بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى أله وصحبه ومن والاه، وبعد.
إن ما حصل في سجن " أبو غريب " وغيره من سجون العراق على أيدي الغزاة الأمريكان وحلفائهم من تعذيب وحشي للسجناء العراقيين .. ومن انتهاك صريح لجميع الحقوق ومعاني الإنسانية والشرف .. إلى درجة القتل البطيء .. والاغتصاب .. وممارسة اللواطة .. وغير ذلك من فنون ووسائل التعذيب والإهانة والفجور مما يعجز اللسان عن وصفه وذكره .. وبصورة لا تخطر على بال بشر .. في زمنٍ يزعمون فيه سيادة القانون .. وأنهم حماة الحرية، والديمقراطية، وحقوق الإنسان .. إن حصول ذلك كله ليعني ـ عند كل مراقب منصف ـ دلالات ومعانٍ عدة، منها:
1- إن ما ظهر من انتهاكات فظيعة لحقوق وحرمات السجناء العراقيين على أيدي الغزاة الأمريكان .. هو قليل من كثير .. وما خفي لهو أعظم وأفظع بكثير مما ظهر وعُرف .. ووسائل إعلامهم قد صرحت بذلك .. وهي في كل يومٍ تسرب لنا جرعة جديدة من تلك الانتهاكات المرعبة!
2- هذه الانتهاكات المخيفة والمرعبة التي مارسوها بحق سجناء وسجينات العراق في سجن " أبو غريب " وغيره من سجون العراق .. فإنهم يُمارسونها في جميع السجون التي تخضع لسلطتهم وإدارتهم في أفغانستان .. وغوانتنامو .. وغيرها من السجون .. ولا نبتعد عن الحقيقة لو قلنا أنهم يمارسونها في سجونهم داخل أمريكا ذاتها؛ وبخاصة إن كان السجناء من المسلمين من ضحايا الحملة المزعومة على الإرهاب!
ولما بلغنا أنهم كانوا يُعرّون الشيخ الوقور .. والعالم الجليل .. الضرير عمر عبد الرحمن .. الذي تجاوز عمره السبعين عاماً من ثيابه تماماً كما ولدته أمه .. لإذلاله وقهره وإهانته .. وإهانة المسلمين من ورائه .. والذي مضى على اعتقاله في سجونهم في أمريكا أكثر من عشر سنوات ولا يزال .. كان منا من يشكك في صحة تلك الروايات .. ولا يكاد يصدقها .. إلى أن رأينا انتهاكات القوم للحقوق والحرمات رأي العين عبر وسائل الإعلام المتعددة والمختلفة!
3- المسؤول عن هذه الانتهاكات المرعبة التي حصلت في سجن " أبو غريب " وغيره .. هم قادة الاحتلال الأمريكي، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي جورج بوش وأعضاء حكومته ومن دون استثناء .. وكل من حالفهم أو ارتضى غزوهم للعراق .. أو سهَّل غزوهم من طواغيت الحكم في بلادنا من خلال تسهيل المرور والانطلاق عبر أراضيهم .. وإقامة القواعد الأمريكية العسكرية والتجسسية الرابضة فيها .. أو صبغ عليهم وعلى غزوهم واحتلالهم للبلاد المشروعية والقانونية .. كأعضاء مجلس الحكم العميل ونحوهم .. فهؤلاء جميعهم يتحملون مسؤولية وتبعات ما حصل في سجن " أبو غريب " وغيره من السجون .. من انتهاكات وقتل للقيم الإنسانية .. يجب أن يُحاكموا ويُحاسَبوا!
4- الذي حصل في سجن " أبو غريب " .. سيجرئ طواغيت الحكم في البلاد العربية على ارتكاب مزيد من الظلم والانتهاكات لحقوق وحرمات شعوبهم .. فسجن " أبو غريب " أعطاهم الحجة والجواب الكافي في الدفاع عن ظلمهم وطغيانهم وأنظمتهم؛ فهم لو تعرضوا لأي مساءلة من قبل جمعيات حقوق الإنسان المنتشرة في أمريكا وبلاد الغرب .. فالجواب عندهم جاهز؛ وهو قولهم: قبل أن تُحاسبونا حاسبوا أمريكا .. انظروا ماذا فعلت أمريكا ومن حالفها في سجن " أبو غريب " .. فهم أسيادنا ونحن نتعلم منهم .. ومنهم نقتبس وسائل التعذيب .. لا تلومونا ولوموهم .. عودوا إلى حيث أتيتم .. وهكذا سيكون سجن " أبو غريب " ذريعة وستاراً للطواغيت الظالمين .. ومبرراً لمزيد من الظلم والبطش والقهر بحق الشعوب المظلومة والمغلوب على أمرها .. إذ بان أن حامي حقوق الإنسان حراميها!!
5- الذي حصل في سجن " أبو غريب " .. هو الوجه الحقيقي للقيم الأمريكية والغربية الصليبية .. وهذا الذي يفعلونه اليوم فعلوا أضعافه في حروبهم الصليبية ـ القديمة الحديثة ـ ضد المسلمين على أيدي أجدادهم وأسلافهم .. وما أخبار محاكم التفتيش الصليبية الإجرامية عنا ببعيدة .. فهم يُجددون تاريخ وسيرة أجدادهم وأسلافهم الإجرامي كلما سنحت لهم الفرصة بذلك!
كان البعض يعتقد أن هذا الذي فعلوه من جرائم وانتهاكات للحرمات عبر تاريخهم الأسود بحق المسلمين .. هو عبارة عن تاريخ قد مضى لا يتحمل وزره المعاصرون من أحفادهم .. ولكن جاءت جرائم سجن " أبو غريب " لتصحح المعلومة والذاكرة بأن الأجداد والأحفاد سواء في همجيتهم وحقدهم وعدائهم للإسلام والمسلمين!
فهم ـ بما فعلوه في " أبو غريب " ـ ينفِّسون عن أحقادهم الدفينة في نفوسهم .. حتى لا يُصابون بمرض نفسي نتيجة الكبت والحقن الزائدين .. لذا لا بد لهم بين الفينة والأخرى من وجبات تعذيبية يعذبون بها الآخرين .. يتسلون بها ويرفهون بها عن أنفسهم .. كما صرحوا هم أنفسهم بذلك!
6- أثبتت أمريكا ومعها الغرب الصليبي أنهم ـ بما فعلوه في سجن " أبو غريب " وغيره ـ لا يملكون المشروع الحضاري القيَمي .. وأنهم لا يُراعون في عالم القيم إلا ما يصب في مصالحهم ومكاسبهم الشخصية ولو أدى ذلك إلى إبادة البشرية برمتها .. أو قتل معاني الإنسانية كلها .. أو موت شعب بكامله تحت وطأة الحصار والجوع .. وبالتالي فهم لا يُمكن أن يُقدموا للبشرية والآخرين شيئاً معتبراً في عالم القيم والأخلاق والمبادئ .. ففاقد الشيء لا يُعطيه!
وهذه الشعارات التي يرفعونها .. كتصديرهم للحريات .. والديمقراطيات .. وحقوق المرأة التي اغتصبوها في أفغانستان والعراق .. ما هي إلا مبرر لتحقيق أطماعهم وأهدافهم الخاصة المادية منها والمعنوية في بلاد المسلمين!
7- أثبتت أمريكا ومعها الغرب الصليبي أنهم ـ بما فعلوه في سجن " أبو غريب " وغيره ـ لا يُمكن أن يُنصفوا الآخرين فضلاً عن أن يُنصفوهم من أنفسهم .. فالعدل مع الآخرين ليس من قاموسهم ولا ثقافتهم وقيمهم .. وهاهم مؤخراً يسنون القوانين الجائرة ـ الملزمة للشعوب كلها ـ التي تمنع من تعرض الجندي الأمريكي أو البريطاني للمساءلة والمحاسبة مهما يرتكب هذا الجندي من جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان .. فالجندي الأمريكي مهما كان مجرماً وإرهابياً وسفاحاً فهو فوق المساءلة والمحاسبة .. فجرائمه وإرهابه إنسانية ورحمة .. وتحضر وتقدم .. بينما رحمة الآخرين وإنسانيتهم .. وجهادهم .. ودفاعهم عن أنفسهم وحرماتهم .. إرهاب وجريمة وتخلف .. يؤخذ صاحبها بالنواصي والأقدام!
تصوروا لو أن هذا الذي حصل في سجن " أبو غريب " كان على يد المسلمين ـ لا سمح الله .. حاش المسلمون أن يفعلوا ذلك ـ بحق الأمريكيين أو غيرهم من الأوربيين .. أترون أمريكا ومعها دول الغرب ستكتفي بالمطالبة من جندي أو جنديين من المسلمين بالاعتذار .. أو سجن أحدهم سنة أو سنتين .. أم أنها كانت ستتخذ من ذلك ذريعة لإبادة الشعوب .. وحصارها .. وغزوها .. واستعمارها .. وقتل من فيها جوعاً ومرضاً ..؟!!
لماذا الآلاف منا قتلهم .. وهدم المنازل عليهم وهم أحياء .. حلال وتحضر وحرية ورقي .. وحق تكفله وتسمح به قوانين جنيف والأمم المتحدة .. بينما قتل الكلب العقور منهم .. إجرام .. وإرهاب .. وتعدٍّ على القوانين الدولية .. والإنسانية .. تنتصر له جميع وسائل إعلامهم المرئية والمسموعة والمقروءة؟!
8- ما حصل في سجن " أبو غريب " صفعة قوية في وجوه أولئك الذين لا يزالون يعتقدون من أبناء جلدتنا ممن يتكلمون بألسنتنا بضرورة التوجه نحو القبلة الأمريكية لتلقي القيم والمفاهيم، والنظم، والحضارة منها ..!
رغم الذي حصل في سجن " أبو غريب " وغيره ولا يزال يحصل .. لا يزال ـ وللأسف ـ من يعتقد من أبناء جلدتنا أن النجاة مما نحن فيه من ضنك العيش يكمن بالتمسك بالهدي والطريقة والأنظمة والديمقراطية الأمريكية .. فكانوا بذلك مثلهم مثل الذي يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ..!!
قال تعالى:] أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد:16.
9- أثبتت قوانين جنيف التي تنص على عدم تعذيب السجناء .. وغيرها من القوانين ذات العلاقة بحقوق الإنسان .. أنها لا قيمة لها ولا فاعلية عند الجلادين الظالمين؛ لأن هذه القوانين تؤخذ مجردة عن البعد العقدي الإيماني الذي يحمل المرء على استشعار مراقبة الله عز وجل له في كل ما يقوم به من عمل .. وعلى مدار الوقت .. قبل أن يستشعر رقابة القانون الوضعي وسلطته الذي لا حضور له في نفسه ولا في واقعه .. وبخاصة عند غياب رقابة كاميرات التصوير!
إضافة إلى ذلك فإن واضع هذه القوانين هم الجلادون أنفسهم .. وهؤلاء ما أسهل عليهم أن يفسروا قوانينهم وفق أهوائهم ومصالحهم .. كذلك من السهل عليهم أن يتفلتوا منها ومن طائل أية ملاحقة قانونية .. أو محاسبة ومساءلة .. كما هو مشاهد .. فحاميها حراميها .. وهم الخصوم والقضاة في آنٍ واحد ..!!
10- من لوازم هذا الإمعان في الإجرام الذي حصل في سجن " أبو غريب " .. أن يُمنع السجناء من أداء واجباتهم الدينية التعبدية؛ كالصلاة وتلاوة القرآن ونحو ذلك .. وإلا كيف يمكن للسجين أن يقوم بهذه الواجبات، وهو عارٍ تماماً من كل ثيابه .. ومكبل لعدة أيام يُسامُ سوء التنكيل والعذاب .. تنهش أجسادَ بعضهم الكلابُ الضارية؟!!
وهذا معناه بطلان زعمهم المتكرر الذي ملؤوا به الآفاق والأسماع الداعي إلى حرية ممارسة الشعائر التعبدية .. وحرية الاعتقاد .. كما هو منصوص عليه في قوانينهم في الأمم المتحدة وغيرها .. فالعبرة ليست بسن القوانين وتسويد الصفحات بها .. وإنما العبرة في امتثال هذه القوانين والتزامها .. وفي تسهيل مسبباتها التي تصونها وتحميها من الاعتداء!
11- هناك سؤال يطرح نفسه بإلحاح .. إذا كانت ذريعة أسلحة الدمار الشامل في العراق قد كُشفت أنها كذبة كبرى .. وكذلك ذريعة دفاعهم عن حقوق الإنسان قد أبطلتها جرائمهم الفظيعة في سجن " أبو غريب " وغيره .. ما الذي حملهم إذاً على العدوان وغزو العراق .. وسفك الدم الحرام في ذلك البلد .. وغيره من البلدان؟!
الجواب يعرفه كل منصف: هو رغبتهم الجامحة في إذلال المسلمين .. وقهرهم .. وانتهاك حرماتهم .. وصدهم عن دينهم وقيمهم الإسلامية .. ونهب خيراتهم وثرواتهم .. كما ثبت عنهم أنهم كانوا يُطالبون المساجين العراقيين بالارتداد عن دينهم .. وبشتم الإسلام .. والدخول في النصرانية .. وبشرب الخمر وأكل لحم الخنزير .. أو الموت تحت التعذيب!!
وقد صرح كبيرهم " جورج بوش " وبكل وضوح وصراحة أن حملته العسكرية على العراق وأفغانستان .. هي حملة صليبية .. وأن الحرب التي يقودها ويخوضها ضد العالم الإسلامي هي حرب صليبية .. وهي امتداد للحروب الصليبية الأولى!
صدق الله ] وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة:217. وقال تعالى:] وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً [النساء:89.
12- عجباً للقوم يطالبون الآخرين بضرورة تغييب الأحقاد والأضغان ليسود مكانها التسامح والمحبة والمودة .. وبضرورة فرض المناهج الدراسية التي تؤدي إلى ذلك .. ثم هم بأنفسهم وأيديهم يزرعون ألغاماً من الأحقاد والأضغان لا يُمكن أن تُنسى .. تنسف ما تذرعه مناهجهم الدراسية .. ووسائلهم الإعلامية .. عبر عشرات السنين .. لتدخل في ذاكرة التاريخ .. ولتتوارثها الأجيال القادمة جيلاً بعد جيل .. من هذه الألغام القاتلة ما صنعوه بأيديهم في سجن " أبو غريب " وسجن غوانتنامو في كوبا .. وغيرها من السجون الشاهدة على ظلمهم وعدوانهم وطغيانهم .. التي ستدخل في الخانة السوداء من التاريخ!
يا ويحهم نصَبوا مناراً من دمٍ ... يوحي إلى جيلِ الغدِ البغضاءَ
13- رغم قتامة هذا الذي حصل في سجن " أبو غريب " وغيره من السجون .. إلا أنه من وجه يُعد بشرى خير يُنبئ بزوال وهلاك الطغاة الظالمين.
فمن قبل أملأ الطاغوت الهالك سجنَ " أبو غريب " ظلماً وإجراماً .. فكان ذلك سبباً في هلاكه وزواله وزوال دولته وملكه .. وهاهي اليوم أمريكا راعية الديمقراطية في العالم .. تُملئ نفس السجن ناراً، وظلماً وعذاباً، وإجراماً، وانتهاكاً للأعراض والحرمات .. وبصورة لا يمكن أن يتخيلها إنسان سوي .. وإنا لنرجو أن يكون ذلك كذلك سبباً في زوالها وزوال طغيانها وملكها .. وما ذلك ببعيد إن شاء الله!
سنَّةُ الله في الظالمين المجرمين الدمار والهلاك .. ولو بعد حين .. فالله تعالى لا يُزيل ولا يدمر دولة ولا أمة من الأمم وهي قائمة على العدل .. وإنما إذا أراد I أن يهلك دولة من الدول أخذها ودمرها وهي قائمة على الظلم والطغيان، كما قال تعالى:] وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً [الكهف:59. وقال تعالى:] وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً [الإسراء:16. وقال تعالى:] وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود:102. وقال تعالى:] وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ [الأنبياء:11. وقال تعالى:] فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ [الحج:45. وقال تعالى:] وَكَأَيِّنْ مَنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ [الحج:48. وغيرها كثير من النصوص الشرعية التي تؤكد وتدل على أن سُنة الله تعالى في الظالمين المتجبرين في الأرض الهلاك والدمار ولو بعد حين .. وإن غداً لِناظره لقريب!
14- ما حصل في سجن " أبو غريب " من انتهاك للقيم، ومعاني الفضيلة والخير .. على يد رعاة الديمقراطية .. والحرية .. والإنسانية .. زعموا .. إنه لحافز من جملة الحوافز العديدة التي تستدعي من المسلمين أن ينهضوا من ثباتهم .. وأن يُجاهدوا .. ويعملوا بجد وإخلاصٍ وتفانٍ لتأول إليهم من جديد قيادة البشرية جمعاء .. فيقودونها بالإسلام .. وقيم وأخلاق الإسلام الخالدة لا غير؛ لأن الآخرين أثبتوا وبكل المقاييس والمعايير أنهم لا يملكون لهذا العالم إلا الدمار .. والخراب .. والفساد .. والقنابل الذرية والنووية .. فإن تُرِكوا وما أرادوا هلكوا وهلكنا معهم جميعاً، وإن أُخِذَ على أيديهم زجراً ومنعاً .. وآلت لأهل الإسلام قيادة سفينة الحياة .. نجوا ونجونا جميعاً!
هذا هو الخيار .. لا مناص منه .. إما الله والرجوع إليه بحق .. وإما الدمار والهلاك!
6/4/1425 هـ. عبد المنعم مصطفى حليمة
25/5/2004 م. أبو بصير الطرطوسي