GuidePedia

0
بسم الله الرحمن الرحيم 
          سألتني ابنتي أن أخطَّ لها كلمات؛ تكون لها ولأخواتها المسلمات ـ في أي بقعة من بقاع الأرض يكون تواجدهنَّ ـ بمثابة شمعة تُضيء لهنَّ بعض ظلمة الطريق الموحش والمفروش في ثناياه وعلى جنباته بمخالب وأنياب الذئاب والوحوش الآدمية ..!
          فأجبتها .. وليس لي إلا أن أجيبها:

          اعلمي يا ابْنَتِي .. أنَّك مخلوقةٌ لله تعالى، مُلزمَةٌ بعبادته وتوحيدِه .. ومعنيَّةٌ من قوله تعالى:) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (الذاريات:56.
          فأنت لم تُخلقي عبَثاً ـ تعالى الخالق عن ذلك علواً كبيراً ـ  ولا لكي يعبث بك وبفكرك وأخلاقك العابثون .. وإنما خُلِقتِ لعبادةِ الله تعالى وحده .. فتفرديه سبحانه وتعالى بالعبادةِ بكل ما تعني كلمةُ العبادةِ من شموليةٍ ومعنى.
          من مقتضى هذه العبوديَّة أن لا تقبلي حُكْمَاً في نفسِك وحياتِك .. وكل ما يخصّكِ إلا من الله تعالى وحده .. فإن رضيتِ حَكَماً غيرَ الله أو حُكْمَاً في نفسكِ من غيرِ الله .. فأنت أمَةٌ لهذا الغير .. ودخلت في عبادة وطاعة هذا الغير من دون الله عز وجل.
          يا ابْنَتِي .. أرادك اللهُ أمَةً له .. وأرادوكِ أمةً للطاغوت .. ولشهواتِه .. ونزواته .. ومآربه .. وسياساتِه .. فاحذري أن تكوني أمَةً للطاغوت، وأنت تدرين أو لا تدرين!
          يا ابْنَتِي .. أرادك الله أن تكوني مع المؤمنين تأمرين بالمعروف وتنهين عن المنكر .. وأرادوك أن تكوني مع الكافرين والمنافقين .. تأمرين بالفسوقِ والمنكر .. وتنهين عن الطهر .. والعفَّةِ والمعروف .. فحذاري أن تكوني مع من يأمر بالمنكرِ وينهى عن المعروف!
          يا ابنتي .. المرأة كانت ولا تزال وستظل .. محلَّ تجاذبٍ شديد بين أهل الحق من جهة وأهل الباطل من جهة أخرى .. لإدراك الطرفين بأهمية دور المرأة في إعمار الأرض أو خرابها وفسادها .. لذا كل فريق حريص على أن تكون المرأةُ في صفِّهِ وإلى طرفهِ وجانبه .. فاحرصي دائماً أن تكوني إلى جانب طرف الحق .. مهما كانت التكاليف، وكانت التبعات!
          عندما ترضى المرأةُ أن تُسلِّمَ نفسَها وجسَدَها للطاغوت .. ليفعل بها ما يشاء .. ويسيرها كيفما يشاء .. ويستخدمها كيفما يشاء .. فالطاغوت حينئذٍ يحقق لنفسه ونظامه من المآرب والأغراض .. مالا يقدر على تحقيقه من خلال جنودِه وجيوشِه الجرَّارة!
          يا ابْنَتِي .. أسمى اللهُ مكانَتَكِ .. فجعل منك سبباً هاماً في إعمارِ الأرض بالخير .. وتنشئة الأجيال تنشئة إيمانية واعية راشدة .. بينما الآخرون أرادوك معول هدم وتدميرٍ .. للقيم .. والأخلاق .. والبيوت، والأجيال سواء!
          يا ابنتي .. أرادك اللهُ حرّةً عزيزةً كريمة مصونة .. وأرادوك مجرد جسدٍ مُبتذل سهل المنال والاستغلال .. يسهل نهشه والاعتداء عليه من قِبل الوحوشِ والذئاب الآدمية .. متى شاؤوا!
          يا ابنتي .. التزام المرأة بحجابها .. هو أولاً طاعة وعبادة لخالقها سبحانه وتعالى لا فكاك لها من الإلتزام به .. ثم هو بعد ذلك فيه شرفُها .. وحِشمَتُها .. وعِزتها .. وسلامتها من الأذى .. وسلامة المجتمع من أن يتأذى بها .. وبالتالي تفريط المرأة بحجابها هو تفريط بتلك المعاني كلها.
          ساءَ الذِّئابُ .. من المرأةِ المسلمةِ حجابها .. لأنه يُحيل بينهم وبين كثير من مآربهم الخبيثة الماكرة!
          ساء الذئابُ .. من المرأة المسلمة حجابها .. لأنه يُلزمهم باحترامها .. وعدم الاقتراب منها بسوء .. كما يفعلون مع غيرها ممن آثرت أن تسيرَ في دروبِ التبرِّج والتحلِّل والفسوق والعصيان!
          ساء الذئاب .. من المرأة المسلمة حجابها .. لأنه يذكرهم بمعاني الطهر .. والعِفِّةِ .. والشرفِ .. والإيمان .. وبحقارة ما هم عليه من انحطاطٍ وسلوك بهيمي حيواني .. وهذا مما يؤذيهم ويُكدِّرُ عليهم طبائعهم الخبيثة .. وخلواتهم الماجنة الساقطة!
          فالطهر يؤذي العُصاة الماجنين، كما قال تعالى عن قوم لوط:] فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ [النمل:56. فمنظرُ الطهرِ يؤذيهم ويعرِّفهم بحقيقة ما هم عليه من تفسخٍ وانحطاطِ ومرض وشذوذ!
ساء الذئاب .. من المرأة المسلمة حجابها .. لأنهم لا يَقدِرون على استغلالها في تدمير أخلاق العباد وبخاصة منهم الشباب .. كما لو كانت من دون حجاب!
          لأجل ذلك كله .. نراهم يُحاربون الحجاب .. وينفقون الأموال الطائلة على الدعايات والوسائل التي تُحارب الحجاب .. وظاهرةِ الحجاب .. وهم بين الفينة والأخرى يُثيرون معركة الحجاب .. ويجددون معركة الحجاب .. عند أدنى أوْبَةٍ للفتيات إلى الحجاب .. وكأنهم في حرب مع جيوشٍ جرارة تتهدد سلطانهم وملكهم .. وطريقتهم السفلى في الحياة .. وما ذلك كله إلا لما يتركه الحجاب من أثرٍ بالغٍ على مخطتاتهم ومآربهم التدميرية الخبيثة! 
          يا ابنتي .. لا تستهوينَّك من الطاغوت وسحَرَتِه .. كلمة " حقوق المرأة " .. فهي كلمة حقٍّ يُراد بها باطل!
لو كانوا حريصين على حقوقِ المرأة .. كما يزعمون .. لما فرَّطوا بحقوق أبيها وأخيها وزوجها وابنها .. وإلى درجة الاستهتار بأدنى حقوق الإنسان!
لا يُمكن الحديث عن حقوق المرأة بعيداً عن حقوقِ الرجل المُغيَّبة .. والذي هو أبوها أو أخوها أو زوجها أو ابنها!
كيف للمرأة أن تسعد بحقوق .. وحقوق أبيها وأخيها وزوجها وابنها .. مهانة ومُداسة بالأقدام .. لا يُلقى لها أدنى بال أو اهتمام من الطاغوت وحزبه!
يا ابنتي .. كامِلُ حقوقك محفوظةٌ ومبينة في دين الله تعالى .. فحذاري أن تستشرفي حقاً ليس لكِ .. ولم يأذن به الله تعالى.
فمن يُطالب بحقٍّ ليس له .. كمن يسطو على حقوقِ وأملاك الآخرين .. ثم يزعم زوراً بأنها له خالصةً من دون الناس .. وهذا ظلمٌ وعدوان أعيذك منه!
يا ابنتي .. حذاري أن تُصدِّقي أن الثعلَبَ يوماً يحرصُ على حقوق فريسته .. مهما تمسْكَن .. وتساقطت منه دموع الأسى والشَّفقة .. فهي دموع المكر والكذب والخداع .. التي يتبعها الانقضاض والإفتراس .. فهاهي المرأة .. في أكثر البلدان تشدُّقاً وحديثاً عن حقوقِ المرأة .. وحرية المرأة .. تُباع .. ويُباع جسدها ـ كأي سلعة من سلع المتاع ـ للذئاب والوحوش الآدمية .. بدراهم قليلات ومعدودات!
يا ابنتي .. المرأة المسلمة عاملة معطاءةٌ .. لا تعرف الكلل ولا الملل .. يكفيها شرفاً وعملاً أنها محضنٌ للأبناءِ والأجيال .. تستقيمُ الأجيال باستقامتها .. وتنحرف بانحرافها .. وعند التأمل فهي تعمل أضعاف أضعاف غيرها من غير المسلمات أو من غير الملتزمات بتعاليم الإسلام .. ومع ذلك عملها هذا عندما لا يلبي رغبات ونزوات ومآرب الطاغوت وذئابه ووحوشه .. فهو ليس بشيء .. ولا يُعتبر ـ عند القوم ـ عملاً .. لذا نراهم يُطالبونها بلونٍ آخر من العمل الذي يسهِّل عليهم استغلالها كأسوأ ما يُستغل متاع .. وبالتالي حذاري ـ يا ابنتي ـ أن تسمعي لهم وهم يتكلمون عن " عمل المرأة " ويتباكون على نصيبها في الانتاج .. فهي كلمة حق يُراد بها باطل!
من علامات كذبهم وغش طويتهم .. أنهم يحرصون على عمل المرأة بصورة مبتذلة تخدش الحياءَ والأخلاق ـ تتنافى مع فطرتها وتكوينها وكرامتها ووظيفتها في هذه الحياة ـ بينما في المقابل مئات الآلاف من الشباب والرجال العاطلين عن العمل .. يتسكعون في الشوارع .. وطوابير الانتظار .. عسى أن يجدوا لأنفسهم فرصة عمل!
يا ابنتي .. قد آخى الله بين الرجالِ والنساء .. وجعل النساء شقائق الرجال .. بعضهم
أولياء بعض .. كل طرفٍ يُكمل الطرفَ الآخر لتعمر الأرض بالحب والخير والعطاء .. بينما صنَّاع الفتنة المتنفذين ـ الذين يريدون أن تشيعَ الفاحشةَ في المؤمنين ـ قد أظهروا النساء وكأنهن أعداء وأندادٌ للرجال .. والرجال أعداء وأنداد للنساء .. كل طرف منهما يُزاحم ويُقاتل الطرف الآخر على حقوقه ومكاسبه .. فسادت ثقافة الندِّيَّةِ والعداوة والكراهية بين الرجالِ والنساء .. بدلاً من ثقافة الحب والود والتواضعِ والفداء والإيثار .. فكان ذلك مدخلاً وسبباً لتدمير البيوت .. والمجتمعات الإنسانية سواء!
يا ابنتي .. الإناء ينضحُ ما فيه .. والأرض تُثمر ما يُزرع فيها؛ فإن زُرعت شوكاً أثمرت شوكاً، وإن زُرعت ورداً أثمرت ورداً .. فاحذري وسائل التَّلَقِّي .. ومن أن يُلقى في وعاء رأسكِ من حثالات المفاهيم والقيم والأفكار ـ من خلال وسائل الإعلام والنشر العديدة وضغط الدعايات الباطلة المكثفة والمنتشرة في كل مكان ـ فتتصرفين حينئذٍ على طريقة الظالمين الضالين .. وتتكلمين على طريقتهم .. وتلبسين على طريقتهم .. وتقلديهم في كل شيئ .. حتى أنك تُحسنين ما يُحسنون .. وتقبحين ما يُقبحون .. وأنت مع ذلك كله تحسبين نفسك حرةً .. وممن يُحسنون صنعاً!
يا ابنتي .. يحرصُ الطاغوت وبطانته ـ لغاية خبيثة في نفوسهم ـ أن يُظهروا الراقصات المغنيات العاريات الساقطات كبطلات ونجوم قد دانت لهن جميع معاني العظمة والبطولة والإبداع .. وكمثلٍ أعلى ليحتذي بهن وبأخلاقهن الفتيات .. فهؤلاء حطبُ النار .. وهن يُمثِّلْنَ المثل الأدنى والأسوأ للآخرين .. فمثلُكِ الأعلى الذي لا يُدانى ولا يُماثَل .. من دانت له جميعُ مكارم ومحاسن الأخلاق .. سيدُ الخلقِ محمد صلى الله عليه وسلم .. ومن النساءِ نساؤه أمهات المؤمنين وبناته .. ونساء الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
          يا ابنتي .. لا تحتقرنَّ نفسكِ في أمرٍ ينبغي أن تنهضي فيه لله .. فتقولي لنفسكِ: أنا امرأةٌ أو أنثى لا أقدر على فعلِ شيء .. فإضافة الأعمال القليلة بعضها إلى بعض .. تُصبح كثيرة وكبيرةً كالجبالِ لها أثرها الفعال في الحياةِ وعلى الناس .. وبعلو الهِمَّةِ وصِدق الإرادةِ والتوكلِ على الله يُفعلُ المستحيل .. فهذا الدين أمانةٌ سيُسأل عنه الرجال والنساء سواء .. فأنتِ معنية من كلِّ خطابٍ شرعي .. إلا ما استثنى الشارعُ فقال: هذا للرجال من دون النساء .. وهذا يستدعي منكِ أن تطلبي العلم .. وتتفقهي بفقه الدين والواقع سواء .. لتتعرفي على مكانتك ودورك في هذه الحياة .. وتعرفي ماذا يريدُ الله منكِ .. وما يجب عليك وأنت تمرين في جميع مراحل وأطوار حياتك: كبنت، وزوجة، وأم.
          يا ابنتي .. أنتِ لَبِنَةٌ في بناءٍ ضخم اسمه أمَّة الإسلام .. فاحرصي أن لا يُؤتى هذا البناء الضخم من قِبلك .. فتُحدِثين فيه ثَلْمَاً قد يصعبُ سدُّه .. واحتواء آثاره!
          يا ابنتي .. طلبُ العلم فريضة على كل مسلمٍ ومسلمةٍ .. وليس على الرجال من دون النساء ـ كما يُخيَّل للبعض! ـ حتى بتنا نعيش زماناً لا نكادُ نجد فيه عالمة أو داعيةً إلى الله .. وكأن هذا الدين هو للرجالِ من دون النساء .. وأن النبيَّ صلوات ربي وسلامه عليه قد بُعث للرجال من دون النساء!!
          يا ابنتي .. قد ورد عن النبي  صلى الله عليه وسلم أنه قال:" الدنيا ملعونةٌ ملعونٌ ما فيها؛ إلا ذِكرَ الله وما والاه، وعالماً ومتعلماً ". وبالتالي لكي تخرجي من ساحة الملعونين لا بد أن تكوني واحدة من اثنتين: إما عالمة أو متعلمة .. وذلك من المهد إلى اللحد .. إذْ لا مكان للجهل والجاهلين في الإسلام .. وأعني بالعلم هنا: قال الله .. قال رسولُ الله .. قال الصحابَةُ .. والتابعون لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين!
          يا ابنتي .. الجنة وجهنّم لم تُخلقا للرجال وحسب ـ كما يُخيَّل للبعض! ـ وإنما خُلقتا للرجال والنساء سواء .. وفي الحديث أن أكثر أهل النار من النساء .. وهذا يستدعي منك أن تتقي الله .. وأن تلتمسي كل ما يقربك من الجنة ـ من اعتقادٍ أو قولٍ أو عملٍ ـ فتأتيه .. وتلتزميه .. وتعضي عليه بالنواجذ .. وكل ما يقربك من النار ـ من اعتقادٍ أو قولٍ أو عملٍ ـ فتجتنبيه .. وتعتزليه، وتفرين منه!
          يا ابنتي .. قد كثر المنظِّرون .. والمتكلمون .. والمشفقون .. والمتفيهقون .. والمتعالمون .. فردي كلامهم .. ونظرياتهم وإشفاقاتهم كلها .. إلى الكتاب والسُّنَّة .. فما وافقهما فاقبليه ـ لا لأنه جاء من هذا الطرفِ أو ذاك وإنما لأنه حقٌّ قد باركته نصوصُ الكتابِ والسنة ـ وما خالفهما وعارضهما .. فرديه واضربي به عَرض الحائط أيَّاً كان صاحبُه أو قائله.
          فإن قيل لكِ: ما مذهبُكِ ..؟!
          قولي لهم: مذهبي ما تقومُ به الحُجَّة: قال الله .. قال رسولُ الله .. قال الصحابة .. فالمذهبُ الصحيحُ في اتباعِ الدليلِ الصحيح .. وما يُخالفه يُرد .. ويُضربُ به عَرض الحائط .. مهما علا كعب وشأنُ صاحبه!
          يا ابنتي .. المرءُ على دينِ خليلِه .. فاحرصي أن لا تُصاحبي إلا مؤمنةً تقية .. ولا تُجالسي إلا مؤمنة تقية .. تُذَكِّرُكِ إن نسيتي .. وتَنصَحكِ إن أخطأتي .. تُسَرُّ لسرَّائك، وتُساء لضرَّائك .. وتكون لك عوناً على تحمل ما يتعيَّنُ عليك القيام به نحو نفسك ودينكِ وأُمَّتك، وكل من له عليك حق.
          يا ابنتي .. يَغلُب ـ وللأسف ـ على مجالسِ النساءِ في هذا الزمان القال والقيل .. والخوض في سفاسِف الأمور .. وما لا يعنيهنَّ .. فترفَّعي عن ذلك كُلِّه .. لأن ضررَ تلك المجالسِ أكثر من نفعها .. هذا إن كان لها نفعاً .. واعلمي أن الوقتَ يمضي ـ وهو بِضعٌ منكِ ـ .. وما يمضي منه لا يعود .. ولتُسْألين عنه .. فاحرصي على استغلاله فيما ينفعك في دينك ودنياك، وآخرتِك!
          يا ابنتي .. الإنسانُ باهتماماته؛ فإن كانت اهتماماته رفيعةً كان رفيعاً وكبيراً .. وإن كانت اهتماماتُه وضيعةً كان وضيعاً بقدر وضاعة اهتماماته .. فاحرصي أن تكون اهتماماتُكِ رفيعةً .. وكبيرة .. وعامَّةً .. تهتمين لشؤون المسلمين وأحوالِهم .. ومصالِحِهم .. كما تهتمين لشؤونكِ الخاصَّةِ وأكثر .. فتألمين لآلامهم وضرَّائهم .. وتُسرِّين لسلامتهِم وسرَّائهم .. أينما وُجِدُوا وكانوا .. فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
          ليست العظمة أن يعيش المرءُ لنفسه .. ومصالحه وحسب .. فهذه أنانيةٌ يُتقنها كلُّ أحدٍ .. بل من البهائم من يُحسن فعل ذلك لنفسه .. وإنما العظمة أن يعيشَ المرءُ للآخرين .. ولمصالحهم ومنافعهم .. فأحبُّ عبادِ اللهِ إلى الله أنفعُهم للناس .. وهذا أمر لا يُتقنه إلا العظماء والأكابر من الناس .. وما أقَلّهم في هذا الزمان!
          يا ابنتي .. لكِ حقوق وعليك حقوق .. فاحرصي على أداءِ ما عليك من حقوقٍ كما تحرصين على تحصيلِ ما لك من حقوق .. فمنشأ الظلمِ والبغي عند كل طرف عندما يهتم بكيفية تحصيل ما له من حق .. بينما ما عليه من حق لا يحظى بشيء من ذلك الاهتمام!
يا ابنتي .. أوصيكِ ـ وبناتِ المسلمين ـ بلاآتٍ أربع: لا للشركِ وعبادةِ الطاغوت .. ولا لتركِ الصلاة .. ولا لخلعِ الحجاب .. ولا للاختلاط!
          فاجعلي من هذه اللاآت الأربع شعاراً لك في هذه الحياة .. واصبري وصابري عليها حتى الممات .. والموتُ آتٍ ليس ببعيد!
          أسألُ الله تعالى أن يحفظكِ .. وبنات المسلمين .. من كل سوء .. والسلام عليكنَّ ورحمة الله وبركاته.

عبد المنعم مصطفى حليمة

" أبو بصير الطرطوسي "
15/7/1428 هـ. 29/7/2007 م.


إرسال تعليق

 
Top