GuidePedia

0


س177: هل الإنسان الذي يحب امرأة لجمالها وهي راضية .. هل يكفر هذا الشخص، وهل تكفر هذه المرأة .. وتُعتبر طاغوتاً .. وما الدليل وما وجه الشاهد، وما الضابط في ذلك لكل من الرجل والمرأة .. أرجو أن توضح لي أمر المحبة لذات الشخص .. وهل يدخل في هذا عشق المردان والتعلق بهم .. وهل يتحول هذا العشق إلى شرك أكبر متى وكيف .. وما الفرق بين هذين النوعين من المحبة ومحبة الفطرة كأن يحب الرجل زوجته لأنها زوجته، ويحب أولاده لأنهم أولاده، والله تعالى فطره على ذلك .. والنفوس جُبلت على حب من أحسن إليها ولو كان كافراً .. وكيف تكون تسوية غير الله بالله في العبودية والتعظيم والمحبة ..؟؟

          الجواب: الحمد لله رب العالمين. اعلم أن المحبوب لذاته هو الله تعالى وحده، وما سواه يُحب له سبحانه وتعالى .. وأيما امرئٍ يُحب لذاته فهي محبة شرك .. قد اتخذه المحب نداً لله عز وجل في عبادة المحبة، وهو المعني من قوله تعالى:) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ(.
          أما كيف يكون المرء محبوباً لذاته ..؟
          أقول: هو الذي يُحب لشخصه على جميع أحواله وتقلباته لكونه فلاناً .. فهو محبوب ككافر فاجر كما هو محبوب كتقي مسلم .. فلا يضره شيء أو خُلق أو دين .. فمهما تغير أو تنقل من دين إلى دين أو خُلق إلى خلق .. فهو محبوب لشخصه؛ لأنه فلان .. فهذا هو المراد من قول أهل العلم عندما يتكلمون عن المحبوب لذاته من دون الله تعالى.
          ومن علامات المحبوب لذاته كذلك: أنه يوالى ويُعادى فيه .. يُوالى من والاه وإن كان فاسقاً كافراً .. ويُعادى من عاداه وإن كان تقياً مسلماً .. فالحب والبغض معقود فيه وعليه من دون الله تعالى .. فهذا كذلك يُقال عنه أنه محبوب لذاته .. وهي محبة شرك وعبادة بلا خلاف.
          وهذا المحبوب لذاته ـ بحسب الأوصاف الآنفة الذكر ـ قد يكون زعيماً أو ملكاً، أو أميراً لحزب، أو رئيساً، أو شيخاً، أو امرأة، أو مالاً، أو وطناً، أو قبيلة .. أو غير ذلك من الأشياء التي ألفنا كثيراً من الناس ـ في هذا الزمان وللأسف ـ يعقدون فيها الولاء والبراء .. ويحبونها لذاتها ..!! 
          ما سوى ذلك من المحبة السائدة والمتبادلة بين الناس .. لا ترقى بصاحبها إلى درجة الكفر أو الشرك .. بل إن بعضها قد يكون جائزاً ومستحباً، ومنها ما يكون واجباً .. وذلك عندما ينضبط الحب بضوابط وآداب الشرع، والله تعالى أعلم.

إرسال تعليق

 
Top