GuidePedia

0
س175: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:" لا يجتمع الإيمان والكفر في قلب امرئٍ "، وقال تعالى:) وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون (. فكيف التوفيق ..؟
أمر آخر أن الألباني صحح بعض الأحاديث وهي ضعيفة، والعكس .. وهذا الحديث قد يكون منها .. نرجو التوضيح ؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. لا تعارض بين الحديث والآية، فالمنفي في الحديث هو اجتماع الإيمان النافع مع الكفر الأكبر. والمثبت في الآية الكريمة هو اجتماع الإيمان بالربوبية مع الكفر والشرك بالألوهية والعبودية .. حيث كانوا يؤمنون بأن الله تعالى هو الخالق، والرازق، والضار والنافع .. وبنفس الوقت يُشركون به سبحانه وتعالى في الإلهية وتوحيد العبودية .. وهذا مما لا شك فيه أنه إيمان لا ينفع صاحبه في شيء .. وهو يوم القيامة حجة عليه وليس له.
وقد أثر عن ابن عباس أن الآية الكريمة الآنفة الذكر نزلت في تلبية المشركين من العرب حيث كانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك! 

أما ما يخص قولك عن الشيخ ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ فهو من شأن جميع أهل العلم: أن يُخطئوا ويُصيبوا .. وأن يتراجعوا عما أخطأوا فيه إن بان لهم خطأهم .. وأن لا يتمادوا بالخطأ انتصاراً للنفس والهوى .. فهذه محمدَة للشيخ ناصر ـ أن يتراجع عن تصحيح حديث بان له خطؤه فيه أو العكس ـ  تُذكر له وليس عليه..!
أما ما يخص الحديث الآنف الذكر لا يكفي لرده أن يُقال فيه " قد يكون .." فالأحاديث لا تُرد أو تُضعف بالظن أو عبارة " قد يكون .." !
ثم أن قاعدة عدم اجتماع الإيمان النافع مع الكفر أو الشرك الأكبر في قلب امرئ واحد .. تدل عليها أدلة عديدة من الكتاب والسنة .. وهي غير مقصورة على الحديث الآنف الذكر، فهو على افتراض ضعفه فإنه لا يؤثر على صحة القاعدة الآنفة الذكر، والله تعالى أعلم.

إرسال تعليق

 
Top