GuidePedia

يعترض الدواعش، وبعض من يناصرهم، فيقولون: كيف تريدون من داعش أن تسالم مسلمي ومجاهدي الشام، وأن لا تستهدفهم بالعمليات التفجيرية والانتحارية .. وتسارعون في الإنكار عليهم لو فعلوا شيئاً من ذلك .. بينما أنتم أيضاً تحاربون داعش .. فمن عاملكم بالمثل فما ظلم؟!

 أقول: نعم؛ لا ينبغي أن ننكر عليهم في حال اعترفوا بأنهم أعداء لله، ولرسوله، وللمؤمنين .. وأنهم مفسدون .. وخوارج غلاة .. وقصدوا الشام للإفساد، والضرر .. فحينئذٍ لا ننكر عليهم سوء صنيعهم؛ لأن من كان كذلك لا يرجى منه إلا الشر والغدر، والكل حينئذٍ يكون على بينة من أمرهم! 

 أما أن يقولوا عن أنفسهم أنهم مجاهدون .. وأنهم جاؤوا إلى الشام من أجل نصرة الإسلام والمسلمين .. والذود عن المستضعفين من أهل الشام، وعن حرماتهم .. ويصطادوا حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، بمثل هذا الإدعاء .. بينما واقعهم يكون بخلاف ذلك، وضد ذلك؛ قائم على الغدر، والإفساد، والإجرام والضرر ... ففي هذه الحالة؛ نعم يجب أن ننكر عليهم غدرهم وسوء صنيعهم، لنبين للمغفلين منهم، والمغرر بهم .. أن هؤلاء يكذبون فيما يدعون، وأن أعمالهم الشريرة تكذب ادعاءاتهم ...!

 ثم بعد ذلك، نقول أيضاً: خوارج الدواعش معتدون وصائلون .. وغزاة محتلون .. يشاركون بقية الفرق والأعداء العدوان والضرر على الشام وأهل الشام .. لا فرق .. ومجاهدو الشام واجبهم أن يدافعون عن أنفسهم وحرماتهم ووجودهم ضد كل من قصد الشام وأهله بشر وسوء .. فلا يستويان مثلاً؛ البغاة المعتدون المجرمون، ومن يرد عن نفسه وحرماته عدوان هؤلاء البغاة المعتدين!

 ثم أن خوارج الدواعش يهادنون كفار الأرض كلهم .. ولا يهادنون مسلمي ومجاهدي الشام؛ لاعتبارين: أولهما، أن أهل الشام ومجاهديهم في نظرهم مرتدون، وصحوات، ولا هدنة ولا صلح مع المرتدين .. بخلاف الكافرين .. وقتال المرتدين مقدم على قتال الكافرين!

 ثانيهما: أن أهل الشام ومجاهديهم ما هم إلا من رعايا دولتهم المشؤومة المزعومة، وبالتالي لا بد أولاً من ردهم إلى بيت الطاعة، ومبايعة إمامهم المجرم، ولو بالقتل، والغدر، والتفجير، وإبادة الجميع .. وأدى ذلك إلى ضياع البلاد والعباد .. فهم إما أن يموتوا أو يُوميتوا .. ولا خيار وسط بينهما .. بهذا استحقوا الوصف النبوي لهم، بأنهم :" سفهاء "!

 هذه العقليّة العفنة الضارة الشريرة التي لا يستفيد منها إلا الطاغوت النصيري وأعوانه وحلفاؤه ــ وبخاصة عندما تتستر بغطاء الدين ــ تحتاج إلى تعرية وبيان، كلما دعت الحاجة والضرورة إلى ذلك، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حي عن بينة.  

8/10/2016

 
Top