بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
نزولاً عند رغبة القوم ـ ممن عُرِفوا بجدالهم المستميت عن طواغيت الحكم، وعن أنظمتهم الفاسدة العميلة ـ وزعمهم المتكرر ـ عبر بعض الوسائل الإعلامية ـ بأنهم يريدون مناظرة ومحاورة الطرف الآخر .. إلا أنه لا أحد ينهض لمناظرتهم .. لقوة حجتهم .. وتهافت وضعف حجة الآخرين .. وأننا ـ كما يزعمون ـ من أهل الجهل والكهوف والظلام لا نؤمن بالحوار، ولا بالنقاش .. حتى كاد الناسُ أن يُصدقوا ذلك .. مما حملنا على توجيه الدعوة لمناظرة القوم وذلك منذ أكثر من سنة، وتحديداً من تاريخ 11/3/1425 هـ .. ومن ذلك التاريخ إلى ساعة كتابة هذه الكلمات لم نسمع من القوم جواباً ولا همساً .. ولا حديثاً عن الحوار ولا المناظرات!
إلا أنه منذ فترة ظهر لنا الرجل المفضل والمقرب للنظام السعودي " عبد المحسن العبيكان "، الذي آل على نفسه الذود والجدال عن الطواغيت الظالمين الآثمين .. عبر وسائل الإعلام المختلفة المسخَّرة له ولدعوته التي تروج باطلَه .. يُقاتل في ميدانٍ لا أحد فيه .. لا يَسمع فيه سوى صدى صوته .. يَستخف بالطرف الآخر ويحقِّر به .. لعلمه أن الطرف الآخر مكبَّل لا يقدر على الفكاك من أسره وقيوده .. حيث تراه بين الفينة والأخرى يترجَّل ويُطالب بمناظرة إخوانٍ مكبلين بسلاسل القهر والتعذيب .. لا يملكون الحرية على التعبير .. غيَّبَتهم سجون الطواغيت الظالمين .. وظروف يستحيل معها إمكانية رؤيتهم أو الاتصال بهم .. فضلاً عن مناظرتهم .. وهو بذلك كمن يطالب بالشيء وضده في آنٍ معاً!
ولهذا الرجل ولمن وراءه نقول: قد أبقى الله لكم ما يُغيظكم .. الدعوة للمناظرة لا تزال مفتوحة يا العُبيكان .. إن كنت فعلاً أهلاً لها .. وتسعى لإنصاف الحق من نفسك وأوليائك .. فهاأنذا أجدد وأكرر الدعوة لك تحديداً .. حيث لا أقبل مناظرة أحد غيرك؛ لأنه قد كثر واستطار شغبك ورياؤك .. وتطاولك على الإخوان والمجاهدين بغير وجه حق، وقد فرح بك الظالمون!
ندعوك للمناظرة علماً أنك تتحلى بأمنٍ وأمانٍ لا نتحلى به؛ لأنك تمثل وجهة النظر التي يرتضيها طواغيت الحكم، وترتضيها منك أنظمتهم الفاسدة .. بخلاف الذي نحن عليه .. ومع ذلك لا نبالي، فالله تعالى حسبنا ونعم الوكيل.
ولكي أسهل الأمر عليك، أحدد لك موضوع المناظرة؛ وهو اختصاصك الذي عُرِفتَ بكثرة الشغب والجدال عنه:
1- حكم النظام السعودي .. وشرعية الخروج عليه.
2- شرعية الجهاد في العراق.
فإن راقتك الفكرة، وأذن لك أولياء أمرك ونعمتك، فعليك أن تختار المكان أو المنتدى الحواري الذي يناسبك، والذي يسهل إجراء مثل هذه المناظرة .. ولو رأيت أن يكون منتدى " أنا المسلم "، أو منتدى الإسلام اليوم .. فلا مانع لدي.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وإلى أن يصلنا رد الرجل وجوابه .. نسجل التاريخ ليُعرَف زمن صمته .. وهل هو فعلاً جاد في طلب المناظرة، أم أنه فقط محاولة منه لاثبات الحضور .. والذات .. ثم يُتبِع ذلك ـ كغيره! ـ غياباً كغياب من في القبور!
10/9/1426 هـ. عبد المنعم مصطفى حليمة
13/10/2005 م. أبو بصير الطرطوسي