بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
بعد أكثر من أربعين سنة .. هي المرة الوحيدة والأولى التي يسمح بها النظام السوري الطائفي، لبعض السكان السوريين المدنيين بأن يتظاهروا ويعبر بعضهم حدود الجولان .. ليقتل الصهاينة اليهود أربعة منهم .. رحمهم الله تعالى.
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا الآن وفي هذا التوقيت .. الذي فيه خرج الشعب السوري يهتف باسقاط الطاغية ونظامه؟
الجواب: أولاً أراد بشار الأسد أن يوصل رسالة للمجتمع الدولي، ولإسرائيل .. أنكم إذا وقفتم ضدي، وضد نظامي .. هذا يعني سأرخي من قبضتي في حراسة الحدود .. أو على الأقل لم أعد أستطيع أن أحرس الحدود كما ينبغي وكما هو مطلوب مني .. وبالتالي ستصبح جبهة الجولان رخوة وسهلة العبور لكل عابر ومتسلل .. بدليل ما حصل الأمس في يوم النكبة .. وفي ذلك من الخطورة على أمن واستقرار دولة إسرائيل ما فيه.
ثانياً: أراد النظام أن يشغل وسائل الإعلام ويصرف أعينهم عنه وعن جرائمه .. بمثل هكذا حدث جديد وغريب .. فبدلاً من أن يكون الخبر جرائم النظام بحق الشعب السوري هو الأول .. ليكن الثاني .. أو الأخير!
ثالثاً: أراد أن يحرج الشعب السوري الأبي الثائر والمتظاهر ضد النظام وظلمه، وأن يقول له: إذا أردتم أن تتظاهروا اذهبوا فتظاهروا ضد الصهاينة في الجولان .. ثم كيف تتظاهرون على نظام يسمح بالتظاهر ضد الصهاينة اليهود في الجولان .. ويتزعم جبهة المقاومة والممانعة؟!
رابعاً: أراد النظام أن يقول للشعوب العربية: ليس كما يُقال لكم عني بأنني نظام خائن وعميل، دوري ينتهي عند حراسة حدود وأمن دولة إسرائيل .. بدليل أنني سمحت لبعض المتظاهرين المدنيين بالتسلل والعبور عبر الحدود مع دولة إسرائيل ..!
هذه هي الرسائل التي أراد النظام الخائن والعميل أن يوصلها لجميع الأطراف الداخلية والمحلية، والدولية .. من خلال هذا الحدث الغريب .. الذي يحصل لأول مرة بعد أكثر من أربعين عاماً!
لكن بقي سؤال يفرض نفسه نسأله للنظام السوري الطائفي: ما دام يعنيك الوطن والمواطن .. ومن مهامك ومهام جيشك ـ كما تزعم وتكذب ـ حراسة الوطن والمواطن .. ها هم جيش وعسكر الصهاينة اليهود قد قتلوا أربعة من المواطنين السوريين العزل .. .. وجرحوا العشرات غيرهم .. لماذا لم تدافع عنهم .. وتقاتل من قتلهم .. أم أن مهمتك .. ومهمة جيشك وعسكرك .. تنتهي عند تسهيل وتمرير مثل هذه التظاهرات وحسب .. ثم ليحصل بعدها ما يحصل فإنه لا يعنيك؟!
صدق من قال فيك وفي نظامك وجيشك اللاوطني: أسد عليَّ وفي الحروب نعامة .. وفي الحروب نعجة وأرنب .. تفر من صفير الصافرِ!
عبد المنعم مصطفى حليمة
" أبو بصير الطرطوسي "
13/6/1432 هـ. 16/5/2011 م.