س162: أنا عذراء متزوجة زواج المتعة، لكننا اتفقنا ... فقط؛ لأنه غير مستعد للارتباط بالزواج المعلن .. ونحن مرتبطان عاطفياً .. فضلنا زواج المتعة على الحرام!
السؤال: هل زواج المتعة حلال عند أهل السنة .. وإذا كان زواج المتعة حلالاً فما هي شروطه وطريقته .. وجزاكم الله خيرا ؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. قد أجيز نكاح المتعة في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- في مرحلة معينة، وظرف وجيز معين .. ثم نُسخ وحُرم إلى يوم القيامة، كما في الحديث الصحيح الذي يرويه مسلم وغيره عن عمر بن عبد العزيز قال: حدثنا الربيع بن سبرة الجهني عن أبيه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن المتعة وقال:" ألا إنها حرام من يومكم هذا إلى يوم القيامة، ومن كان أعطى شيئاً فلا يأخذه " .
ومن حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:" نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن متعة النساء يوم خيبر، وعن أكل لحوم الحُمر الأنسية " مسلم.
وعنه كذلك أنه سمع ابن عباس يُلين ـ أي يتساهل ـ في متعة النساء، فقال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه :" مهلاً يا ابن عباس فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عنها يوم خيبر، وعن لحوم الحمر الأنسية " مسلم.
والأحاديث التي تفيد تحريم نكاح المتعة هي أكثر من أن تُحصر في هذا الموضع .. وقد نقلها عدد كبير من الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
فإن عرفت ذلك .. عرفت أن هذا الذي أنت عليه لا يجوز في دين الله .. وأنه من الفسوق والفجور لا يجوز الإقدام عليه .. ولا يجوز لك أن تسميه زواجاً أو حلالاً .. فإن ذُكر لك غير ذلك فاعلمي أنه من الكذب على دين الله تعالى .. ولا أنصحك أن تستفتي في دينك اللصوص الذين يُتاجرون بأعراض العباد باسم الدين ..!
ثم صاحبك إن كان يريدك بصدق .. وهو صادق بعواطفه نحوك .. فعلام لا يعقد قرانه منك بطريقة شرعية وصحيحة .. وتصبحين حلاله وزوجته على سنة الله ورسوله ..؟!
وأخيراً فإني أعيذك من أن تستمري في هذا الذي أنت عليه من الفسوق والفجور .. وأذكرك بتقوى الله تعالى .. وأنك ستموتين وتُسألين .. واعلمي أنك لا تُعذرين بالجهل وبخاصة بعد وقوفك وقراءتك لهذه الكلمات.
ملاحظة: بعد وقوف الأخت على هذا الجواب، أرسلت بكلماتها التالية:" شكراً، وجزاك الله ألف خير عن أمتنا الإسلامية .. لقد لُبِّس الأمر علي كثيراً .. والاجتهادات كثيرة ومحيرة لذا لجأت إليكم .. فادعوا لي بالنجاح والتوفيق والمغفرة ".
ونحن بدورنا ندعو، ونطلب من جميع الإخوان والأخوات بأن يدعوا للأخت بالهداية، والتوفيق، والمغفرة، وأن يقويها الله تعالى على الطاعة ومخالفة الهوى، وأن تكون من أهل هذه الآية:) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى . فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ( .. اللهم آمين.