س146: شيخنا الكريم حفظه الله .. نرى بعض إخواننا من طلبة العلم في أيامنا هذه قد أكثروا الخوض في مسألة العمليات الانتحارية، فبعضهم يقول صراحةً إن من ينفذون هذه العمليات منتحرون، وأنهم لا كرامة لهم .. إلى غير ذلك من الأقوال مما قد يؤدي إلى إحداث فتنة بين المسلمين .. نرجو من شيخنا الكريم الإفادة في هذه المسألة .. وهل من كلمة توجهونها إلى طلبة العلم .. وجزاكم الله خيراً.
الجواب: الحمد لله رب العالمين. كنت أود أن لا أخوض في هذه المسألة لظني أن الإخوان والمشايخ قد أشبعوها بحثاً وبيانا .. ولكن يبدو أن لي حظاً من سهام الطعن والتجريح من الفريق الذي قد لا يروق له قولي وجوابي .. فأقول مستعيناً بالله، وملخصاً جوابي في النقاط التالية:
1- المسألة عندي هي من المتشابهات التي ليس عليها دليل صريح يُفيد التحريم أو التحليل .. وإن كنت أميل للتحريم للحديث الوارد في صحيح البخاري:" بادرني عبدي بنفسه، حرمت عليه الجنة "، ولأدلة أخرى ليس هنا موضع بسطها.
2- من قام بهذا العمل معتقداً حله لفتاوى بعض أهل العلم .. وللأدلة التي اعتمدوها في فتاويهم .. نرجو أن يكون مأجوراً شهيداً إن شاء الله .. لأن الأعمال بالنيات، وأن لكل امرئٍ ما نوى .. وأقل أحواله أن يُحمل عليه حكم المتأول المعذور بالتأويل .
أما الإثم والوزر يكون على من يقوم به .. وهو يعتقد حرمته وعدم جوازه؛ حيث أحياناً يكون عمل واحد يقوم به شخص فيؤجر لاعتقاده حله ومشروعيته، ويقوم به شخص آخر فيأثم ويطاله الوزر لاعتقاده حرمته وعدم مشروعيته.
3- فإذا علمنا ذلك علمنا خطأ من يخوض في طعن هؤلاء الإخوان الذين يقومون بأعمالهم الجهادية هذه بناءً على ما رجح لديهم من الدليل .. وحباً في إنزال النكاية في الأعداء .. وليس تسخطاً وهروباً من الدنيا ومشاكلها ..!
فعلى الإخوان وبخاصة إن كانوا من طلبة العلم ممن لا يرون جواز هذه العمليات أن يتقوا الله في إخوانهم وأن يُحسنوا الظن بالمخالفين .. وأن يُمسكوا عن الخوض فيهم بغير حق ولا علم .. وحتى لا يطالهم إثم التألي على الله تعالى وهم لا يعلمون.