بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
فقد طالعتنا صبيحة يوم الإثنين 2/5/2011 م، وسائل الإعلام المحلية والعالمية عن خبر مفاده مقتل واستشهاد الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله، على أيدي القوات الأمريكية .. وحدث جلل كبير كهذا لا بد من أن يكون لنا فيه مقال، وبخاصة أن كثيراً من الإخوان والأطراف تساءلوا عن موقفنا من هذا الحدث، وهل لنا فيه كلمة أو رأي .. فكان لا بد من الشروع في كتابة هذه الكلمات، مستعيناً بالله تعالى.
فأقول: لعلنا نختلف مع تنظيم القاعدة الذي يتزعمه الشيخ أسامة رحمه الله في بعض الأعمال، والتوجهات والاجتهادات .. لكن هذا لا يمنعنا من أن نقول: أن الشيخ أسامة عاش مجاهداً زاهداً، ومات شهيداً ـ بإذن الله ـ مقبلاً غير مدبر .. رحمه الله تعالى.
ونقول لقاتليه وشانئيه الأمريكان: أنتم آخر من يتكلم عن العدل والعدالة .. والإرهاب والإرهابيين .. فأنتم قادة الإرهاب العالمي بلا منازع، فأعمالكم وجرائمكم في أفغانستان، والعراق .. والصومال .. ودعمكم اللامحدود لإرهاب الصهاينة اليهود في فلسطين .. ولكثير من الأنظمة الديكتاتورية التي تمارس القمع والإرهاب على الشعوب .. كل ذلك شاهد عليكم، يدينكم بالإجرام والظلم، وبأقبح ما يدخل في معاني الإرهاب المذموم.
حتى في قتالكم الأخير مع الشيخ .. لم تكونوا أخلاقيين .. أبيتم إلا أن تقتلوا مَن معه من النساء والأطفال .. فعدالتكم الأمريكية لم تسمح لكم أن تجدوا لعدوكم متسعاً أو موطئ قبر في الأرض كلها لتدفنوه فيه .. سوى أن ترموه في البحر، لتكون بطون الحيتان قبراً له .. فأي عدالة .. وأي قيم وأخلاق تتكلمون عنها .. وتتماجدون وتفرحون بها؟!
مَن مِن الشعوب المتخلفة ـ عبر التاريخ كله ـ سبقكم لمثل هذا الصنيع المتخلف القبيح .. لكن قوتكم .. والتي هي سبب فتنتكم .. أعمت الأبصار عنكم .. وجعلت كثيراً من المراقبين والمنافقين المتزلفين ينظرون لجرائمكم وظلمكم، وإرهابكم .. على أنه عدل، وتحضر، وإنسانية، ورقي .. ) فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (الحج:46.
اللهم يا أرحم الراحمين، يا حي يا قيوم .. قال الأشرارُ عن عبدك المجاهد أسامة بن لادن: أنهم قد قتلوه .. وألقوه في اليَمِّ لتكون بطون الحيتان قبراً له .. حتى لا يُقال هذا قبره وهذا مكان دفنه .. اللهم أنت رب السماوات السبع ومن فيهن، ورب الأراضين السبع ومن فيهن .. ورب البر والبحر .. القادر على كل شيء .. وأنت أرحم الراحمين .. ارحم عبدك أسامة رحمة واسعة حيث يكون .. واعف عنه، وتجاوز عن سيئاته، وتقبله شهيداً عندك في عليين .. مع الأنبياء والصديقين والشهداء .. ولا نقول سخطاً ولا شططاً؛ لا نقول إلا ما يرضي الرب سبحانه وتعالى .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .. وصلى الله على محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم.
عبد المنعم مصطفى حليمة
" أبو بصير الطرطوسي "
30/5/1432 هـ. 2/5/2011 م