GuidePedia

0

بسم الله الرحمن الرحيم

          استوقفني خبر نُشر في موقع ( CNN ) على الإنترنت، تحت عنوان " السجن 25 عاماً لأمريكي قتل كلبة متعمداً "، يقول الخبر:" كاليفورنيا، الولايات المتحدة ( CNN )، أصدرت محكمة أمريكية حكماً الجمعة ( 8/10/2004) بسجن مواطن أمريكي لمدة 25 عاماً، بعد إدانته بقتل كلبة يملكها، كان يُطلق عليها اسم صديقته.
          ووفقاً لتقرير وكالة أنباء أسوشيتد برس، فقد أدانت المحكمة جيمس أبرناثي البالغ من العمر 43 عاماً بتهمة معاملة الحيوانات بقسوة؛ لقتله كلبة كان يُطلق عليها اسم " ماري " بعد خلاف شديد مع صديقته.
          ومن جانبه أوضح وكيل النيابة أن المتهم لا بد وأن يقضي 20 عاماً في السجن قبل إعادة النظر في إمكانية إطلاق سراحه بشروط "ا- هـ.
          قلت: العدالة الأمريكية تحكم على رجل قتل كلباً بالسجن " 25 " عاماً، غير قابلة لإعادة النظر في الحكم قبل أن يقضي الجاني على الكلبة عشرين سنة في السجن من عقوبته .. بينما جنود الأمريكان يقتلون عن سابق عمد وإصرار من المسلمين الأنفس البريئة من الرجال والأطفال والنساء .. وبالمئات .. ويعتدون على الحرمات والأعراض كما عرف عنهم في سجن أبو غريب وغيره .. على مرأى ومسمع من قياداتهم ومسؤوليهم .. ومع ذلك المدان منهم ـ الذي ينكشف أمره للرأي العام ـ يحكم عليه القضاء الأمريكي بثلاثة أشهر سجن أو ستة أشهر أو سنة .. وإذا تغلظت العقوبة فصلوه من عمله وأحالوه للتقاعد!!
          فأمريكا ـ من خلال قضائها العادل والنزيه! ـ تريد أن تقول للمسلمين: الكلاب عندنا وفي شرائعنا وقضائنا وقيمنا، وإنسانيتنا، وديمقراطيتنا التي نريد أن نصدرها للعالم والشعوب .. خير منكم يا مسلمين وأفضل .. فحرمة الكلاب عندنا أعظم وأغلظ من حرمتكم .. ودماء الكلاب أغلى من دمائكم بكثير؛ بدليل أن الذي يقتل كلباً نحكم عليه بالسجن " 25 " عاماً .. بينما الذي يقتل مسلماً منكم نباركه ونكافئه، ولو أردنا أن نحاكمه ـ من قبيل إظهار النزاهة والعدالة الأمريكية وتضليل الشعوب ـ نحكم عليه فقط بثلاثة أو ستة أشهر .. ولو زدنا على ذلك .. فجمعيات حقوق الإنسان عندنا مباشرة تتدخل للدفاع عن المتهم .. وتُسائل القضاء وتتهمه بالإفراط في الحكم!!
          هذه هي العدالة والإنسانية والديمقراطية والرحمة الأمريكية الذي لا يزال فريق من المغفلين من بني جلدتنا ينشدها .. ويستحسنها .. ويروج لها .. ويرى الخلاص فيها!!
          لا تستحي أمريكا ـ من خلال قضائها ـ أن تُظهر مثل هذه الأحكام والشرائع المتناهية في الظلم والتخلف، والعنصرية .. بينما وللأسف لا يزال فريق من بني جلدتنا يستحي من أن يُظهر ولاءه للحكم الإسلامي .. وللشريعة الإسلامية الربانية السمحة!!
          صدق الله العظيم:) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (المائدة:50. وقال تعالى: )وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ( غافر:20.
         
          26/8/1425 هـ.                                          عبد المنعم مصطفى حليمة
          10/10/2004 م.                                              أبو بصير الطرطوسي  

إرسال تعليق

 
Top