GuidePedia

0

بسم الله الرحمن الرحيم

          الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده، وبعد. 
          فقد كثر سؤال الإخوان عن شرعية " مشروع المصالحة الوطنية "، الذي طرحه " عبد العزيز بوتفليقة "، ويتبناه نظامه الحاكم في الجزائر .. حتى أصبح هذا المشروع من أبرز سمات واهتمامات النظام الحاكم .. وبخاصة أن من دعاة ومشايخ الفضائيات من دخل طواعية على الخط؛ فبارك المصالحة بصورتها التي يتبناها النظام الحاكم .. وزكاها .. ودعا إليها .. وأثّم وجرَّم المجاهدين الذين لا ينصاعون إليها، ولا يتركون جهادهم من أجلها ..

كان من أبرز هؤلاء الدعاة .. ذاك صاحب التفسير؛ الذي فسَّر القرآن الكريم .. وتشكّر طاغية الجزائر على جهوده .. وحسن استقباله له .. ودعاه بالرمز الوطني .. والكبير .. الذي يجب على الشعب الجزائري المسلم .. أن يدخل في طاعته .. وفي سِلمه .. وسِلم حكمه وشرعه .. ونظامه العلماني الديمقراطي الشعبي .. مما زاد الطين بلّة .. وقوَّى من شوكة الظالمين المجرمين .. على المسلمين .. وبخاصة منهم المجاهدين .. طليعة الأمة وشرفها .. وبقية الخير فيها!
          لا أدري هذا الداعية المفسّر.. كيف فسّر في تفسيره، قوله تعالى:) وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ (هود:113. وقوله تعالى:) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (القلم:9. وقوله تعالى:) وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً . إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً (الإسراء:74-75.
كيف فسَّرَ الآيات ذات العلاقة بقصّة " بلعام " الذي آتاه الله الآيات .. فانسلخ منها بسبب دعائه لقومه الكافرين على المجاهدين المسلمين .. فقال تعالى فيه:) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (الأعراف:176.
كيف فسَّرَ ويُفسِّر مئات الآيات التي تحض على جهاد الطغاة المجرمين الآثمين .. وعلى مفاصلتهم .. والبراء منهم ومن جندهم؟! 
أتى أبو سفيان على سلمان وصهيب وبلال في نفرٍ، فقالوا: والله! ما أخذت سيوفُ الله من عُنقِ عدوِّ الله مأخَذَها! فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخِ قريش وسيدهم؟! فأتى النبيَّ r فأخبره. فقال r:" يا أبا بكر لعلك أغضبتَهُم؛ لئن كنت أغضبتَهُم لقد أغضبتَ ربك ". فأتاهم أبو بكر فقال: يا إخوتاه! أغضبتُكم؟ قالوا: لا؛ يغفر الله لك يا أُخَيُّ! مسلم.[[1]].
فكيف بمن يُغضِب المجاهدين .. المطاردين في الجبال .. الذين يلتحفون السماء .. ويفترشون الأرض والصخور في سبيل الله .. من أجل طاغية .. بل وينصر الطاغية عليهم؟!
بماذا أنت مجيب يوم القيامة ـ يا أيها المفسِّر لكتاب الله ـ إن قال لك الرب I يوم القيامة: لماذا أغضبت عبادي المجاهدين .. من أجل طاغية .. يُعاديني .. ويُعلِن الحرب عليَّ وعلى شَرعي .. وعلى عبادي المؤمنين؟!
أعدَّ الجواب من الآن .. وما أظنك بقادر!
كل هذا وذلك مما حملني على الكتابة في هذا الموضوع إحقاقاً وانتصافاً وانتصاراً للحق .. وإبطالاً للباطل .. وأداء للأمانة وواجب النصح .. ولو كره المجرمون .. والمنافقون .. وبلاعمة العصر من مشايخ ودعاة السوء!
ابتداءً: فما هي المصالحة المنشودة كما يراها النظام الجزائري .. وكما يراها ويدعو إليها حاكم النظام الجزائري " بوتفليقة " .. ويُلزِم المجتمع الجزائري بها .. والتي باركها ويدعو إليها شيوخ وبلاعمة العصر؟
من خلال مراجعة وثيقة " مشروع الميثاق من أجل السلم والمصالحة الوطنية "، التي تُحدد سمات ومعالم وشروط هذه المصالحة .. نجد أن المصالحة التي ينشدها النظام الجزائري وحاكمه تتضمن النقاط التالية:
1- أن يتخلى المجاهدون عن جهادهم، ويُجرّموا أنفسهم وجهادهم ودينهم .. ويتوبوا ويتبرأوا من ماضيهم الجهادي الذي هو جزء من دينهم .. وهذا شرط!
2- أن يدخلوا طواعية في دين وشرع النظام الجزائري العلماني الكافر .. نظام الجمهورية الديمقراطية الشعبية .. وبتعبير آخر: أن يدخلوا في دين الملِك .. دين الطاغية .. ويعترفوا بشرعيته وشرعية حكمه ونظامه .. وعلى مبدأ الطغاة والمجرمين الأوائل، كما قال تعالى عنهم:) لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا (إبراهيم:13.
3- لا يمكن توجيه الاتهام في أي جريمة أو مجزرة حصلت للشعب الجزائري المسلم .. لضباط الأمن الجزائري .. بقايا ومخلفات الاستعمار الفرنسي .. فهم مبرأوون ومنزهون .. وفوق المساءلة .. والطرف الوحيد المتهم الذي يُسأل ويُحاسَب .. ويُلام .. في أي مجزرة حصلت للشعب الجزائري .. هو طرف المجاهدين .. أو الطرف الإسلامي!
4- المجاهد الذي ينزل من الجبال .. ويضع السلاح .. ويدخل في الطاعة والموالاة للطاغية ونظامه طواعية .. يُسمح له بالعيش مع أهله كبهيمة .. وكشيطان أخرَس .. يحق له الأكل والشرب فقط .. مع التأكيد على حرمانه من حرياته الأساسية، وكامل حقوقه السياسية .. فهو متهم .. ومجرَّم .. وغير مؤتمن .. طيلة حياته .. وما بقي على قيد الحياة!
5- من أهداف هذه المصالحة الاستقواء بمن استسلم .. ودخل في الطاعة والولاء .. على من استعصى عليهم من المجاهدين، ولا يزال مرابطاً في الجبال .. وعلى قدر ما يتعاون هذا المجاهد المستسلم لأجهزتهم الأمنية الظالمة .. ضد من كان معهم في الجبال من المجاهدين .. ويمدهم بالمعلومات عنهم .. على قدر ما يُقرَّب من الظالمين .. ويُمَد له في العطاء والمِنَح .. لكن مهما عظم هذا العطاء .. فهو لا يرقى إلى درجة أن يمنح كامل حريته وحقوقه .. بما في ذلك حق ممارسة الأنشطة ذات الطابع الدعوي والسياسي! 
6- تخلو وثيقة المصالحة من أي إشارة إلى ضرورة تحكيم شرع الله تعالى في الجزائر .. وفي جميع مرافق ومؤسسات الحياة الجزائرية .. مطلب المجاهدين .. ومطلب جميع الشعب الجزائري المسلم .. كما تخلو من أي مطلب يُمثِّل طرف المجاهدين أو الأطراف المناوئة للنظام الحاكم .. فهي وثيقة مليئة بالإملاءات والشروط الإذلالية التي تمثِّل طرفاً واحداً .. وهو طرف النظام الحاكم فقط!
هذه هي المصالحة التي يعنيها " بوتفليقة "، ويدعو إليها .. ويُكثر ونظامه من الدندنة حولها .. والتي أصَمَّ مسامعنا بها .. وهي في حقيقتها ليست مصالحة .. وإنما هي انخلاع وخروج من دين الله .. ودخول في دين ونظام وشرائع الطاغية .. والإنضمام إليه في حربه على من تبقى من المجاهدين .. ومن دون أدنى مقابل .. يُقدَّم للشعب الجزائري المسلم المكلوم!
ماذا قدَّمت هذه المصالحة للمجتمع الجزائري .. ودين الله تعالى يُحارب من أجهزة النظام الحاكم جهاراً نهاراً؟!
والدعاة إلى الله تعالى .. الذين لم يدخلوا في دين الطاغية .. محاربون .. ومحاصرون .. ومطاردون .. يُمنعون من أدنى حقوقهم المدنية .. حتى حقهم في الحديث إلى الناس يُمنعون منه .. ويُجَّرمون عليه لو فعلوا .. الشيخ علي بلحاج مثال على ذلك!
تحول المجتمع الجزائري إلى أوكار آمنة للجواسيس والمخابرات الأمريكية والغربية .. على مرأى ومسمع ورضى وترخيص من النظام الجزائري!
الشباب الجزائري .. أصبح يُؤثر المخاطرة والمغامرة عبر البحار .. هرباً من البطالة .. والفقر .. والفساد المستشري في جميع جوانب ومناحي المجتمع الجزائري!
المجتمعات والدول تتحدث عن الآلاف من العاطلين عن العمل .. والجزائر يتحدث عن الملايين من شبابه العاطلين عن العمل .. وهؤلاء ليس لهم من النظام الجزائري .. ومن خطة المصالحة المنشودة .. سوى مزيد من ترويج الفساد والدعارة .. وتجارة الحشيش والمخدرات!
أي مصالحة يتحدث عنها النظام الجزائري .. ويضحك بها على الناس .. وهو ـ في واقعه ـ لم يصطلح مع الناس .. ولا مع رب الناس!
وأنا من جهتي أقترح بندين للمصالحة للجزائرية .. بهما أضمن نجاح المصالحة بأقصر طريق وأقرب وقت ممكنين بإذن الله .. وأنا أعني ما أقول، هما:
1- أن يُعلن النظام الجزائري على لسان حاكمه ـ صادقاً غير كاذب ـ عن موافقته على تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع مؤسسات ومرافق المجتمع الجزائري.
2- أن يُعلن النظام الجزائري على لسان حاكمه ـ صادقاً غير كاذب ـ عن وضع خطة عملية واقعية ـ بمشاركة العلماء المخلصين الشرفاء من أبناء الجزائر ـ في كيفية محاربة مظاهر الفساد المتفشية في المجتمع الجزائري، سواء منها: الفساد السياسي، أو الفساد الاقتصادي، أو الفساد الاجتماعي والأخلاقي، أو الفساد الإداري .. كما تتضمن الخطة تطهير المجتمع الجزائري من أوكار المخابرات والجواسيس الأمريكية وغيرها .. وإيقاف التدخل الأجنبي بشؤون الجزائر .. تحت أي ذريعة كانت!
هذا هو مطلبنا يا بوتفليقة لا أكثر ولا أقل .. لا نريد منك ومن نظامك غير هذين المطلبين فقط .. وهو مطلب جميع الشعب الجزائري المسلم .. بما فيهم الأبطال المرابطين في الجبال .. وبذلك نضمن لك ولغيرك تحقيق المصالحة الحقيقية .. بأيام وأسابيع بإذن الله .. وليس بسنين طويلة كما هو الحال؛ يأكل النظام بها .. ويعتاش .. وتكون مُتَّكأ وذريعة للحاكم في أن يرشّح نفسه لحكم البلاد أكثر من مرة .. وكأن المصالحة .. مشروعاً نهضوياً شاملاً .. يستغرق من النظام الحاكم تلك السنين العِجاف؟!
أصبحت المصالحة التي ينشدها بوتفليقة .. كابوساً .. وذريعة ومبرراً لارتكاب مزيد من الفساد والجرائم .. في جميع مرافق الحياة الجزائرية .. وعلى جميع المستويات .. بدلاً من أن تكون العكس!
أنا أزعم وأدعي أن بوتفليقة لا يريد تحقيق المصالحة الوطنية للشعب الجزائري .. وذلك لسببين:
أولهما: أنه أتى البيوت من غير أبوابها .. ومشروعه الوطني المطروح للمصالحة .. هو مشروع للصراع .. وتأجييج مزيد من الصراع .. يمثّل إملاءات وشروط النظام الإذلالية وحسب .. ويتجاهل كلياً أسباب الخلاف والنزاع .. فضلاً عن كونه يضع خطة لمعالجة هذه الأسباب .. وما كان كذلك لا يصح لغة ولا شرعاً ولا عقلاً أن يُسمّى مشروعاً للمصالحة!
ثانياً: لو تحققت المصالحة الحقيقية .. وبوقت وجيز .. فماذا سيكون البرنامج الانتخابي القادم لبوتفليقة .. وما هي الذرائع والمبررات التي تحمله على ترشيح نفسه لحكم البلاد أكثر من مرة .. وهو لا يملك ما يتكئ عليه غير موضوع المصالحة!
لأجل ذلك .. ولأن بعض المفسدين النفعيين .. من مخلفات وبقايا الاستعمار الفرنسي .. مستفيدون من إطالة أمد المصالحة .. والاتكاء على موضوع المصالحة .. قلت وأقول: النظام الجزائري لا يريد المصالحة .. وإنما يريد مزيداً من الحرب .. والقتال .. ومزيداً من إضاعة الوقت تحت مسمى وذريعة المصالحة!
مرة ثانية نكرر ـ حتى لا يحسب النظام الجزائري أننا من دعاة الحرب لمجرد الحرب والقتال، وأنه وجنرالاته يحبون المصالحة والسلام من دون المجاهدين ـ ها قد بينا مطلبنا في النقطتين المذكورتين أعلاه، وهو مطلب شرعي .. ومطلب جميع العقلاء والشرفاء من أبناء الشعب الجزائري المسلم الحر .. إن كنتم صادقين في تحقيق المصالحة الحقيقية!
فأن أبيتم .. وأخذتكم العزة بالإثم .. ورفضتم الانصياع لحكم الله تعالى .. ولرغبة وإرادة الشعب الجزائري المسلم ـ وهو المتوقع منكم ـ فرجاؤنا منكم أن تخرسوا .. وأن لا تتكلموا عن المصالحة .. لأن حديثكم عن المصالحة حينئذٍ سيفسره الشعب الجزائري المسلم .. على أنه كلمة حق أريد بها باطل .. أريد بها إذلال الأحرار .. وتعبيدهم للطاغوت .. وشرائعه وأهوائه!
اسمع يا بوتفليقة ـ لعلك لا تعرف شعبك جيداً ـ: الشعب الجزائري .. شعب مسلم متدين .. يحب الإسلام .. ولاؤه وهواه ـ حتى الفاسق منهم ـ مع الإسلام .. يريد أن يحكمه الإسلام .. وأن يعيش الإسلام في جميع مرافق وشؤون حياته .. فإن وقفت ومن معك من جنرالات وعجائز الجيش؛ بقايا ومخلفات الاستعمار الفرنسي .. عقبة كأداء في طريقه تمنعونه من حقه، ومن تحقيق ما يصبو إليه .. فمن حقه الشرعي حينئذٍ أن يعمل على إزالتك .. وإزالة نظامك الكافر المعاند والمحارب لله ولرسوله، وللمؤمنين .. ويعيش النظام الإسلامي الذي يُحب ويرضى .. وهذا مالا خلاف عليه بين أهل العلم قاطبة؛ المتقدمين منهم والمتأخرين .. وما شذ ويشذ عنهم إلا البلاعمة من مشايخ السوء .. والذي لا يخلو من وجودهم عصر من العصور .. وشذوذهم هذا لايؤبَه له .. قاتلهم الله أنَّى يُؤفكون!
فإن حصل بعد ذلك ما يُسيئك .. ويُسيء زبانيتك وبطانتك .. من بقايا ومخلفات الاستعمار الفرنسي .. فلا تَلومُنَّ حينئذٍ إلا أنفسكم!
وإنها لمناسبة في الختام أن أوجه كلمة لإخواني المجاهدين .. ولعلمائهم العاملين من أبناء الجزائر ـ حفظهم الله ـ فأقول: الله .. الله .. في الشعب الجزائري المسلم .. لا تجمعوا عليه سيفين: سيف النظام الحاكم .. وسيفكم .. أقيلوا عثراتهم .. توسَّعوا في التأويل لهم ما أمكن لذلك سبيلاً .. انشدوا سياسة ومنهج الرفق معهم .. كونوا لهم آباءً .. وإخواناً .. وأبناءً .. احرصوا وحافظوا صادقين على دمائهم وحقوقهم وحرماتهم .. الشعب الجزائري المسلم ـ كما خبرته في بلاد المهجر ـ ليس عدواً .. حتى الفسّاق منهم .. الذين يُقارِعون الخمر .. وجدتهم يحبون الله ورسوله r .. وعاطفتهم مع الإسلام .. وإذا ما ذُكِّر أحدهم بالله .. سرعان ما يتوب ويُنيب!
المشكلة ليست مع الشعب الجزائري المسلم الحر .. وإنما المشكلة مع الجنرالات من بقايا ومخلفات الاستعمار الفرنسي .. الذين يسهرون على حماية مصالح .. وسياسة .. وقوانين .. وشرائع أسيادهم في بلاد الغرب .. فالمشكلة مع هؤلاء .. وهؤلاء وحسب .. لا يجوز أن تتعداهم إلى ما سواهم .. واعلموا أن النظام الحاكم .. يعمل جاهداً على أن يُظهِر للرأي العام .. بأن مشكلة المجاهدين وعلمائهم مع الشعب والناس .. مع المجتمع الجزائري كله .. وليس مع النظام الحاكم، وجنرالاته المتسلطين والمتنفذين .. وهو لا يتردد في أن يُجيِّر أي خطأ يقع فيه المجاهدون لصالح هذا الغرض الخبيث .. بل أحياناً لا يتورَّع هو ذاته بأن يقوم بأعمال إجرامية مشينة بحق الشعب الجزائري المسلم .. ليرميها بساحة المجاهدين .. ويتهمهم بها .. لعلمه أن هذه السياسة الخبيثة هي وحدها الكفيلة بتنفير الناس عن المجاهدين .. بل وتجنيدهم ضد المجاهدين .. فالحذَر الحذَر أن تُؤتَوا من قِبل هذا المكر والغدر .. حفظكم الله .. وسدد خطاكم لما فيه خير البلاد والعباد .. وخيرَي دينكم ودنياكم .. وتقبل الله منكم جهادكم .. وصبركم .. ورباطكم .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وصلى الله على محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم.

عبد المنعم مصطفى حليمة

" أبو بصير الطرطوسي "

24/4/1430 هـ. 20/4/2009 م.





   

 



[1] قال النووي في الشرح 16/66: هذا الإتيان لأبي سفيان كان وهو كافر في الهدنة بعد صلح الحديبية ا- هـ. قلت: لعل هذا الإتيان لأبي سفيان كان قبل إسلامه بقليل؛ في وقت انقضاء الهدنة وقبل فتح مكة بزمن يسير؛ وهو يراجع النبيَّ r، ويسأله تمديد الهدنة والأمان لنفسه ولقريش من جديد .. لأنه لا يُعرَف لأبي سفيان أي احتكاك بالصحابة ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ بعد صلح الحديبية إلا في ذلك التوقيت، وفي تلك المناسبة .. والتي أسلم بعدها مباشرة، وكان ذلك قبل فتح مكة بقليل .. وكأن مقولة أبي بكرٍ t عن أبي سفيان كانت من قبيل تأليف قلبه على الإسلام .. وقد يكون هذا الذي حصل بعد إسلامه بقليل .. وقبل أن يشتهر إسلامه بين الصحابة .. مما يُعين على هذا الفهم مقولة أبي بكر t عن أبي سفيان .. إذ لو كان أبو سفيان لا يزال على الكفر والعناد، لما قال فيه أبو بكر الصديق t ما قال .. ولو كان إسلامه معلوماً وظاهراً لما قال الصحابة فيه ما قالوا، والله تعالى أعلم.


إرسال تعليق

 
Top