بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة
والسلام على رسول الله، وبعد.
فيا أبناء القاعدة
في اليمن .. من قبل لما قامت الثورة اليمنية .. وهتف الشعب اليمني كله بسقوط
الطاغية الخائن علي صالح .. وكاد عرشه أن يترنّح .. وكادت الثورة أن تؤتي ثمارها
.. قمتم منفردين بالاستيلاء على بعض القرى والمدن اليمنية .. مع علمكم المسبق أنكم
لن تستطيعوا الحفاظ عليها .. ولا تملكون مقومات الحفاظ عليها .. فأعطيتم بذلك
انطباعاً في اليمن وخارج اليمن .. أن القاعدة والثورة قد التقتا على هدف واحد؛ وهو
اسقاط نظام علي صالح .. فأديتم في ذلك خدمة كبيرة للطاغية ونظامه؛ حيث ظهر أنه إذ
يُقاوم الثورة اليمنية، ويقتل أهلها، فهو بذلك يُقاوم ويُقاتل القاعدة .. فحصل
بسبب ذلك على تأييد دولي وإقليمي له ولجرائمه .. كما كان ذلك سبباً رئيسياً في وأد
الثورة، ورجوعها عن أهدافها المنشودة!
وهناك من رماكم في
حينها أن منكم من فعل ذلك بإيحاء من علي صالح، وجماعته ــ ولو بطريقة غير مباشرة
ــ ليخرج من المأزق الذي أدخلته فيه الثورة اليمنية ... والله تعالى أعلم.
كانت النتيجة
كالتالي: الثورة قد ضُربت وتراجعت عن أهدافها .. أنتم قتل منكم العدد الكبير ..
وقد خسرتم جميع المناطق التي استوليتم عليها .. لكن بقي علي صالح، وبقي نظامه،
وبقي حزبه، وبقي أبناؤه يسيحون فساداً وخراباً في اليمن!
وها أنتم اليوم،
تكررون نفس الخطأ، وتُلدغون من نفس الجحر أكثر من مرة .. وكأن قدركم أن تكونوا كل
مرة تلك الأداة التي يمتطيها الطاغية علي صالح وأبناؤه لمآربه، والتي من خلالها
يصل إلى بر الأمان من كل مأزق يتعرض له .. وعلى حساب الصفوة من شبابكم!
فإن قيل: كيف، هلا
أوضحت ..؟
أقول: بعد أن اجتمعت
بعض دول المنطقة من خلال " عاصفة الحزم "، على إزالة الطاغية علي صالح
من الخارطة السياسية اليمنية، وضرب وتحجيم الروافض الحوثيين عملاء وأذناب ومخالب
إيران في اليمن والمنطقة .. قمتم منفردين بالاستيلاء على مدينة المكلا .. بسهولة
ومن غير مقاومة تُذكَر من أي طرف .. وربما علي صالح ــ ومعه الحوثيين ــ قد يوعز
لبعضكم بأن تستولوا على غيرها من المدن والمناطق ... وفي عملكم هذا منجاة لعلي
صالح وأبنائه من حبل المشنقة .. وخدمة جليلة لا تُقدَّر بثمن للروافض الحوثيين، ولأسيادهم
في قم وطهران!
فإن قلتم: كيف، هلا
أوضحت أكثر ..؟!
أقول: تحالف "
عاصفة الحزم "، إزاء عملكم هذا بين خيايرين لا ثالث لهما، وكلا الخيارين
يصبان في خدمة الطاغية على صالح، وحلفائه الحوثيين الأشرار ..!
الخيار الأول: أن
تشغلوا عاصفة الحزم بكم .. وتشتتوا ضرباتها وسهامها عن الطاغية الخائن علي صالح،
وحلفائه الحوثيين .. لتتوجه إليكم وإلى شبابكم .. وإلى المدن والمناطق التي
استوليتم عليها .. ويا لها من خدمة جليلة تقدمونها للطاغية وحلفائه!
الخيار الثاني: أن
تمسك عاصفة الحزم عنكم .. وتجعل سهامها وضرباتها مقصورة على الطاغية الخائن،
وحلفائه الحوثيين .. فحينئذٍ سيظهر تحالف " عاصفة الحزم "، على أنه
متواطئ مع الإرهاب العالمي .. وأن الذي يُقاتل ويستهدف الإرهاب العالمي هم الروافض
الحوثيون، وحليفهم الطاغية علي صالح ... وبالتالي فيا دول العالَم قفوا وأغيثوا
الحوثيين، وحليفهم علي صالح من ضربات عاصفة الحزم المتواطئة، والساكتة على أعمال
القاعدة، والإرهابيين ...!
وفي ذلك احراج جلي
لعاصفة الحزم، ولأهدافها المحددة .. كما فيه خدمة جلية وصريحة لا تُقدّر بثمن
للطاغية المجرم علي صالح، ولحلفائه الروافض الحوثيين ...!
من قبل: كنتم ترسلون
الصفوة من شبابكم ليفجّروا أنفسهم في التجمعات الحوثية ــ تحت عنوان ما تسمونه
بالعمليات الاستشهادية ــ واليوم جاءت " عاصفة الحزم "، لتكفيكم مؤنة
ذلك، وأكثر ... فهلَّا أفسحتم لها الطريق ...؟!
عبد المنعم مصطفى حليمة
" أبو بصير الطرطوسي "
5/4/2015
www.abubaseer.bizland.com