عندما
تخوض معركة شرسة مع عدو شرس، متمثل في أطراف ودول عدة .. ليس من الحكمة، ولا السياسة
الشرعية أن تُعرِب، وتُعرّف عمّا في نفسك، وعن جميع قراراتك، وأفكارك وإجراءاتك العمليّة،
في مواجهة الأخطار والنوازل الناجمة عن تلك المعركة .. أو أن تصدر فتوى شرعية على الملأ
في كل حركة تقوم بها أو تنوي القيام بها .. وإلا لجعلت من نفسك ــ ومن معك ــ لقمة
سهلة للعدو!
هناك مساحة يُسمَح فيها الإعراب والإظهار لا يُناسبها
الكتمان .. ومساحة يجب أن تُعالَج وتُبحث بالسر والكتمان .. لا يجوز الخلط بينهما
.. وفي الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" استعينُوا على إنْجَاحِ
الحَوَائِجِ بالكتمَانِ "[صحيح الجامع:943].
وكَانَ النبي صلى الله عليه وسلم:" إذَا أَرَادَ
غَزْوَةً وَرَّى بِغَيْرِهَا " مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. أي سترها بغيرها، موهماً العدو
أنه سيأتيه من جهة الشرق، فيأتيه من جهة الغرب، أو سيغزوه بعد شهر فيغزوه بعد أسبوع
أو أيام .. وفي الحديث:" الحربُ خُدعة ". والجانب السياسي، والإعلامي من
الحرب أولى بالخدعة من الجانب العسكري.
25/9/2016