الظلم لا يُزال بظلم أكبر .. والفساد لا يُزال
بفساد أعظم .. والمنكر يُنكَر، ولكن لا يجوز أن يُنكَر بمنكر أكبر منه .. والضرر لا
يزال بضرر مثله أو أعظم منه .. ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح .. هذه قواعد متفق
عليها .. قد دلت عليها عشرات النصوص الشرعية .. أقول ذلك لشرعيي الأطراف والفصائل المتنازعة
في الغوطة الشرقية الذين يشرعنون قتال الإخوان بعضهم مع بعض .. ويحرضون على حمل السلاح
ضد بعضهم البعض .. ويحملون الإخوان والشباب من جميع الفصائل على التقاتل فيما بينهم،
وسفك الدم الحرام ــ بينما الطاغوت النصيري وجنده يبتعدون عنهم أمتاراً، ويتربصون بالجميع
الدوائر والشر ــ تحت عنوان الانتصاف للمظلوم وللحق .. وزعم الاحتكام للشرع .. كذبوا
.. حاشى الشرع أن يبيح سفك الدم الحرام!
اتقوا الله .. ولا تنسبوا لدين الله ما هو
منه براء .. فقد أسأتم ــ بجهلكم ــ لدين الله أكثر مما أسأتم لأنفسكم .. ما أرى إلا
أن الشيطان قد عطس في مناخركم؛ يهيج بعضكم على بعض، ليقتل بعضكم بعضاً، ولتسفكوا دماءكم
بأيديكم .. إذا كانت الحدود الشرعية تسقط بالإجماع في دار الحرب .. لقرب العدو من المسلمين
.. وحتى لا يستفيد العدو من ضعف المحدود فيأوي إليه .. فيتقوى به على المسلمين .. فمن
باب أولى أن تؤجل الحقوق والخلافات المستعصية في دار الحرب .. من أجل دفع العدو الأكبر
.. والخطر الأكبر .. فدرء المفاسد، ودفع شر الطاغوت الأكبر مقدم على جلب المصالح، وجلب
الحقوق .. هذا مع التيقن في تحصيلها .. فكيف إذا تيقنا أن التقاتل فيما بين الإخوان
سيزيد المظالم .. وسيعقد الأمور أكثر .. ولن يعيد الحقوق لأصحابها .. وسيسهل على الطاغوت
النصيري مهمته بالإنقضاد على الجميع؟!
الحل قلناه، وقاله غيرنا من أهل العلم .. ونعيد
فنقول: لا بد من كبح جماح الغضب والعناد .. والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ..
ومن ثم تتواطأ جميع الفصائل الموجودة في الغوطة على تشكيل قضاء مستقل يرضى به الجميع
.. ينصف الحقوق، والمظالم ما أمكن، وقدر المستطاع .. مع بقاء البنادق موجهة في اتجاه
واحد لا غير، باتجاه النظام النصيري وشبيحته، ومرتزقته .. وأيما حل خلاف ذلك فهو مردود
وباطل .. لا نباركه، ولا نجيز القتال دونه!
اتقوا الله .. ولا تستخفوا بدماء الشباب المسلم
المجاهد ... ولا تشمّتوا العدو بنا وبكم!
14/5/2016