س824: إنني أعاني من نزول القليل من المذي بعد التبول والغائط وقبل وبعد الجماع ومشكلتي هي أنني بعد غسل العضو فإنه يبقى في مجرى البول الشيء القليل من المذي قد يخرج بعد نصف ساعة دون أن أشعر به أو ألحظه، ولكنني اكتشفت هذا الأمر قدرا عندما كنت أرتدي في أحد الأيام لباسا داخليا أسود اللون حيث لاحظت وجود نقطة صغيرة جافة من المذي ومن ذلك اليوم أقلعت عن لبس الأبيض وأصبحت أبحث في لباسي الأسود قبل كل صلاة فإن وجدت شيئا غسلته وأعدت وضوئي وإن لم أجد صليت بنفس الوضوء .. وهذا يسبب لي حرجاً لأنه قد يحين وقت الصلاة وأنا في السوق أو الشارع أو في بيت أحد الناس حيث لا أستطيع البحث والنظر في لباسي الداخلي للتأكد من طهارتي وعدم انتقاض وضوئي.
لقد سألت الكثير من الشيوخ فأفادوني بعدم لبس اللباس الأسود وعدم البحث والنظر في لباسي وأن لا أبالغ في الاستنجاء كما نصحوني بأن أصلي بنفس الوضوء أكثر من فريضة ما لم ينتقض وضوئي لسبب آخر رغم ظني بنزول شيء من المذي دون أن أشعر به.
أنا متأكد من أن حالتي ليست سلس المذي لأنني إن بقيت في الحمام لمدة نصف ساعة وبالغت في الاستنجاء فإنني أبقى على طهارة لصلاتين أو أكثر دون خروج شيء وبقائي في الحمام طويلا يسبب لي مشقة وحرج وأذى .. أرجو منك أن تساعدني وتفيدني في مشكلتي هذة بالسرعة الممكنة فقد سيطر علي الوسواس في كل ما يتعلق بالطهارة وجزاك الله عني خير الجزاء؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. حالتك ـ يا أخي ـ واحد من اثنين:
إما أن هذا الذي تشعر به يكون من قبيل الظن لا اليقين؛ فحينئذٍ تصلي بوضوئك ـ ما شئت من الأوقات ـ ما لم ينتقض لأسباب أخرى، ومن دون أن تقوم بأي عملية تحرٍّ عند كل صلاة، ورؤيتك للمذي مرة واحدة لا يستلزم منه تكرار ذلك بيقين.
وإما أنه يقين؛ أي أنك تعلم يقيناً أن هذا المذي ينزل بعد تبولك بنصف ساعة بشكل دائم، ففي هذه الحالة أنصح بما يلي:
1- لست ملزماً شرعاً بأن تمكث في الحمام نصف ساعة.
2- تضع بعد تبولك " محرمة كلينكس " أو خرقة صغيرة عند موضع نزول المذي، ثم تتوضأ وضوءك للصلاة فتصلي الصلاة الحاضرة، فإن انتابك شعور أو وسواس أن المذي قد نزل بعد وضوئك بدقائق أو وأنت في صلاتك .. تكمل صلاتك الحاضرة .. من دون أن تتحرى ولا أن تتوضأ من جديد؛ لأن اليقين عندك أن النزول عادة يكون بعد نصف ساعة تقريباً، فتتعامل مع اليقين لا الظن.
3- إن أردت أن تستأنف الصلاة بعد نصف ساعة تزيل " المحرمة " وتغسل ذكرك وتتوضأ من جديد.
4- وضوءك الثاني هذا لا تحتاج أن تضع بعده شيء عند موضع نزول المذي؛ لأن المذي ينزل بعد التبول وليس بعد الوضوء، وهذا يعني أنك تستطيع أن تصلي بوضوئك الثاني هذا عدة أوقات ما لم تحدث أو تضطر للتبول من جديد.
فقد صح عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال:" كنت رجلاً مذَّاءً، وكنت أستحي أن أسأل النبي صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته، فأمرت المقداد بن السود، فسأله فقال صلى الله عليه وسلم:" يغسل ذكره ويتوضأ ".
5- إن استصعبت وضع " محرمة كلينكس " أو خرقة صغيرة .. يكفيك أن تأخذ كفاً من ماء تنضح بها موضع التلوث بالمذي من ألبستك، لقوله صلى الله عليه وسلم:" يكفيك بأن تأخذ كفاً من ماءٍ فتنضح بها من ثوبك حيثُ ترى أنه أصابه ".