س176: زعيم قبيلة أو حزب له أفراد يطيعونه في كل أمر؛ مثلاً قال: اضربوا فلاناً فضربوه، واسجنوا فلاناً فسجنوه، راقبوا فلاناً فراقبوه .. فهل عملهم هذا شرك أكبر، وما الدليل .. وما وجه الشاهد .. وهل هناك فرق إذا أطاعوه مرة واحدة أو عدة مرات .. وما الضابط في ذلك .. وهل معنى هذا أنهم اتخذوه رباً .. وهل هذا كفر ومن أي وجه .. وهل الزعيم يكفر بهذا .. وهل يُعتبر طاغوتاً ؟؟
والأب كذلك عندما يأمر أولاده المكلفين أن يضربوا فلاناً فيضربوه .. فهل يكفرون بذلك .. وهل يكفر الأب ويُعتبر طاغوتاً ..؟؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. أيما امرئ يُطاع لذاته أو فيما يأمر به من كفر وشرك .. فالطاعة هنا شرك وكفر تُخرج صاحبها من الملة، والمطاع إن كان راضياً في أن يُطاع لذاته فهو طاغوت ومعبود من دون الله عز وجل .. وعلى أتباعه يُحمل قوله تعالى:) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ (.
وما سوى ذلك من أنواع الطاعة ـ وإن كانت في المعصية ـ لا ترقى بصاحبها إلى درجة الكفر والشرك .. ولا يُحمل على المطاع وصف الطاغوت أو المعبود من دون الله، والله تعالى أعلم.
فإن قلت:كيف تكون صفة المطاع لذاته ..؟
أقول:هو الذي يُطاع لشخصه في جميع ما يصدر عنه .. ولكونه فلاناً بغض النظر عما يأمر به كان حقاً أم باطلاً .. فهو ـ في نظر أتباعه ـ يُطاع لأنه فلان وإن أمر بالباطل .. فماهية الأمر ونوعيته لا قيمة له عندهم ما دام قد صدر عن سيدهم المطاع .. فمن تحقق فيه وفي أتباعه هذا الوصف .. فهو المعني من قول أهل العلم بالمطاع لذاته .. وهذا النوع من الطاعة لا شك أنه كفر وشرك؛ لأن المطاع لذاته هو الله تعالى وحده، وما سواه يُطاع له وفيه سبحانه وتعالى .