GuidePedia

0
          تأملت عوامل القوة في دول الغرب التي تمدهم بالحياة رغم كل ما يُعانونه من تفسخ وسقوط في القيم والأخلاق:
فوجدتهم يحسنون إلى ضعيفهم وفقيرهم .. ويقتصون له من قويهم!
          لا يوجد عندهم إنسان يتسول .. أو يضطر للتسول؟!
          كل إنسان من حقه أن يُؤمَّن له السكن الذي يأويه .. والمال الذي يكفيه .. والعلاج المجاني من كل مرضٍ يعتريه ..!
          أطفالهم تُصرف لهم المعونات والرواتب .. وهم ـ لا يزالون ـ في بطون أمهاتهم!
          وهذا الذي تقدم ذكره يُعطى لكل من دخل ـ ويدخل ـ في أمانهم وعهدهم من المستضعفين في الأرض ..!
          يصدق فيهم قول عمرو بن العاص كما في صحيح مسلم: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرةً بعد فرَّة، وخيرهم لمسكينٍ ويتيم وضعيف، وخامسة حسنةٌ جميلة؛ وأمنعهم من ظلم الملوك !!
          فأدركت أن سرَّ قوتهم، وظهورهم، وتمكينهم في الأرض .. في هذا الذي يفعلون!
          ثم نظرت إلى بلاد المسلمين على تعداد أقطارها وأسمائها:
          فوجدت القهر، والظلم، والفقر، والحرمان ..؟!
          وجدت القوي يقتص من الضعيف بمكيالين .. والضعيف لا يستطيع أن يقتص من القوي ولا بنصف مكيال ..!
          وجدت القتل بغير وجه حق .. وجدت سجون الظالمين مليئة بالمستضعفين الأبرياء ..!
          وجدت كيف أن الناس يُغيَّبون عشرات السنين في السجون .. بالشبهات والظنون من غير ذنبٍ يقترفونه!
          وجدت كيف يعتبرون الانتماء لهذا الدين الحنيف .. جريمة كبرى .. وخيانة عظمى .. يؤخذ عليها أهلها بالنواصي والأقدام!
          وجدت الكلابَ المسعورة كيف يطاردون الشباب الأمل .. وكيف يلاحقونهم .. ويداهمون البيوت عليهم في وسط الظلام، والناس نيام ..!
          وجدت أعواد المشانق تُنصب للعلماء الأحرار ..!!
          وجدت الخوف والإرهاب والرعب يسود قلوب العباد من سطوة الظالمين الجلادين ..!
          وجدت خيرات الأمة تُنهب .. لتصب في جيوب ومصالح أعداء الأمة!
          وجدت الفساد والمجون، والفسوق، والعصيان بكل أنواعه وضروبه .. الذي لا يليق بأمة الإسلام!
          وجدت كيف  يسوَّد الأمر إلى غير أهله .. وكيف أن طواغيت أقزام قد استعلوا عرش الحكم على البلاد والعباد ..!
          وجدت الخيانة، والغدر، والعمالة ..!!
          وجدت شرع الله تعالى يُحارب ويُستهان به ..!!
فأدركت سرَّ وسبب ضعف وتأخر هذه الأمة ..‍!
وأدركت كذلك أن النصر لهذه الأمة لا يمكن أن يتأتى لها إلا بعد أن نكون أكثر من الآخرين عدلاً ورحمة بالعباد .. وبعد أن يقتص الضعيف من القوي بنفس المكيال والميزان الذي يقتص به القوي من الضعيف!
وبعد أن نعود جميعاً ـ بصدق وإخلاص ـ إلى الله ..!
صدق من قال: إن الله لينصر الدولة الكافرة العادلة .. على الدولة المسلمة الظالمة! 


إرسال تعليق

 
Top