GuidePedia

0


س728: ذكرتم شيخنا الفاضل أنكم لا ترون العمليات الفدائية ( الاستشهادية )، فهل هذا بإطلاق أم أنه ممكن تجيزونها من باب المصلحة والمفسدة .. فكما أجزتم ارتكاب كفر لدفع كفر أعظم منه، فهل ممكن تجيزون هذه العمليات من باب إحياء أمة، أو دفع شرك عن الأمة .. ومعلوم أن حفظ الدين والتوحيد مقدم على ما سواه، والله تعالى يقول ( والفتنة أشد من القتل ) وإذا اعتبرنا أن قصة الغلام شاهد في المسألة وأن تعريف أهل العلم للانتحار والمنتحر لا يتطابق مع الاستشهادي إلا بصفة واحدة فيقتضي أن الحكم يختلف، فمثلاً: لو علم المجاهدين أن العدو يستعد لضرب مدينة المسلمين بسلاح دمار شامل ولم يكن من سبيل لوقف هذا السلاح إلا بعملية استشهادية فيقدم رجل مسلم لحماية دولة الإسلام وحماية الآلاف المسلمين والخـلاصة هل ممـكن تجيزون هذه العمـليات ( الاستشهادية ) بشروط خاصة لجلب مصلحة كبيرة للأمة أو دفع مفسدة عامة ؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين. هذه الصورة التي ذكرتها وهي أنه في عمله الاستشهادي قد يُحيي أمة ودولة وغير ذلك .. أراها غير واقعية ولا ممكنة .. بل نرى كثيراً من العمليات يقتل الأخ فيها نفسه من دون أن ينزل أي نكاية بالعدو .. وبعضها يكون واحداً مقابل واحد .. أو يؤدي إلى جرح بعض الأفراد من قوات العدو .. وهذا ليس بشيء .. فالأخ من هؤلاء المجاهدين أغلى من ذلك بكثير .. لذا أعتقد أنه حصل بعض التهاون والتوسع في الأمر بصورة حتى المجيزين لهذا العمل ـ لو نظرنا إلى شروطهم وقيودهم ـ لا يرضونها ولا يوافقون عليها!
فإن أبيت علي وقلت لي: لا، ممكنة وواردة، فأقول لك: إن تيقن الأخ ـ كما قلت ـ أنه بقتله لنفسه يُحيي أمة وشعباً، ودولة .. وكان موتها محققاً .. ولا مناص له من إحيائها إلا عن طريق قتله لنفسه .. أرجو أن يكون في الأمر حينئذٍ سعة .. والله تعالى أعلم.

إرسال تعليق

 
Top