بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
هذه كلمات أخص بها الطائفة النصيرية المسماة " بالعلوية "، فهي مني إليهم: اعلموا أن من عادة وسيرة الطغاة عندما يقترب أجلهم .. أو يقرروا الانتحار .. أن يأخذوا معهم كل من حولهم .. ومَن ليس حولهم ممن يستطيعون أن يأخذوه معهم .. كما فعل فرعون من قبل .. أبى الغرق إلا بعد أن أغرق كل من معه من الجند والوزراء، والخدم .. وغيرهم!
وهكذا الطاغية بشار الأسد .. فقد نجح ـ وأبوه من قبله ـ في استخدامكم واستئجاركم لمآربه وحظوظه وأهوائه .. حتى عُرفتم به وعُرِف بكم .. ويأبى أن يرحل الطاغية إلا بعد أن يهلككم ويأخذكم معه .. ويأخذ كل من حوله من حاشيته ووزرائه وأبواقه ومطبليه .. وعلى مبدأ " لا عاشوا إن مت .. ولا كانت سوريا إن لم أكن " .. ونصيحتي لكم قبل أن يُغرقكم معه .. فتندموا ولات حين مندم .. أن تعلنوا ـ على مستوى الطائفة كلها ـ البراء منه ومن حزبه، وعصابته، ونظامه .. وأن تشاركوا بقية فئات وشرائح الشعب السوري تظاهراته، وخروجه على الطاغوت ونظامه .. انزلوا من قراكم وجبالكم فتظاهروا ضد الطاغية وعائلته الأسدية التي طالما كانت تأكل الحرام، وترتكب الجرائم، بكم وباسمكم ـ وأنتم عنه ساكتون، وكثير منكم له مشارك ـ فإن فعلتم ذلك، فالشعب السوري سيقدر لكم ذلك أحسن تقدير .. وإن أبيتم إلا أن تغرقوا مع الطاغية حينما يغرق ويغرغر؛ حيث لا ينفع الندم ولا التوبة .. فلا تلومن حينئذٍ إلا أنفسكم!
واعلموا أنه لا يكفي أن يصدر عن بعض أفرادكم .. أو هيئاتكم .. بأسماء مجهولة غير معلومة الأصل والمصدر .. مجرد بيان تنديد بالطاغية ونظامه .. لا يُساوي الحبر الذي يُكتَب به .. لا؛ ليس هذا هو المطلوب منكم في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها سورية الحبيبة .. وهذا القدر من الإنكار لا يكفي، ولا يُقنِع الشعب السوري الذي ينزف دمه على يد الطاغية وجنوده وبطانته .. وإنما المطلوب منكم، كما ذكرنا لكم: أن تعلن الطائفة بمجموعها ـ ممثلة بشيوخها ووجهائها ـ براءتها من الطاغية ونظامه .. وأن تشارك الشعب السوري الثائر تظاهراته ضد الطاغية وعصابته ونظامه!
الشعب السوري يخوض معركته الفاصلة مع الطاغية ونظامه الفاسد بعيداً عن المنطلق الطائفي .. بينما الطاغية ـ منذ أكثر من أربعين عاماً ـ يخوض معركته مع الشعب السوري من منطلق طائفي صارخ، وواضح المعالم لا يخفى على أحد .. وأنتم مادته وللأسف!
يا أهل الطائفة: لا تنسوا أن الطاغية بشار الأسد سيرحل عنكم كما رحل الهالك أبوه من قبل .. وأن الباقي من بعده أنتم والأكثرية المسلمة من الشعب السوري .. وغيرهم من الأقليات .. فأحسنوا الترتيب والإعداد ـ من الآن ـ لعلاقة أمثل في تلك المرحلة!
أرجو أن تجد كلماتي هذه آذاناً صاغية واعية من عقلائكم وكبرائكم .. قبل فوات الأوان .. وقبل أن يقع الندم على ما كان .. ولات حين مندم!
عبد المنعم مصطفى حليمة
" أبو بصير الطرطوسي "
22/8/1432 هـ. 23/7/2011 م.