تجربة مجلس قيادة الثورة، تجربة فريدة؛ شملت جميع
الفصائل الثورية السورية الممتدة على جميع ربوع سوريا، ومن دون استثناء، وقد
ابتدأها وأقرها، وأقر ميثاقها قادة الأحرار الشهداء رحمهم الله .. وكان على رأس
الساعين والمنظمين لجلسات هذا المجلس الكبير هو أخونا الشيخ عبد المنعم زين الدين
حفظه الله .. وكنت شاهداً على كثير من جلسات ومنعطفات هذا المجلس، الذي استغرق من
عمر وطاقات الثورة أشهراً عديدة.
فتعلقت
به الآمال الكبيرة، حيث كان يؤمل من هذا المجلس أن يكون النواة الأولى لتشكيل
وانطلاقة المؤسسات الكبيرة التي تشمل جميع مساحة الوطن السوري، والتي منها تشكيل
جيش سوري موحد يمتد على جميع التراب السوري ... لكن ما الذي حصل؟!
انتخب
المجلس رئيساً مؤقتاً عليه ــ كان من الممكن تغييره في أي وقت تجتمع الكلمة على
تغييره ــ عرف عنه بأنه حقوقي كبير، كان يعمل في مجال التعليم والقضاء في بعض
الحكومات العربية .. فكانت هذه تهمة كافية عند بعض الغلاة المتشددين المتكلّفين
لأن ينقضوا المجلس، ويبطلوه، ويحرضوا على سحب فصائلهم من المجلس .. على اعتبار أن
رئيس المجلس متّهم، ومن سيرته أنه كان يعمل في القضاء!
وفعلاً
فقد نجحوا في إفشال المجلس وتدميره، وعودة الأمور إلى نقطة الصفر ــ مستغلين
الفراغ الذي أحدثه استشهاد أبطال الأحرار ــ بعد جهد مضن لكثير من الخيرين
والعقلاء، متعللين بالذريعة الواردة أعلاه .. علماً أن الرجل بعدها قد أصيب بمرض
شديد، حمله على التقاعد عن رئاسة المجلس، وعن العمل السياسي بشكل عام .. نسأل الله
تعالى له الشفاء.
والملفت
للنظر أن نفس هؤلاء المتشددين المتكلفين يريدون اليوم أن يفرضوا أسماء على رئاسة
اندماج وتوحد هي أكثر إثارة للجدل، والفتنة، والتفرقة، والضرر من رئيس مجلس قيادة
الثورة المشار إليه أعلاه ..!
فعلام
يكون تدميرهم للإندماج والتوحّد السابق المتمثل في مجلس قيادة الثورة حلال، بذريعة
أن رئيس المجلس غير مناسب .. بينما من لا يوافقهم على الأسماء المثيرة للجدل
والضرر التي يريدون فرضها على التوحد الجديد ــ قبل انعقاده واتمامه ــ حرام،
وجريمة يُحاسب ويؤخذ عليها؟!
1/1/2017
إرسال تعليق