س825: ما حكم أهل من يتطوع في جيش الطاغوت إذا كان أهله راضين وموافقين على دخوله ؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. الرضى بالشيء كفاعله، والرضى بالكفر كفر؛ ومن رضي بالكفر أو وافق عليه ـ طواعية من غير تقية ولا إكراه ـ فهو كافر، لقوله تعالى:) وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً ( النساء:140. أي إن أبيتم إلا القعود معهم ـ على ما هم عليه من الكفر والاستهزاء بدين الله ـ إنكم مثلهم وإن لم تُشاركوهم الكفر والاستهزاء؛ لأن جلوسكم من غير إكراه ولا إنكار قرينة صريحة على الرضى، والرضى بالكفر ـ باتفاق جميع أهل العلم ـ كفر.
قال القرطبي في التفسير:) إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ ( من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم، والرضى بالكفر كفر ا- هـ.
وفي الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها ". وذلك لأن الأعمال بالنيات، ولكل امرئٍ ما نوى.