GuidePedia

0


ما من ظالم، وباغٍ إلا ويُعطي لظلمه وبغيه وعدوانه المبرر الأخلاقي الذي حمله على الظلم، والبغي، والعدوان؛ ليقنع نفسه، ومن حوله، ومن يُصغي إليه، فيما يقوم به من ظلم، وبغي وعدوان!
فيظلم تحت ذريعة إقامة العدل، ويكفر تحت ذريعة الدفاع عن الإيمان، ويقتل الأبرياء ويعتدي على الحرمات، تحت ذريعة الدفاع عن النفس، ومحاربة المرتدين، ويعتدي تحت ذريعة رد المعتدين، ويفسد في الأرض، تحت عنوان وذريعة الإصلاح .. ويفرق كلمة المسلمين تحت عنوان وذريعة توحيدهم .. ويسرق ويسطو تحت عنوان ومسمى الغنائم .. والخوارج الغلاة ــ من قبل واليوم ــ من هذا الصنف الكاذب الظالم، الذي يتشبّع بما لم يُعط، وما ليس فيه .. وهؤلاء حظهم من كتاب الله، قوله تعالى:[ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ]الكهف:104.
جاء رجلٌ من الخوارج إلى الحسنَ البصري، فقال له: ما تقول في الخوارج؟ قال: هم أصحاب دنيا. قال: ومن أين قلت، وأحدهم يمشي في الرمح حتى ينكسر فيه ويخرج من أهله وولده؟ قال الحسن: حدِّثْني عن السلطان؛ أيمنعُكَ من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والحج والعمرة؟ قال: لا، قال: فأراه إنما منعكَ الدنيا فقاتلتَه عليها!ا- هـ.
وما قتالهم اليوم لمجاهدي الشام ومسلميه إلا من أجل الدنيا، والهوى، وحظوظ النفس ....!
16/8/2016
أعلى النموذج

إرسال تعليق

 
Top