بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال: لعلكم شيخنا علمتم ما فعله عبدة الشيطان والشمس من الطائفة الأيزيدية بفتاة تنتمي إلى طائفتهم قد اختارت الإسلام .. فعاقبوها على اختيارها للإسلام بالقتل رجماً .. وقد اجتمع على رجمها وقتلها أكثر من ألفي رجل ـ كما ذكرت ذلك بعض وسائل الإعلام، وكما شوهدوا في فلم مصور قد تناقلته بعض المواقع والمنتديات في الأنترنت ـ وسؤالنا ما حكم من شارك في ارتكاب هذا الجرم منهم، وهل الطائفة بفعلها هذا قد نقضت عهدها وأمانها مع المسلمين في العراق .. وجزاكم الله خيراً؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. كل من شارك بقتل هذه الفتاة المسلمة ورجمها يُقتَل، مهما كثر تعدادهم، فقد ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قتل نفراً برجل واحد؛ قتلوه غيلة، وقال:" لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم جميعاً ".
وأرى أن هذه الطائفة الأيزيدية الكافرة قد نقضت ـ بجريمتها هذه ـ عهدها وأمانها مع المسلمين في العراق؛ فلا عهد ولا أمان لهم بعدما فعلوا الذي فعلوه بحق هذه الفتاة المسلمة رحمها الله؛ وبخاصة أن جمهور أبناء الطائفة الأيزيدية قد تواطؤوا على اقتراف هذه الجريمة النكراء .. أي أن هذا الفعل لم يصدر عن شخص واحد منهم .. ثم فعله لاقى الاستهجان والاستنكار والبراء من أبناء وزعماء طائفته .. بل هو صادر عن جمع كبير منهم .. وقد لاقى الاستحسان من جميعهم، أو جمهورهم!
وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أغار على يهود بني قينقاع بسبب اعتدائهم على امرأة مسلمة، وقتلهم لمسلم همَّ بالدفاع عنها .. وعدَّ ذلك منهم نقضاً لما بينهم وبين المسلمين من عهدٍ وأمان، والله تعالى أعلم.
أسأل الله تعالى أن ينصر المجاهدين في العراق .. وأن يقوي شوكتهم .. ويعلي رايتهم وكلمتهم .. ويوحد صفهم وشملهم .. ويُؤلِّف بين قلوبهم .. ويجعلهم يداً واحدة على من عاداهم .. وأن يحفظ بهم الدين، والحقوق والحرمات، إنه تعالى سميع قريب مجيب.
وصلى الله على محمد النبي الأمي، وعلى أله وصحبه وسلم.
عبد المنعم مصطفى حليمة
" أبو بصير الطرطوسي "
7/4/1428 هـ/ 24/4/2007 م.