recent
آخر المشاركات

بَطنُ عمرو موسى والملَفِّ الرئاسي اللبناني


بسم الله الرحمن الرحيم

          الحمد لله، والصلاة والسلام على رسولِ الله، وبعد.
          ما كنت أود أن أكتب حول موضوع وساطة أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى فيما يخص الملف الرئاسي اللبناني، ولا حول زياراته المكوكية إلى لبنان التي أتعبنا والمراقبين بها .. من غير طائل يُذكر!
          لكن مؤخراً استوقفني منظر بطن عمرو موسى المتدَلِّي، الذي يكاد أن يُلامس ركبتيه .. ويعجز الحزام عن حمله ورفعه إلى أعلى .. فأدركت سرَّ هذه الزيارات المكوكية للأمين العام للجامعة العربية إلى لبنان .. وسر حماسه الزائد في أن يتبع الزيارة بزيارة أخرى .. وهو في كامل الفرح والسعادة .. والضحكات يمتلئ بها وجهه .. رغم المشاكل الجسام التي يُعاني منها لبنان!

          السر ـ باختصار ـ من وراء زياراته المكوكية المتكررة إلى لبنان .. هو انفتاح شهيَّة الرجل على المأكولات اللبنانية الشهية والطيبة .. التي لا يحظى بها في بيته ولا في أي مكانٍ آخر .. والتي يُتحَف ويُحاط بها عند كل زيارة من زيارته .. وطيلة فترة إقامته في لبنان .. مما يصعب عليه مفارقة لبنان الزمن الطويل .. فهو ما إن يودع لبنان وأهله إلا ويعدهم بزيارة قريبة .. ليقوم اللبنانيون بتجهيز الموائد الشهية واللازمة التي تتناسب مع مقامه كأمين عام للجامعة العربية!
          في كل زيارة من زياراته المكوكية .. تنشد الأنظار إليه .. وإلى الحلول العملية التي يقترحها على الأطراف المعنية في لبنان .. وإلى النتائج المتوقعة والمرجوة منها، إلا أنه في كل مرة يُفاجئنا بتصريحاته العامة التي لا طعم، ولا لون، ولا رائحة لها .. وبصورة لا تتناسب ولا تُكافئ تكاليف ومصاريف السفر .. ولا حتى طعم ولون ورائحة الطعام اللبناني الشهي الذي يتناوله!
          فمن تصريحاته المتكررة التي أتعبنا ـ والمراقبين ـ بها .. والتي لا تعني شيئاً .. والتي هي حصيلة زياراته المكوكية: الصعوبات في كل مكان وفي كل زاوية .. المسألة تحتاج إلى عمل كبير .. منسوب مستوى التفاؤل مرتفع .. لا بد من حلحلة العمل السياسي كخطوة نحو الحل .. لا بد من احتواء الأزمة اللبنانية .. مشكلة لبنان خطيرة وثقيلة وتحتاج إلى وقت .. لا بد من الارتقاء إلى أقصى حدود المسؤولية والوطنية لمعالجة هذا الظرف الدقيق والصعب .. والتصدي للخطر المحدق بلبنان .. ونحوها من العبارات والتصريحات العامة والمطَّاطة .. التي تعلّمها يوم أن كان وزيراً للخارجية في مصر .. والتي لا تعني في عالم السياسة .. والمنطق .. والقيادة .. سوى الهروب من المسؤولية .. ومواجهة الواقع .. والامتناع عن وضع النقاط على الأحرف التي تناسبها!!
          وإن كنا نأسف .. فإننا نأسف على مصاريف السفر التي تُنفَق على سفريات هذا الرجل .. والتي ـ في حقيقتها ـ يتكبَّدها الإنسان العربي الفقير .. كما نأسف على الولائم اللبنانية الشهية التي يُتحَف بها الرجل عند كل زيارة .. والتي تتعب السِّتَّات اللبنانيات بإعدادها .. لكن من دون طائل أو فائدة تُذكر!! 
          ومن جهتنا نود أن نصارح اللبنانيين، وكل المعنيين من الشعوب العربية بالأزمة الرئاسية اللبنانية، التي مضى عليها أشهر ومن دون أن تُحَل .. ولا تزال!
          أزمة الرئاسة اللبنانية بيد طرفين: الطرف الأمريكي الفرنسي السعودي، وعملاؤهم في الداخل من جهة .. والطرف الإيراني السوري، وعملاؤهم في الداخل من جهة ثانية .. وإلى أن يتفق الطرفان .. وتتقاسم المصالح والمكاسب بين الطرفين .. وبالتراضي بينهما .. ولو كان ذلك على حساب شعب لبنان وشعوب المنطقة كلها .. فحينئذٍ يمكن أن يختار لبنان رئيساً له .. وتنتهي الأزمة الرئاسية اللبنانية!
          أمَّا عمرو موسى .. فهو يُمثل جامعة مريضة ـ أو بالأحرى عمارة متآكلة تضم مجموعة من المكاتب والكراسي المهترئة ـ  مسلوبة الإرادة والهوية والأثر .. تعكس حقيقة وضعف وعجز وخيانة الأنظمة العربية المتسلطة الطاغية الحاكمة .. لا يقدر على شيء .. وليس بيده شيء .. ولا يُمثل شيئاً في عالم الواقع، والحلول العملية .. أقصى ما يملك بياناً يخطه على ورقة لا قيمة ولا أثر له في واقع الحياة .. فيا أهل لبنان وفِّروا على أنفسكم تلك الموائد .. وذاك النَّصب!
          ولعمرو موسى نقول ناصحين ومشفقين: احذر أن يقتلك بطنك .. أو تقتلك شهوة بطنك .. فلبنان ملغومة .. ومليئة بالمفاجآت!

عبد المنعم مصطفى حليمة

" أبو بصير الطرطوسي "
13/1/1429 هـ. 22/1/2008 م.


           
google-playkhamsatmostaqltradent