GuidePedia

0
بسم الله الرحمن الرحيم
          الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.  
          فإنهم يُصرون على الاستمرار في الطعن، والتجريح، والاستهزاء بسيد الخلق .. ليروِّضوا المسلمين على القبول بمثل هذا الطعن والاستهزاء بدينهم ونبيهم .. ونحن نصر على الاستمرار في الانتصار، والذود عن حرمات وعِرض النبي صلى الله عليه وسلم .. فأنفُسنا، وآباؤنا، وأمهاتنا، وعِرضنا لِعِرض محمدٍ صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الكافرين والمنافقين فداء.

          كنا أمام دولة كافرة فاجرة تجرأت على الطعن والاستهزاء بسيد الخلق؛ تُسمى " الدينمارك " فأصبحنا أمام دول الغرب الصليبي كلها، تتبعهم بعض رؤوس النفاق والزندقة في بعض الدول العربية ـ بعضهم أولياء بعض ـ ليكرروا الاستهزاء على الملأ .. ويهونوا من شأنه .. ليفكوا الحصار الاقتصادي والسياسي والإعلامي عمن سنَّ هذه السنة الخبيثة وكان له وزر الابتداء بها .. متحدين بذلك مشاعر أكثر من مليار ونصف المليار من المسلمين.
          يُراهنون على الزمن؛ فتنادوا فيما بينهم ـ كفار ومنافقون ـ لنستمر في الطعن والاستهزاء بنبي الإسلام والمسلمين ـ بزعم حرية التعبير كما تكفلها لهم ديمقراطيتهم القذرة ـ إلى أن يمل المسلمون الدفاع عن نبيهم .. ويهدؤوا .. ونشتت جهودهم ومعارضتهم .. ويتقبلوا ظاهرة الطعن بنبيهم كما تقبل بعضهم من قبل الطعن والاستهزاء بشرع نبيهم تحت ذريعة العمل بالديمقراطية التي من مقتضاها أن لا حصانة لأحد أو لشيء من النقد والرد، والتهكم والاستهزاء!
          ولهؤلاء جميعاً نقول: لا تمنُّوا أنفسكم .. أجمعوا كيدكم ومكركم ثم إئتوا صفَّا .. فلن نمل الانتصار للنبي المختار صلوات ربي وسلامه عليه وفينا عين تطرف، وبقية رمق من حياة!
          أيها المسلمون .. يا أحباب محمد صلى الله عليه وسلم: حذار أن تملوا الانتصار والذود عن حرمات وعِرض نبيكم .. لا عذر لكم عند الله إن خذلتم النبي صلى الله عليه وسلم في موقف تستطيعون من خلاله الذود عن حرمات وعِرض نبيكم ثم لم تفعلوا!
          لا عذر لكم عند الله إن خلصوا إلى الطعن والاستهزاء برسول الله .. وأنتم قادرون على أن تمنعوا شيئاً من هذا الطعن والاستهزاء .. ثم لم تفعلوا!
          لا يؤمن أحدكم حتى يكون النبي صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه وماله، ووالده، وولده، والناس أجمعين .. وبرهان هذا الحب .. ومن علامات صدقه .. أن تنصروا محمدا .. وأن لا تخذلوه ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ في موقف هو يحتاجكم فيه، وإن أدى ذلك إلى أن تخرجوا من أموالكم وأهليكم.
          كيف بك يا عبد الله أن تأتي يوم القيامة رسولَ الله فتسأله الشفاعة .. وأن يسقيك من حوضه الشريف .. فيُعرض عنك .. ويقول لك: قد استُهزئ بي في الحياة الدنيا .. وأنت تسمع .. ولم تنتصر لي .. ولم تذبَّ عن عِرضي وحرماتي .. وكنت قادراً على أن تفعل الكثير من أجلي ولم تفعل؟!
          انظروا ماذا يقول نبيكم صلوات ربي وسلامه عليه .. قال صلى الله عليه وسلم:" مَن ذبَّ عن عِرض أخيه بالغَيْبَةِ كان حقاً على الله أن يُعتقَه من النار ".
          قلت: كيف إذا كان هذا الأخ الذي تذب عن عِرضه بالغيبة هو الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .. هو حبيب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟!
          وقال صلى الله عليه وسلم:" من ردَّ عن عِرضِ أخيه، ردَّ اللهُ عن وجههِ النارَ يومَ القيامة".
          قلت: كيف إذا كان هذا الأخ الذي ترد عن عِرضه وتذود عن حرماته هو الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .. هو حبيب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟!
وقال صلى الله عليه وسلم:" من حمى مؤمناً من منافقٍ بعث الله ملكاً يحمي لحمه من نار جهنَّم ".
قلت: كيف إذا كان هذا المؤمن الذي تحمي عِرضه من أذى وطعن واستهزاء المنافقين هو الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .. هو حبيب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟!
وقال صلى الله عليه وسلم:" ما من امرئٍ يخذلُ امرءاً مسلماً في موطنٍ يُنتقَصُ فيه عِرضه، ويُنتهك فيه من حُرمته، إلا خذله الله تعالى في موطنٍ يُحبُّ فيه نصرته، وما من أحدٍ ينصرُ مسلماً في موطنٍ يُنتقصُ فيه من عِرضه، ويُنتهكُ فيه من حرمته، إلا نصرهُ اللهُ في موطنٍ يُحبُّ فيه نصرتَه ".
تأملوا مقولة الصحابي الجليل سعد بن الربيع رضي الله عنه ـ وهو في ساحات القتال يوم وقعة أحد، وهو يقطر دماً، وفي رمقه الأخير، وبه سبعون ضربة ما بين طعنة برمحٍ، وضربة بسيف، ورمية بسهم، تلقاها بصدره عن حبيبه رسول الله ـ وهو ينادي قومه من الأنصار:" لا عُذرَ لكم عند اللهِ إن خُلِصَ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وفيكم عينٌ تطرُف "!
أما زياد بن السَّكَن لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" مَن رجلٌ يَشري لنا نفسَه؟" وكان قد غشيه المشركون بسيوفهم، فقام ابن السَّكن في نفر خمسةٍ من الأنصار، فقاتلوا دون رسولِ الله صلى الله عليه وسلم رجلاً ثم رجلاً، يُقتلون دونه، حتى كان آخرهم زياد، فقاتل حتى أثبتته الجراح .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ادنوه مني "، فأدنوه منه، فوسَّده قومه، فمات وخدُّه على قدَمِ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كذلك أبو دجانة رضي الله عنه ـ يوم أحد ـ فقد ترَّس النبيَّ صلى الله عليه وسلم بنفسه، وانحنى عليه، ليقع النبل في ظهره ـ دون النبي صلى الله عليه وسلم ـ حتى كثُرَ النبلُ!
وها هي أمُّ عُمارة نسيبة بنت كعب المازنيَّة، تُحدث عن نفسها يوم أُحد فتقول: خرجت أول النهار وأنا أنظر ما يصنع الناس، ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في أصحابه، والدولةُ والريح للمسلمين. فلما انهزمَ المسلمون، انحزتُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقمتُ أباشرُ القتال، وأذبُّ عنه بالسيف، وأرمي عن القوس، حتى خَلَصت الجراحُ إليّ، قالت ـ أي أم سعد بنتُ سعد بن الربيع ـ: فرأيت على عاتقها جرحاً أجوف له غَوْر، فقلت: من أصابك بهذا؟ قالت: ابن قَمِئة، أَقمأهُ الله! لما ولى الناسُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل يقول: دلوني على محمد، فلا نجوت إن نجا، فاعترضتُ له أنا ومصعب بن عمير وأناس ممن ثَبَت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضَربني هذه الضربة، فلقد ضربته على ذلك ضَربات، ولكن عدوَّ اللهِ كان عليه درعان!
إنه حقاً باب من أبواب الجنة والخير قد فُتح لمن يُحسن اغتنامه واستغلاله .. فهنيئاً ثم هنيئاً لمن وُفِّقَ لنصرة النبي المصطفى والذود عن عِرضه وحرماته .. وخاب وخسر وندم من خذل النبي المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه .. ولات حين مندم.
أيها المسلمون: الاعتداء على شخص النبي صلى الله عليه وسلم بالطعن والاستهزاء .. هو اعتداء على حقٍّ عام وخاص.
فالاعتداء على الحق العام يتمثل في الاعتداء على مجموع الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها .. وهذا الحق قد يغسله ويجبه اعتذار الجاني وتوبته وتراجعه.
أما الحق الخاص؛ فهو متعلق بشخص النبي صلى الله عليه وسلم .. وهو حق لا يغسله الاعتذار .. ولا التوبة والتراجع .. ولا مال الأرض كلها .. فلا يغسله إلا القصاص والدم وقتل الشاتم الطاعن المستهزئ .. فحد الأنبياء لا يشبه الحدود .. وحد شاتم النبي صلى الله عليه وسلم المستهزئ به أن يُقتل كفراً وحداً؛ فإن تاب من الكفر وصدق في توبته، بقي عليه حد القتل ولا بد حصانة لحرمة وعِرض النبي صلى الله عليه وسلم، وحقَّاً من حقوقه الخاصة.
هذا الحق الخاص للنبي صلى الله عليه وسلم ولإخوانه من الأنبياء .. لا يملك أحد من الأمة ـ كائن من كان ـ لا شعباً ولا حاكماً، ولا قبيلة ـ أن يتنازل عنه أو يعفو عنه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخول أحداً من أمته أن يعفو عن حق خاص به، وبالتالي لا بد من القصاص.
أعجب لفريق من الناس ـ من بني جلدتنا ممن هان عليهم دينهم ـ يسعى لتهدئة الأمور، والشفاعة للجناة الذين تجرؤوا على الطعن والاستهزاء بشخص النبي صلى الله عليه وسلم .. وكأن النبي صلى الله عليه وسلم قد خولهم بأن يتنازلوا عن حق خاص به؟!
ولهؤلاء نقول: عِرض النبي صلى الله عليه وسلم تعرض للأذى والاعتداء لا عِرضكم؛ عندما يكون الطعن والشتم والاستهزاء موجه لكم .. لكم حينئذٍ أن تعفوا عن الشاتم المستهزئ بكم إن شئتم .. أما عندما يكون موجه للنبي صلى الله عليه وسلم فمن خولكم بأن تعفوا عن حق خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم .. أو أن تتشفعوا في حدٍّ من حدود الله؟!
لذا كان الصحابة رضي الله عنهم لا يرون لشاتم النبي صلى الله عليه وسلم المستهزئ به ـ وإن تاب وصدق في توبته ـ سوى القتل حداً وقصاصاً.
كما في الأثر عن أبي بَرْزَةَ الأسلمي، قال: أغلظَ رجلٌ لأبي بكرٍ الصديق، فقلت: أقتله؟ فانتهرني؛ وقال:" ليس هذا الحد لأحدٍ بعدَ الرسولِ صلى الله عليه وسلم "[ صحيح سنن النسائي:3795 ].
قال ابن تيمية في كتابه العظيم " الصارم المسلول على شاتم الرسول ": أن قتلَ ساب النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان قُتل كافر، فهو حدٌّ من الحدود ليس قتلاً على مجرد الكفر والحراب، لما تقدم من الأحاديث الدالة على أنه جناية زائدة على مجرَّد الكفر والمحاربة، ومن أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أمروا فيه بالقتل عيناً .. وقد ثبت أن حده القتل بالسنة والإجماع ا- هـ.
وفي الختام أود أن أوجه رسالتين: رسالة إلى حكام المسلمين، ورسالة إلى من تُطاوعهم أنفسهم المريضة على النيل من جناب النبي صلى الله عليه وسلم.
أما رسالتي إلى الحكام، فأقول لهم: إنها فرصة لكم لكي تراجعوا أنفسكم لتنظروا أين أنتم من أمتكم وهمومها .. وأين أنتم من دين الله .. وجادة الحق والصواب.
المطلوب منكم ـ كحكام ـ أكثر من مجرد الاستنكار استرضاء للشعوب المسلمة الغاضبة .. المطلوب منكم: أن توقفوا ضخ البترول ـ عصب الحياة ـ إلى كل دولة يثبت عنها ـ أو عن بعض مؤسساتها الإعلامية ـ الطعن والاستهزاء بشخص النبي صلى الله عليه وسلم .. وعداءها للإسلام والمسلمين .. وأن توقفوا معها جميع أشكال التعاون الاقتصادي والدبلوماسي!
المطلوب منكم: أن تدخلوا صادقين في موالاة النبي صلى الله عليه وسلم .. وموالاة المؤمنين .. وموالاة دينه وشرعه .. فلا تحكموا شعوبكم إلا بشرع محمد صلى الله عليه وسلم.
المطلوب منكم: أن تطهِّروا المجتمع .. وجميع المؤسسات العامة والخاصة .. من ظاهرة الاستهزاء والتهكم بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم .. وبدين وشرع محمد صلى الله عليه وسلم.
فإن فعلتم ذلك فستجدونا ـ كشعوب مسلمة ـ مباشرة معكم .. نذود عنكم .. كما تذودون عنا وعن ديننا وأمتنا!
نحن ـ بفضل الله ـ نوالي في الله ونعادي في الله .. لا نعرف الأحقاد والثارات للنفس أو للدنيا .. فعلى قدر قربكم من الله نقترب منكم .. ونعفوا ونصفح .. وعلى قدر بعدكم عن الله نعادي ونجافي ونخاصم!
طلبتم العزة دهراً من أعداء الأمة فأذلكم الله .. فاطلبوها صادقين ولو مرة واحدة من الله .. وانظروا كيف سيعزكم الله.
صدق الفاروق عمر رضي الله عنه إذ قال:" كنا أذلاء فأعزنا الله بالإسلام، فإذا ما ابتغينا العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله ".
أما رسالتي لهؤلاء الذين تُطاوعهم أنفسهم المريضة على التطاول والنيل من جناب النبي صلى الله عليه وسلم، سواء كانوا دولاً، أو منظمات، أو هيئات، أو أفراداً، ألخصها لهم في النقاط التالية:
1- قد مضت سنة الله تعالى فيمن يتطاول على جناب النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم بالطعن أو أي نوع من أنواع التهكم والاستهزاء .. أن يُصيبهم الله تعالى بقارعة ـ الله أعلم بماهيتها ونوعها وحجمها ـ قبل يوم القيامة؛ إما على يد عباده الموحدين المجاهدين، وإما بسبب كوني يقدره الله.
عرف التاريخ طائفة ممن تجرؤوا على الطعن والاستهزاء بسيد الخلق .. فكانت نهايتهم وخاتمتهم وخيمة جداً وعبرة لمن أراد أن يعتبر .. وأنتم على دربهم وإثرهم سائرون، وسيصيبكم ما أصابهم عاجلاً أم آجلاً .. ستذكرون ما أقول لكم!
قال تعالى:) إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ (التوبة:40. فالنبي صلى الله عليه وسلم منصور منصور؛ إما أنه منصور بالله، وإما أنه منصور بعبد الله.
وقال تعالى:) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (الحجر:95. وهذا وعد قد قطعه الله تعالى على نفسه ـ ومن أصدق من الله عهداً ـ بأن يكفي نبيه صلى الله عليه وسلم المستهزئين الشانئين، سواء كان ذلك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أم بعد مماته.
 أي أنت يا من حملتك نفسك الأمارة بالسوء على الطعن والاستهزاء بسيد الخلق .. خذ حذرك؛ فقد دخلت في حرب صريحة ومعلنة مع الله تعالى .. وأنَّى لمثلك ومعك من في الأرض جميعاً أن يُحاربوا الله!
          2- هذا الذي تفعلونه من تهكم واستهزاء بسيد الخلق .. كما هو من جهة مؤلم جداً للمسلمين .. إلا أنه من جهة أخرى بشرى خير لهم باقتراب هلاك الظالمين المفسدين المجرمين، وأفول سلطانهم وملكهم .. واقتراب انتصار المؤمنين الموحدين ـ ورثة الأنبياء والرسل ـ الذين يؤمنون ويوقرون جميع أنبياء الله تعالى ورسله، لا يفرقون بين أحدٍ من رسله.
          ولو لم يكن من ثمرات وبركات اعتداءكم السافر على سيد الخلق .. سوى هذا الائتلاف والاجتماع والتوحد الذي تحقق للمسلمين .. لكان ذلك كافياً، وخيراً كثيراً .. فالمصاب الأليم العام والمشترك يوحد القلوب قبل أن يوحد الصفوف!
          3- لعلكم أردتم من وراء تطاولكم على سيد الخلق .. أن تتحسسوا أحوال الأمة .. هل لا تزال أمة الإسلام فيها عرق ينبض بالحياة .. هل لا يزال ـ بعد حكم العلمانية وتسلطها على الشعوب قرناً كاملاً ـ من المسلمين من يغار على الدين، والحرمات، والحقوق .. أم أن الأمة قد ماتت ولم تعد تحس بشيء؟ 
          نقول لكم: لا تفرحوا .. قد خاب فألكم .. فأمة الإسلام لا ولن تموت .. قد تمرض .. قد تضعف في جانب من جوانب حياتها .. قد تكبو .. قد تتعثر في بعض خطواتها .. نعم هذا يحصل، وإن حصل فسرعان ما تنهض وتفيق .. لكن لا ولن تموت .. وهي باقية ما بقيت الحياة على هذه الأرض، إلى أن تقوم الساعة .. ويبعث الله من في القبور.
          فقد تكفل الله تعالى بحفظ دينه، كما قال تعالى:) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر:9. ومن حفظ الله تعالى لهذا الذكر أن يحفظ الله تعالى حملة وحفظة هذا الذكر، الداعين إليه، والمجاهدين في سبيله، وإلى أن تقوم الساعة.
          كما في الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرُّهم من خذَلهم حتى يأتي امر الله، وهم كذلك "مسلم.
          وقال صلى الله عليه وسلم:" لن يبرح هذا الدين قائماً يُقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة "مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم:" لا تزال طائفة من أمتي يُقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة " مسلم.
          وقال صلى الله عليه وسلم: لا يزالُ الله يغرسُ في هذا الدين غرساً يستعملهم في طاعته "[ صحيح سنن ابن ماجه:8 ]. وغيرها كثير من النصوص التي تُفيد وجود هذه الطائفة المنصورة الظاهرة .. وتفيد استمرارية وجودها على مدار العصور والأزمان وإلى أن تقوم الساعة؛ إذ لا وجود للدين من دونها، ولا وجود لها من دون الدين؛ فكل منهما لازم وملزوم للآخر.
          والحمد لله الذي بفضله ونعمته تتم الطيبات الصالحات ولو كره الكافرون المجرمون المفسدون المنافقون.
          اللهم يا حي ياقيوم .. أعز الإسلام والمسلمين .. وأعلي بفضلك كلمتي الحق والدين .. وانصر من نصر الدين .. واخذل من خذل الدين وأراد به وبأهله سوءاً.
          اللهم يا حي يا قيوم .. ياذا الجلال والإكرام .. أغث حبيبك محمدا .. أغث حبيبك محمدا .. أغث حبيبك محمدا .. واكفه شر الحاقدين المستهزئين .. وأرنا فيهم آية من آياتك .. إنك يا ربنا على كل شيء قدير.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله على محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم.

عبد المنعم مصطفى حليمة
" أبو بصير الطرطوسي "
7/1/1427 هـ / 6/2/2006م.

  


 



إرسال تعليق

 
Top