قد
كثر الجدال حول كيفية فض النزاعات والخلافات بين الطوائف والجماعات المنتسبة لأهل
السنة والجماعة، وضرورة الوقوف صفاً واحداً أمام التحديات الخارجية .. كالخلاف
المعروف والموروث بين الأشاعرة والماتريدية، والسلفية، والمذهبية، واللامذهبية،
وغيرها .. وفي كثير من الأحيان العدو يُزكيها ليمرر أهدافه وأطماعه؟
والتوجيه
الذي أراه في حل هذا النزاع القديم الجديد، أن المسألة لها مسارين: مسار سياسي،
وأمني، وعسكري .. يوحّد جميع الطوائف والجماعات المنسوبة لأهل السنة والجماعة، على
اختلاف وتباين هذه الطوائف فيما بينها، ودرجة قربها أو بعدها من أهل السنة
والجماعة .. وبتعبير آخر اصطفاف سني يجمع جميع الطوائف السنيّة سياسياً وأمنياً
وعسكرياً ضد أعدائهم .. هذا المسار لا يجوز فيه الخلاف والاختلاف الذي يؤثر على
وحدة الصف والكلمة، كما لا يقبل التفرق فيما بين الطوائف والجماعات تحت أي ذريعة
كانت، ومهما كانت النية صادقة أو طاهرة.
ومسار
فكري، وعقدي، وفقهي .. فهذ المسار يكون مستقلاً عن المسار السابق .. يضمن بقاء
واستمرار التناصح، والتناظر فيما بين علماء تلك الطوائف والجماعات .. بالرفق،
والحكمة والموعظة الحسنة .. وبطريقة لا تؤثر سلباً على سلامة المسار الأول.
بهذه
المنهجية في إدارة النزاع، والتعامل معه، نحافظ على وحدة الصف في مواجهة الأعداء،
كما نحافظ على بقاء وإحياء فريضة التناصح فيما يُختلف عليه بين المسلمين .. وكفى
الله المؤمنين القتال.
27/11/2016