بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
فقد طالعتنا وسائل الإعلام مساء يوم الأربعاء 9/11/2005م، عن خبر مفاده الاعتداء على ثلاثة فنادق في مدينة عمَّان بعمليات تفجيرية انتحارية ..!
وبغض النظر عن الجهة التي تكون وراء هذا العمل .. فإننا من موقع الأمانة والمسؤولية الملقاة على عاتقنا، والتي سنُسأل عنها أمام الله .. نؤكد على بطلان وحرمة هذا العمل .. وأنه عمل باطل غير جائز .. ضرره يغلب نفعه؛ بل لا نفع فيه .. لا يجوز أن يُنسَب إلى الإسلام ولا إلى الجهاد .. ولا أن تُضفى عليه الصبغة الشرعية .. أو يُصنَّف كعمل جهادي مشروع .. نبرأ إلى الله منه، لا نقره، ولا نرضاه.
وذلك لأن ضحايا هذه التفجيرات، ثلاثة أصناف:
1- مسلمون، وهم أكثر الضحايا: وهؤلاء لا يجوز ترويعهم ولا إخافتهم، ولا الاعتداء على شيء من حرماتهم .. بنص الكتاب، والسنة، والإجماع.
2- رجال أعمال، وسواح، وموظفون أجانب يعملون في الفنادق من غير المسلمين: وهؤلاء لهم حكم المعاهد الآمن ـ كما بيناه في أكثر من موضع ـ كذلك لا يجوز ترويعهم ولا إخافتهم، ولا الاعتداء على شيء من حرماتهم .. بنص الكتاب، والسنة، والإجماع.
3- أناس لهم مهام عسكرية وتجسسية معادية لمصالح المسلمين .. وهؤلاء نفترض وجودهم .. ولا نجزم .. ولكن وجودهم لا يبرر ـ شرعاً، ولا عقلاً ـ قصد الاعتداء على الفريقين الأولين الآنفي الذكر أعلاه!
هذا الموقف لنا ـ هو دين ومبدأ وخُلق ـ قد بيناه مراراً وتكراراً .. من قبيل إبراء الذمة أمام الله وأمام عباده .. وحتى لا يُفسر صمتنا أنه نوع إقرار أو رضى لمثل هذا النوع من الأعمال!
من قبل لما أنكرنا وأدنا تفجيرات لندن .. قال المرجفون المغرضون .. والحاقدون .. الذين يتصيدون العثرات والكبوات: هذه فتوى سياسية .. قالها لأنه يعيش في لندن .. ويخاف على نفسه وأهله من أن تطاله قوانين الحكومة البريطانية ذات العلاقة بموضوع الإرهاب المزعوم .. فقال ما قاله تقية .. وحتى يسلم وينجو بنفسه!!
ولهؤلاء، وغيرهم، أقول: هاأنذا أؤكد نفس الموقف تجاه تفجيرات عمَّان .. رغم بعد الحدث عني آلاف الأميال .. ورغم أني مُسفَّر من الأردن من قبل السلطات الأردنية .. لا يُسمح لي بدخول الأراضي الأردنية .. منذ عشر سنوات تقريباً .. ليس لي في البلاد مطمع ولا مغنم .. وبالتالي لا يمكن لأحد إلا أن يقول: بأن هذا الموقف الذي وقفناه إنما هو نابع عما نعتقده ونتدين ونتخلَّق به .. ونتقرب به إلى الله لا إلى عباد الله!
الذي يهمنا في الأمر: أن نشهد شهادة الحق .. وأن ننصف الحق من أنفسنا والآخرين .. وأن نصحح الخطأ والمسير .. وأن نقف موقف العدل ـ الذي يرضاه منا ربنا U ـ في السخط والرضى .. وأن يعرف الناس ذلك عنا .. رضي من رضي .. وأدبر من أدبر!
) إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (هود:88.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
عبد المنعم مصطفى حليمة
أبو بصير الطرطوسي
8/10/1426هـ./10/11/2005م.