بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، وبعد.
أدرَك الشيعةُ الروافض .. تخلَّف خطابهم الديني .. وأنه بحكم مخالفته للنقل والعقل .. قد فقد تأثيره على الناس .. بل هو خطاب منفِّر .. ترفضه ذوي الفطر والعقول السليمة .. لا يمكن الإصغاء إليه لو ابتدأوا به الناس .. وبالتالي لا بد لهم من منهج جديد يمكن الإصغاء إليه .. ويكون سبباً في رفع أسهمهم وإقبال الناس عليهم .. ومن ثم يكون سبباً في ترويج التشيع والرفض بين الناس، وبخاصة في المناطق والبلاد التي تُعرَفُ بجهل أهلها بعقيدة التشيع والرفض .. وجهلهم بما يضمره الشيعة الروافض من كيد وشَرٍّ على الأمة، والإسلام والمسلمين، وبخاصة منهم الرعيل الأول من الصَّحبِ الكرام رضي الله عنهم أجمعين.
فما هو هذا المنهج الجديد المتَّبَع لديهم في تصدير التشيّع والرفض، وبسط نفوذِهم في بلاد المسلمين ..؟!
يتلخص هذا المنهج في النقطتين التاليتين:
أولهما: اعتماد الخطاب السياسي الحماسي .. القائم على الندية لأمريكا ودول الغرب .. ومن ذلك تصريحات قادة قم وطهران التصعيدية الاستعلائية .. ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية .. والتي تستميل الشعوب العربية والإسلامية، وتدغدع مشاعرهم وعواطفهم!
لقد أدرك قادة التشيع والرفض في قم وطهران فاعلية هذا الخطاب والأسلوب .. وأنه كفيل بأن يصرف وجوه وقلوب الناس إليهم .. وإلى سياساتهم .. ومن ثم إلى التشيع والرفض .. ليكتمل لهم ولاء الناس .. والتي تُعد المرحلة الأخيرة ما قبل التدخل السياسي والعسكري والطائفي المباشر .. بشؤون المسلمين .. ودينهم .. وبلادهم .. وقد نجحوا .. وتحقق لهم الكثير من ذلك في عدد من البلاد العربية والإسلامية!
أدرك قادة التشيع والرفض .. أن تصريحاً سياسياً حماسياً واحداً في مؤتمرٍ أو تجمعٍ دولي .. يدغدغ مشاعر الشعوب المقهورة والمعتدى عليها من قبل أمريكا وحلفائها .. ولو كان كذباً ونفاقاً .. أفضل لهم .. وهو أبلغ أثراً ـ من جهة تصدير التشيع والرفض ـ من نشاط ودعوة مئات الآيات من رجال دينهم ـ على مدار عشرات السنين ـ وهم يدعون إلى التشيع والرفض بطريقتهم التقليدية[[1]].
لذا نلحظ بين الفينة والأخرى .. بعض قادة وآيات قم وطهران .. ومعهم عميلهم وصنيعتهم المدلل حزب الله اللبناني .. يصرحون ـ مجرد تصريح ـ بأنهم سيزيلون إسرائيل من الوجود .. وأنهم مع الفلسطينين في جهادهم ضد الصهاينة اليهود .. وأنهم يشككون بحصول الهيلوكوس لليهود .. وأحياناً يُصعدون اللهجة ضد أمريكا ودول الغرب .. والإمبريالية .. وقوى الاستكبار .. ليشغلوا الإعلام بالدعاية لهم ولطائفتهم .. ثم كلما خبا تصريحٌ وذهب صداه .. وقلّت فاعليته .. أتبعوه بتصريح .. بل وتصريحات جديدة .. حماسية .. عن الصهاينة .. والإمبريالية .. وقوى الاستكبار .. ليبقى الناس في ذكرهم .. ومدحهم .. ومحل إعجاب بهم .. لعلمهم أن إعجاب الناس بهم وبسياساتهم .. هي الخطوة الأولى والأساس نحو تشييع هؤلاء الناس وإضلالهم عن دينهم!
كم من مثقف مشهور ـ من بني جلدتنا ـ بهرته السياسة الإيرانية الرافضية .. الآنفة الذكر .. لا يقبل أي كلمة نقد تُقال عن الشيعة .. والتشيع والرفض .. لزعمه أن هذا النقد سيصب في خانة العدو الإمبريالي والصهيوني .. الذي تتصدى إيران لمواجهته .. وهذا مطلب هام من مطالب آيات وأحبار قم وطهران .. طالما سعوا لتحقيقه!
وهم ـ كطائفة قائمة على التَّقية والتلون والكذب ـ لا يفوتهم في المقابل .. أن يصرح فريق آخر منهم .. بتصريحات مضادة ومخالفة لتصريحات الفريق الأول الذي يتبنى سياسة التصعيد والمواجهة مع الإمبريالية .. فيصرحون بأنهم لا يريدون إزالة دولة إسرائيل .. وأنه لا توجد مشكلة لهم مع الإسرائيليين .. ويعترفون بضحايا اليهود في الهيلوكوس .. وضرورة الانفتاح والتفاهم مع أمريكا والغرب .. ويُعرّفون على أنفسهم بأنهم ليبراليون وانفتاحيون .. بخلاف المحافظين من الفريق الأول .. ولكلٍّ منهما دوره المرسوم .. الذي لا يمكن أن يخرج عن توصيات وتعليمات مرشدهم خامنئي نائب الإمام الغائب .. كما يزعمون .. ليهدئوا من روع أمريكا ودول الغرب .. وليقولوا لهم: تصريحات الفريق الأول التصعيدية .. إنما هي تكتيكية واستهلاكية .. للضحك والاحتيال على الشعوب الضالة الجاهلة .. ومن أجل مآرب مذهبية وثقافية خاصة كما يُسمونها .. أما في الحقيقة .. فنحن وإياكم أصدقاء .. وحبايب .. ويد واحدة على من سوانا .. وهناك عوامل استراتيجية هامة تجمعنا .. منها: التحالف الاستراتيجي ضد أي عمل إسلامي جهادي راشد .. يستهدف استئناف حياة إسلامية راشدة .. يهدد مصالحنا ومصالحكم في بلاد المسليمن .. بزعم التعاون على مواجهة الإرهاب والإرهابيين!
وإلا فقولوا لي: كيف نوفق بين خطابهم العدائي لأمريكا المزعوم .. وهم في نفس الوقت يتحالفون مع أمريكا .. ومع حلفاء ورجال أمريكا ـ ككرزاي أفغانستان وزردار باكستان ـ ضد المسلمين المجاهدين .. الذين يُجاهدون ويُقاتلون الأمريكان في أفغانستان والعراق .. والباكستان .. وغيرها من المناطق!
قولوا لي: كيف نوفق حصر مشكلة أمريكا ودول الغرب مع إيران .. حول مشروعها النووي وحسب .. وما سوى ذلك من الملفات الساخنة في المنطقة فهم في قمة التفاهم والتآلف، والتعاون .. وأمريكا من أجل هذا التفاهم والتعاون حول تلك الملفات الساخنة والهامة بالنسبة لأمريكا ودول الغرب .. نجدها ـ أي أمريكا ومعها دول الغرب ـ لا تقوى .. ولا تريد أن تمارس مزيداً من الضغط والعقوبات ضد إيران .. وإيران تُدرك ذلك .. لذا فهي ماضية في مشروعها النووي إلى نهايته .. إلى أن تُصنّع القنبلة الذرية ـ هذا إن لم تكن قد صنعتها وانتهت ـ من دون أن تبالي أو تكترث للمجتمع الدولي .. ونداءاته!
إيران تحرص على استمرار الحرب في أفغانستان إلى أكبر زمن ممكن .. وعلى إشغال أمريكا ومعها المجتمع الدولي في المستنقع الأفغاني .. كما شغلتهم من قبل ـ ولا تزال ـ في المستنقع العراقي .. وذلك لأسباب عدة:
منها: حماية طائفة الهزارة الرافضية الموجودة في أفغانستان .. وتضخيمها وتكبيرها .. وتقويتها .. وتعميق دورها كأقلية في قيادة أفغانستان والحياة الأفغانية .. وهذا يحتاج إلى زمن .. وإلى وجود القوات الدولية التي تحمي هذه الطائفة بطموحاتها ومخططاتها ومآربها!
ومنها: أن تقوية طائفة الهزارة .. وتكبيرها .. وتمكينها من البلاد والعباد .. يُعطي لإيران فرصة حقيقية وعملية للتدخل بصورة مباشرة أكثر في الشأن الأفغاني .. كما يُعطيها فرصة قوية على تصدير مذهب التشيع والرفض إلى الساحة الأفغانية .. مستغلة ضعف .. وحاجة .. وفقر الناس .. وهذا لا يمكن أن يتحقق لها إلا مع استمرار الحرب في أفغانستان .. ومع استحمار المجتمع الدولي في المستنقع الأفغاني .. للمآرب الإيرانية!
ومنها: إشغال المجتمع الدولي .. وإلى درجة الإنهاك .. في المستنقع الإفغاني .. كما أنهكته من قبل في المستنقع العراقي .. عن مشروعها النووي العسكري الاستراتيجي .. ولكي يتحقق لإيران ذلك فهي تقدم للمجتمع الدولي كامل التعاون والتسهيلات المعلوماتية وغيرها .. لتعمق غرق المجتمع الدولي في المستنقع الأفغاني .. ولكي تضطر المجتمع الدولي ـ في النهاية ـ إلى أن يستغيث بها .. وبمساعداتها الضرورية .. وهو يُمارس عملية الإغراق .. والإنهماك .. والضياع .. لكن هذا لن يكون من دون ثمن .. منه تمرير المشروع النووي العسكري!
ومنها: قتل المسلمين السنة .. وتفقيرهم .. وتجهيلهم .. ووأد أي أمل أو عمل إسلامي راشد يستهدف قيام دولة راشدة لهم .. قد تكون عقبة أمام التوسع والطموحات الإيرانية الشيعية في المنطقة والعالم .. وهذا جميل بالنسبة لإيران أن يتم على يد غيرها .. على يد المجتمع الدولي .. وبخاصة منه راعية الكفر والإرهاب أمريكا .. ومن دون أن تتكلف هي بخسارة أي شيء!
وبتعبير آخر .. فإن إيران الصفوية قد نجحت في استحمار المجتمع الدولي .. وفي استخدامه كطنبر لمآربها السياسية والطائفية والعسكرية .. في كلٍّ من العراق وأفغانستان .. كما نجحت من قبل ولا تزال .. في استحمار واستخدام بعض شيوخ السنة المغفلين المبهورين بالسياسة الصمودية لإيران وعميلها المدلل في لبنان .. كطنابر في تصدير التشيّع والرفض إلى بلاد المسليمن!
هذا الدور الخبيث .. القائم على التلون والتذبذب .. والكذب والنفاق .. والتقية .. أدركه قادة وآيات شيعة العراق .. وبتنسيق مع آيات الرفض والتشيع في قم وطهران .. حيث أن فريقاً منهم يسير ظاهراً وباطناً في العمالة مع الغزاة الأمريكان .. وفريق آخر يحسب حساب العواقب والمآلات .. يسير ظاهراً ـ لا باطناً ـ ضد الغزو الأمريكي .. ويزعم تأييده للمقاومة .. ويُخرِج المظاهرات السلمية في الشوارع .. التي يهتفون فيها .. لا .. لا .. لأمريكا!
حقّاً يصدق فيهم المثل القائل: يقتلون القتيل .. ثم يخرجون في جنازته .. كما فعلوا من قبل: فقتلوا الحسين رضي الله عنه .. ثم بكوا عليه .. يخونون .. ويتعاملون مع العدو .. ضد الأمة وأبنائها .. ثم في المقابل يصيحون ـ في الظاهر للاستهلاك المحلي ـ لا .. لا .. للعدو .. نعم .. نعم .. للمقاومة!!
دينهم القائم على التَّقية .. والتلوّن .. والكذب والتكذيب .. يسمح لهم أن يمسكوا العصا من وسطها .. وأن يقفوا في المنطقة الرمادية .. وفي أي منطقة شاؤوا .. مذبذبين بين ذلك؛ لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء .. وهم دائماً أقرب للفريق الذي يحقق مصالحهم ومآربهم الطائفية الرافضية بصورة أكبر .. لذا كانوا عبر تاريخهم كله الحافل بالخيانة والغدر والتآمر .. مع العدو .. ومع الغزاة المعتدين .. على الأمة .. ودينها .. وأبنائها!
ثانياً: أدرك قادة وآيات التشيع والرفض أن أي دعوة يُراد تصديرها للآخرين .. ويُراد لها أن تسود في البلاد وبين العباد .. لا بد من أن تُحاط بسياج من القوة الحقيقية .. التي تزيل العقبات أمامها .. وتردع من يفكر في أن يقف عقبة أمامها .. وتُجبر الآخرين على احترامها[[2]].
كما أدركوا أن الشعوب المقهورة .. المستضعفة المغلوب على أمرها .. ـ كما هو حال غالب الشعوب الإسلامية ـ لا يمكن أن تلتف إلا حول قوي تعتقد فيه أنه يمكن أن يسترد لها بعض حقها .. وكرامتها .. فالباطل القوي يحقق من السيادة والتمكين .. والهيمنة في الأرض .. مالا يحققه الحق الضعيف .. المستضعَف .. وهي بعد أن يتحقق لها هذا الالتفاف وهذا التمكين .. يسهل عليها جداً تصدير التشيع .. وتشييع الناس .. ومن لا يأتي معهم ـ حينئذٍ ـ بالترغيب والإغواء .. يأتون به بالترهيب والإكراه!
أدرك قادة وأيات وأحبار الرفض والتشيع هذه الحقيقة .. لذا هم منذ أن قامت ثورتهم في إيران .. وهم في انهماك وعمل دؤوبين لا يتوقفان .. من أجل تطوير برامجهم التسليحية والعسكرية .. إلى درجة أنهم وصلوا إلى مرحلة تصنيع القنبلة النووية .. إن لم يكن قد صنَّعوها وانتهوا منها .. لكن لم يحن وقت الإعلان عنها[[3]].
عُرِضَت على إيران من قِبل المجتمع الدولي جميع العروض والإغراءات .. والامتيازات ـ التي لا تحلم بها دولة من دول المنطقة ـ مقابل أن تُوقف نشاطها النووي العسكري .. فأبت ورفضت .. كما أنها استهانت واستخفت بجميع التهديدات الموجهة لها .. رغم انعكاساتها السلبية على المستوى المعيشي لأفراد شعبها .. وذلك لشعورها بأهمية المشروع النووي لها كدولة شيعية تسعى لبسط نفوذها ومذهبها في المنطقة ـ وتطمح في أن تُعيد أمجاد الدولة الصفوية من جديد ـ والتي من دونه لا يُمكن أن تُحقق من ذلك شيئاً!
إيقاف المشروع النووي العسكري الإيراني .. يعني إيقاف التوسع والتمدد الشيعي الرافضي .. ويعني إيقاف تصدير الثورة الإيرانية ومذهبها الرافضي الشيعي إلى دول المنطقة .. وهذا من المستحيل على دولة عقائدية طائفية لها طموحاتها المتعددة في المنطقة .. كإيران .. أن ترضى به .. ولو كان في ذلك هلاك غالبية الشعب الإيراني .. لذا كان من جملة تصريحات آيات وأحبار قم وطهران أن الحوار الحقيقي حول المشروع النووي الإيراني مع أمريكا والمجتمع الدولي .. يكون بعد أن تنتهي إيران من تصنيع القنبلة النووية .. حيث بعد ذلك تضَع المجتمع الدولي تحت الأمر الواقع .. وتجلس مع الأطراف الدولية الأخرى كند يُحسَب له حسابه .. وليس كطرف تُملى عليه الشروط .. أو يُتكلم معه بطريقة غير لائقة!
هذا الذي أشرت إليه أعلاه حصل منه الشيء الكثير .. وهو في كل يوم يظهر وتتبلور معالمه أكثر فأكثر .. والمسألة بالنسبة لإيران ـ كما ذكرت في مقال سابق ـ مسألة وقت لا أكثر .. وستذكرون ما أقوله لكم!
إيران .. تسعى وتخطط ـ لأن تُصبح إمبراطورية فارسية .. وقوة عظمى .. يصعب تجاوزها .. أو تجاهلها في أي قرار دولي كبير .. تعيد أمجاد الدولة الفارسية المجوسية السابقة ـ ما قبل الإسلام ـ لما كان نصف العالم خاضع لسيطرتها ودولتها .. حيث أن جميع الظروف والمعطيات والأحداث المحلية والعالمية الحالية .. في صالحها .. وهي تُساعدها على تحقيق ذلك .. ما لم تحصل صحوة إسلامية وعالمية جادة .. تُوقف خطر الزحف والتوسع الصفوي الشيعي الإيراني.
المجتمع الدولي في غفلة وانهماك في مشاكله الاقتصادية .. ومشاكله في العراق وأفغانستان .. ومع كوريا الشمالية .. وغيرها من المناطق .. وهذا مما يُتيح للطرف الصفوي الإيراني أن يتمدد .. ويتسلل .. ويتضخم .. ويُكمِل مشروعه ومخططاته النووية العسكرية .. بعيداً عن الرقابة .. وعن أي ضغط فاعل ومؤثر!
أما فيما يتعلق بالمجتمعات العربية والإسلامية .. فهي في سكرة وعمى عما يجري حولها وفي داخل بلدانها .. تحكمها أنظمة ضعيفة مهزوزة .. طاغية .. فاقدة الثقة بنفسها وبشعوبها .. تعتمد على الأجنبي في حمايتها .. همها الحفاظ على الملْك والعرش .. والرياسة .. ومن ثم الحفاظ على الخصائص التي يمنحها لهم هذا التسلط على الحكم والملك .. وليكن بعد ذلك ما يكون .. تشيَّع الناس .. ضلوا .. كفروا .. فسقوا .. توجهوا في قبلتهم إلى قم وطهران .. وأضمروا في باطنهم الولاء لآيات وأحبار قم وطهران .. فهذا لا يهمهم في شيء .. وإنما المهم الملك والحكم .. والخصائص .. وهذا مما لا شك أنه يُسهّل المهمة على دولة عقائدية طائفية كإيران .. في أن تتمدد .. وتتسلل إلى دول المنطقة .. بكل سهولة ويسر .. ومن دون أن تجد أدنى مناعة أو مقاومة!
وإلا فقولوا لي: كم هم عدد الشيعة الفرس .. المستوطنين والمقيمين في دول الخليج .. ولو تكلمنا عن البحرين كمثال .. فإن عدد المستوطنين والمتجنسين من الشيعة الفرس .. تزيد عن 70% من مجموع عدد سكان البحرين .. ولما قالت إيران بأن البحرين محافظة من محافظاتها .. فهي تعني ما تقول .. وهي بمقدورها أن تضم إليها البحرين سواء عن طريق الديمقراطية والانتخابات وصناديق الاقتراع .. كما يحلو للنظم الغربية .. أو عن طريق العمل العسكري .. كما تفهم النظم الشرقية!
الإمارات العربية .. رغم أنها واجهت عدواناً عسكرياً من قبل إيران على بعض جزرها .. ومع ذلك يتواجد على أراضيها أكثر من " 500000 " خمسمائة ألف شيعي فارسي إيراني .. شوكة في خاصرتها .. هذا غير الشيعة الروافض من أبناء الإمارات ذاتها .. الذين يُضمرون الولاء والطاعة العمياء لآيات وقادة قم وطهران!!
متى كان يوجد في سورية .. وفي فلسطين .. وفي مصر .. وفي الجزائر .. والسودان .. شيعة روافض .. يُناصبون الصحابة .. وأمهات المؤمنين .. والإسلام والمسلمين العداء .. كيف تسرَّب التشيع والرفض إلى تلك الشعوب والبلاد .. ومن المسؤول عن مثل هذا الثلم الذي تسرب منه التشيع والرفض .. وكيف تم؟!
لا بد من المحاسبة ومراجعة النفس .. وتشديد الحراسة .. وزيادة الوعي بالخطر الشيعي الرافضي الصفوي .. قبل أن ينقسم الشعب إلى شعبين .. والمجتمع إلى مجتمعين .. والبيت الواحد إلى بيتين .. وقبل أن ينقسم الفلسطينيون في فلسطين إلى شيعة وسنة .. يقتلون بعضهم بعضاً ـ وهذا أمر لا بد منه في أي مكان تكون فيه للشيعة الروافض نوع شوكة وقوة كما هو حاصل ومشاهد في كثير من الأمصار والبلدان ـ على مرأى ومسمع .. وشماتة من الصهاينة اليهود .. ومن ورائهم المجتمع الدولي!
إيران بيدها باكستان .. والعراق .. وسورية .. ولبنان .. ولها تواجد كبير وفعّال .. في أفغانستان .. واليمن .. والسعودية .. وغيرها من البلاد العربية والأعجمية .. وهي تسعى إلى تنمية وتضخيم هذا التواجد حتى يُصبح ظاهرة .. وإلى أن تتحول هذه الظاهرة إلى واقع له حقوقه .. يفرض نفسه على المجتمعات .. ومن ثم يفرض مشاكله الطائفية والعقائدية على البلاد والعباد!
هذا حاصل .. وسيحصل أضعافه في المستقبل القريب .. إن لم تصح الشعوب المسلمة لدورها الحقيقي في مواجهة الخطر الشيعي الرافضي، الصفوي.
الأمة التي تريد أن تنهضَ .. وتَسْلَمَ .. وتعيش .. لا بد لها من أن تقدّم العقيدة على السياسة .. وأن تفهم السياسة على ضوء العقيدة .. فإن لم تفعل .. ثم وردَت موارد الهلكة والضياع .. فلا تلومَنَّ إلا نفسَها!
اللهم إني قد بلَّغت، اللهمَّ فاشهد
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
عبد المنعم مصطفى حليمة
" أبو بصير الطرطوسي "
5/6/1430 هـ. 29/5/2009 م.
[1] من يلاحظ الحوارات والمناظرات التي تُعقَد عبر بعض وسائل الإعلام عن الشيعة والتشيع .. يجد أن دور الطرف الشيعي الرافضي المحاور محصور ومقصور على المقاطعة والتشويش على الطرف الآخر المحاور لهم .. حتى لا يتمكن الطرف الآخر المخالف لهم من تمرير رسالته بصورة صحيحة هادئة وواضحة .. فيهتدي الناس إلى الحقيقة .. فهم يدخلون في الحوارات والمناظرات مع الآخرين من أجل ذلك وحسب .. وليس من أجل إبراز ما عندهم من حق مقنع موافق للنقل والعقل .. لأنه لا يوجد عندهم شيء من ذلك!
[2] قد تحقق لإيران كثير من ذلك فها هي تُقيم في كثير المجتمعات الإسلامية السنية الحسينيات القائمة على اللطم .. والطعن .. والهدم .. من دون أن ينكر عليها أحد .. لعلم المُنكِر أن وراء هذه الحسينيات قوة قد تطاله أو تؤذيه .. حتى بتنا نجد لهم تجمعاتهم .. التي يمارسون فيها طقوسهم الشركية في ساحة حرم المسجد النبوي .. والنظام السعودي لا يجرؤ أن يُنكر عليهم .. لعلمه أن وراءهم دولة نووية أو تكاد أن تكون نووية .. ترعاهم وتُقاتِل دونهم .. ولما حصلت نوع مصادمة بينهم وبين بعض الشبان المسلمين في ساحة الحرم النبوي .. لم يجرؤ النظام السعودي على توقيفهم ومحاسبتهم .. ومن أوقفه منهم .. سرعان ما أطلقوا سراحه .. بينما هناك دعاة وعلماء أفاضل من علماء الإسلام .. مغيبون في غياهب سجون النظام السعودي منذ سنوات عدة .. يُسامون فيها الذل والعذاب .. ولا أحد يجرؤ أن يُطالب بالإفراج عنهم!
[3] من أجل ذلك نجد أن إيران حريصة جداً على تسليح ربيبتها المسمى بحزب الله اللبناني .. التسليح الذي يُضاهي ويزيد على سلاح وقوة الدولة التي ينتمي إليها .. بل ويزيد على قوة وسلاح كثير من دول المنطقة .. حتى أصبح الحزب رقماً يصعب تجاوزه .. تستخدمه إيران لمآربها .. ومصالحها في المنطقة .. عند الحاجة .. ووقت تشاء .. ويكون في نفس الوقت على مستوى المهام التي توكل إليه من قِبل أحبار وآيات قُم وطهران!