بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة
والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
كثير من الشباب
ـ من دول شتّى ـ ممن يقصدون الشام، للذود والجهاد دون دين وعِرض وحرمات أهل الشام،
فيستبشر أهل الشام بهم خيراً، ويرحبون بهم أيما ترحيب .. ولكن ما إن تطأ أقدامهم
أرض الشام إلا ويلتحقون بتنظيم " دولة العراق الإسلامية "؛ المعروف
بمسمى قاعدة العراق،
غير آبهين بمصلحة الشام، وأهل الشام، وكأن " تنظيم الدولة " هو مقصدهم الأساس
من سفرهم إلى سوريا، وبعضهم يمكث أياماً مع كتائب مجاهدي الشام، لا لينصر تلك
الكتائب الشامية في جهادها وقتالها للطاغوت .. وإنما ليحمل من الشباب السوري ـ ما
استطاع ـ على الانشقاق عن الكتائب الشامية، والالتحاق بتنظيم " الدولة
العراقية "، مستغلين حاجة الكثير منهم للمال والسلاح
..!
يخاطبون
الشباب من الكتائب الشاميّة ليحملوهم على الانشقاق والالتحاق بـ " الدولة "، وكأن جهادهم
وبقاءهم مع الكتائب الشامية المجاهدة باطل، ولا جهاد إلا مع " الدولة "!
يطوفون
على مخيمات النازحين وفي الأسواق، وبين الناس، لا لكي يدعوهم إلى الله .. وإنما
لكي يدعوهم إلى الالتحاق بالدولة ..!
يوالون
ويُعادون، ويعطون ويمنعون في مسمّى الدولة .. فمن كان من الدولة أعطوه، ورفعوه
وقدَّموه، وجعلوه من سادة الجهاد والمجاهدين، وإن كان في واقعه دون هذا المستوى
بكثير، ومن لم يكن من ـ أو مع ـ الدولة، أخَّروه، وصغّروه، وحقَّروه، وإن كان حقاً
وصدقاً يُعد من كبار وسادة الجهاد والمجاهدين الشاميين .. ولعمر الحق إن هذا
ليتعارض مع بدهيات التوحيد، وعقيدة الولاء والبراء في الله!
كثير
من سلاح أهل الشام ـ تحت عنوان طاعة الأمير في المنشط والمكره ما لم تر منه كفراً
بواحاً ـ يُرسَل ويُهرّب إلى العراق، مع حاجة مجاهدي أهل الشام الماسة إلى الطلقة
الواحدة، يدفعون بها شر الطاغوت عن الشام، وأهل الشام ..!
النبي
صلى الله عليه وسلم يقول:" ستجندون أجناداً؛ جنداً بالشام، وجنداً بالعراق،
وجنداً باليمن .. عليكم بالشام؛ فإن الله عز وجل قد تكفل لي بالشام وأهله ".
هذا
خيار النبي صلى الله عليه وسلم وهذه وصيته لأمته وأتباعه .. ولكن يأبى القوم إلا
أن يتركوا أهل الشام، والقتال مع جند الشام .. وينحازوا إلى الدولة العراقية!
مما
حمل أهل الشام، وعلماء وجند الشام .. على الاستياء الشديد .. والخوف .. والريبة من
مسمى دولة العراق .. وكل من يقصد دولة العراق .. فانقلب حبهم وتقديرهم لكثير من
المهاجرين إلى خوف وارتياب .. لخشيتهم
أن تتكرر أخطاء وتجربة " الدولة " الفاشلة وفق كل المقاييس في أرضها
العراق .. على أرض الشام ثانيةً .. ولعلمهم أن مسمّى القاعدة ـ والدولة من
مشتقاتها وفروعها سيستعدي عليهم عسكرياً العالم بأكمله؛ عربه وعجمه، شرقه وغربه ..
وهذا يخدم بصورة مباشرة الطاغوت بشار الأسد وعصابته، وحلفاءه من شيعة وروافض
إيران، والعراق، ولبنان.. وفي المقابل يخذل ويضر بالشام، وأهل الشام، وجند الشام،
وثورتهم المباركة ضرراً كبيراً .. فصعبوا بذلك على أهل وجند الشام المهمة، وتحقيق
الأهداف .. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:" لا ضرر ولا ضِرار ".
وقال:"
من ضارّ ضار الله به، ومن شاقّ شاق الله عليه ".
لسان
حال جميع أهل الشام يقول: إن تصدرت " الدولة " الأحداث، والثورة السورية ..
ستُرمَى الشام، وأهل الشام بآلاف السهام، ومن آلاف الجهات بعد أن كانت تُرمَى بعدة
سهام من جهة إيران، وروسيا، وحزب اللات، ونظام الطاغوت بشار الأسد وعصابته .. كما
أنها قد تحمل كارهةً ثوار ومجاهدي الشام على أن يشتتوا سهامهم القليلة في جهات عدة
.. بينما معركتهم الأساس مع الطاغوت لم تنته بعد، وهذا لعمر الحق هو مطلب الطاغوت
وعصابته وحلفائه منذ اليوم الأول من انطلاقة الثورة!
قلنا
ـ وقال معنا جميع العقلاء ـ أن الثورة الشامية المباركة لا تحتاج إلى هذه المسميات
المحدثة التي تؤلب العالم على الشام وأهل الشام .. والتي تصب بصورة مباشرة في خدمة
الطاغوت وعصابته .. المهم في الأمر هو الجوهر، والمضمون، والأهداف .. هذا الذي ينبغي أن يُحرَص عليه
ويُتمسك به .. لكن يأبى فريق من بني جلدتنا إلا أن تغلبهم العصبية العمياء لتلك
المسميات والقشور على حساب الجوهر والمضمون، والأهداف .. والله المستعان!
كان
أهل الشام، وعلماء وجند الشام .. يتمنون من الشيخ أيمن الظواهري حفظه الله .. أن
يخاطب من ينتمون إلى مسمى " القاعدة " ومشتقاتها .. فيقول لهم: إن كان
اسمي أو اسم القاعدة، ومشتقاتها يضر بالشام، وبأهل وجند الشام .. لا داعي لهذه الأسماء
.. تجاوزوا تلك المسميات والانتماءات .. المهم هو الجوهر والمضمون، والأهداف .. لا
تلك المسميات التي لا تعني شيئاً، والتي بات ضررها أكثر من نفعها .. فمصلحة الشام
وأهل وجند الشام، والثورة الشامية .. مقدمة على اسمي وعلى تلك المسميات المحدثة،
وعلى التعصب لها ولأشخاصها .. كنا نود من الشيخ أن يقول تلك الكلمات .. وكان أهل
الشام سيشكرون له كثيراً تلك الكلمات لو فعل .. نسأل الله تعالى أن يجري الخير
والحق على لسانه.
عبد المنعم مصطفى حليمة " 15/7/1434 هـ.
أبو
بصير الطرطوسي "25/5/2013 م