GuidePedia

0
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. يكثر اليوم اللغط حول مسألة طلب العلم وتقديمها على القتال بسبب ما فرضه علينا واقع الساحة والذي حول كثيراً من المقاتلين إلى لصوص، وقطاع طرق وقوات ديمقراطية، وغير ذلك ﻹغفال هذا الجانب المهم فهل من توجيه لفضيلتكم يحدد التوازن المطلوب منا في الساحة؟ وجزاكم الله خيرا وتقبل طاعتكم.

 الجواب: الحمد لله رب العالمين. طلب العلم ــ وأعني به طلب العلم الشرعي؛ قال الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الصحابة ــ من الجهاد في سبيل الله، ويعدل أجره أجر الجهاد .. كما في الحديث، فقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من خَرجَ في طلبِ العلم فهو في سبيلِ الله حتى يرجعَ "[ رواه الترمذي، وقال حديث حسن، صحيح الترغيب: 88 ]. وقوله صلى الله عليه وسلم: " فهو في سبيلِ الله "؛ أي هو في جهادٍ، وله أجر من يخرج للجهاد في سبيل الله حتى يرجع.

 وعندما يوجد نقص في العلماء الذين بهم تتحقق الكفاية، يُصبح طلب العلم فرض على كل مسلم قادر، يجد في نفسه القدرة على طلب العلم، كما في الحديث، قال صلى الله عليه وسلم:" طلبُ العلمِ فريضةٌ على كل مسلمٍ "[ صحيح الترغيب: 70 ].

 حتى عندما يتعين القتال، ويكون فرضاً، ينبغي أن ينفر نفرٌ من المسلمين لطلب العلم، ليسدوا الخلل والنقص، ويلبوا الحاجة في هذا الجانب، كما قال تعالى:[ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ]التوبة:122. فالطائفة التي نفرت لطلب العلم، تعلم الطائفة التي نفرت للغزو والجهاد إذا ما رجعوا إليهم. 

 وعليه من كان يجد في نفسه من شباب الشام أهلية وإمكانية لطلب العلم، يتعين عليه أن ينفر لطلب العلم، وبخاصة في هذه المرحلة التي تشهد نقصاناً حاداً في أهل العلم، وطلبة العلم .. بشرطين: أولهما أن يُشارك بين الفينة والأخرى في الرباط والجهاد، فيحقق بذلك معنيين: ترجمة العلم إلى عمل وجهاد، وتعليم ما تعلمه لمن يخالط من المجاهدين والمرابطين.

 ثانيهما: أن يستأذن أميره إن كان له أمير، فالأمير الميداني له رأي في تقدير المصالح من المفاسد، عند اختيار أحد الطريقين إما القتال، وإما طلب العلم .. وأنا بدوري أنصح الأمراء فأقول لهم: من يجد من أفراده مؤهلات طلب العلم .. والرغبة في طلب العلم .. فليسهل لهم طريق طلب العلم .. وليأذن لهم في طلب العلم، وفي الحديث:" من سلَك طريقاً يَلتمِسُ فيه علماً، سهَّلَ اللهُ له طريقاً إلى الجنة "مسلم. ومن يسهل لأخيه طريق طلب العلم، ويعينه عليه، فله مثل أجره؛ يسهل الله له طريقاً إلى الجنة .. فالدال على الخير، والمعين عليه كفاعله، والله تعالى أعلم.

2/10/2016

إرسال تعليق

 
Top