في
ثورة الثمانينات أقام الإخوان المسلمون في العراق التحالف الوطني لتحرير سوريا،
والذي بموجبه تحالفوا مع الشيوعيين، والبعثيين، والقوميين العلمانيين، وتواطؤوا
فيما بينهم على نظام ديمقراطي علماني، وأمّروا عليهم الدرزي الملحد حمود الشوفي،
كأمين عام للتحالف، بذريعة الوحدة الوطنية، وحتى نكسب ود ورضى بعض الأطراف
الوطنية، والإقليمية والدولية ... فماذا كانت النتيجة؟
انطفأ
وهج الجهاد والتضحية والرغبة في القتال والاستمرار في المواجهة عند الشباب السوري
المسلم؛ على اعتبار أن جهادهم لم يعد في سبيل الله، وسينتهي إلى مشروع ديمقراطي
علماني لا يمت إلى الإسلام بصلة، وأرواحهم أغلى من ذلك .. وتوقفت الثورة وانتهت ..
وتفرقت الجماعة إلى جماعات، وتاهوا عقوداً في الدروب والأمصار .. وفي المقابل
أزهروا الطرف العلماني المجهول، وعرَّفوا الشعب السوري عليه وعلى قادته، وحفظونا
أسماء أحزابهم وقادتهم .. وانتعش النظام الأسدي المجرم .. واستمرت المأساة،
وتفاقمت، وإلى يومنا هذا .. صدق الله العظيم:[ وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا
نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ
فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
]المائدة:14. وهذا يشمل المسلمين في حال وقعوا فيما وقع فيه النصارى من النسيان
لحظٍّ من الدين، فليس لهم كل مرة، ولنا كل حلوة!
واليوم
يوجد فريق منا يريد أن يعيد نفس تلك التجربة، تحت نفس تلك الذرائع، ومن غير روية،
ولا دراسة لمضاعفات وتبعات ما يريد، وما يمكن أن ينتج عن ذلك من آثار سلبية
ومدمرة، وبخاصة أن الطرف العلماني الذين يريدون من الثورة أن تتودد إليه، وتتحالف
معه، وترمي إليه بفلذات أكبادها، وبثمار جهادها وتضحياتها، جله إلى الساعة ضد
الثورة السورية؛ بعضه لا يزال مع النظام الأسدي المجرم، يعارضه معارضة صورية،
وبعضه الآخر مع الانفصاليين العنصريين المجرمين، والخونة
PKK، وأحسنهم من يتخذ موقف الحياد السلبي
الممقوت وغير المبرر، ينتظر المنتصر ليعلن وقوفه معه؟!
وفي
الحديث:" لا يُلدَغُ المؤمِنُ مِن جُحرٍ واحدٍ مَرَّتينِ "البخاري.
21/3/2017