما هم عليه من شرك وعبادة وتعظيم للقبور والمقامات .. الذي يورث في قلوبهم الجبن والخوف .. وحب الدنيا .. ويرفع عنهم نصرَ الله تعالى وعونه ومدده .. فنصر الله تعالى لعباده مشروط بنصر العباد لخالقهم؛ بتوحيده والدخول في طاعته وعبادته، كما قال تعالى:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد:7.
بخلاف أسود التوحيد في الفلوجة .. الذين أعطوا جنود الاحتلال درساً لا يُنتسى في الصبر والثبات وفنون القتال .. بفضل ما هم عليه من التوحيد وما منَّ الله تعالى عليهم من روح قتالية جهادية عالية .. فكبدوا العدو المحتل .. صاحب أكبر ترسانة أسلحة في العالم .. من الخسائر الفادحة في الأرواح والمعدات ما هو معلوم للجميع .. مما يبعث على الإعجاب والفخر والعزة والمجد!
إنها لعبرة تستدعي من الشيعة الروافض وبخاصة مقاتليهم أن يُراجعوا مواقفهم .. وأنفسهم .. ويُحاسبوها قبل أن يُحاسَبوا .. ويعرفوا أين هم من جادة الحق والصواب .. وأين هم من جادة التوحيد الذي لا نجاة لأحد يوم القيامة إلا به .. ولا نصر ولا تمكين ولا استخلاف في الأرض إلا به.
قال تعالى:] وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [النور:55.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
11/4/1425 هـ. عبد المنعم مصطفى حليمة