خَلَطَ البقّالُ خطأ
الملحَ مع السّكّر، فبدلاً من أن يتلف الخليط، وحتى لا يفقد الخليط، قام بإضافة
السّكر على الخليط أملاً في أن يتغير طعم الخليط إلى السكر، ويغيب منه طعم الملح
.. لكنه يُفاجَأ بأن طعم الملح في الخليط لا يزال ظاهراً .. فكرر المحاولة أكثر من
مرة، ومرة .. وفي كل مرة يظن أن طعم الملح سيغيب، ويتناثر .. لكنه يُفاجَأ في كل
مرة بأن طعم الملح لا يزال ظاهراً .. إلى أن أصبح لديه كميّة كبيرة جداً من الخليط
.. فما كان منه في نهاية الأمر، إلا أن يتلف الخليطَ كلِّه، وكله أسى وندم، ولسان
حاله يقول: يا ليتني أتلفتُ الخليط من أول مرة، يا ليتني أصلحت خطأي من أول مرة،
ولم أضف إليه تلك الكميّة الكبيرة من السكر .. والتي لم أستفد منها شيئاً!
مثال هذا البقال: مَن يبني ويؤسس على
فساده وظلمه .. ظانَّاً أن طولَ وجودة البنيان الظاهر سيُنسي، ويُذهب أثر فساده
وظلمه، ويُغطي عليه ...!
1/3/2017