GuidePedia

0

س184: هناك شبهة أثيرت لي حول حديث في صحيح البخاري، وقد حاولت أن أرد عليها فلم أستطع .. وبقيت في نفسي .. والشبهة هي كما في كتاب " الذبائح " نُسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قُدم إليه طعام ذُبح على النصب ولم يستنكره بينما استنكر الأكل منه زيد بن عمرو بن نفيل .. أليس في هذا إساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
والحديث كما في صحيح البخاري عن سالم أنه سمع عبد الله يُحدث عن رسول الله: أنه لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدَح ـ وذلك قبل أن ينزل على رسول الله الوحي ـ فقدّمَ إليه رسولُ الله سُفرة فيها لحم، فأبى أن يأكل منها، ثمّ قال: إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا مما ذُكر اسم الله عليه " أفيدونا بارك الله فيكم ؟


 الجواب: الحمد لله رب العالمين. قال ابن حجر في الفتح: وقع للأكثر " فقدم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرة " وللكشمهيني " فقدم إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم سفرة " وجمع ابن المنير بين هذا الاختلاف بأن القوم الذين كانوا هناك قدموا السفرة للنبي صلى الله عليه وسلم فقدمها لزيد، فقال زيد مخاطباً لأولئك القوم ما قال ا- هـ. 

دل النقل المتقدم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأكل مما قدم إليه من طعام .. ولم يقرهم على طعامهم بدليل أنه دفع الطعام إلى جهة زيد .. منكراً عليهم طعامهم .. ومترفعاً عنه، ورافضاً مشاركتهم فيه .. وزيد قال ما قال للذين قدموا الطعام أصلاً .. وليس للنبي صلى الله عليه وسلم الذي أزاح الطعام من جهته إلى جهة زيد ترفعاً .. وهذا كله قبل أن يُوحى إليه صلى الله عليه وسلم ويكون رسولاً ..!

هذا الفهم والتفسير لا يوجد فيه ـ إن شاء الله ـ أي انتقاص من قدر النبي صلى الله عليه وسلم .. وقدر النبوة .. على نبينا أفضل الصلاة والسلام. 



إرسال تعليق

 
Top