GuidePedia

0


       تُنسَب لأبي محمد الجولاني أخطاء وجرائم عدة، تَرقى بمجموعها إلى درجة الخيانة العظمى للشام، وأهله، وثورته، منها: أنه سبب مباشر في دخول داعش إلى الشام، وتمكينهم في الشام، ومن رقاب أهل الشام .. فكان مندوباً لهم، ثم ممهداً، وممكناً لهم .. وما حصل بينهما من تنازع على الزعامة فيما بعد لا يلغي هذه الحقيقة.
       ومنها: ما إن خلع ثوب الخوارج الدواعش الأشرار، إلا ولبس ثوب القاعدة، ليستفيد من اسم القاعدة، في مواجهة أميره البغدادي أمير الخوارج الدواعش، فعمل جاهداً على أن يكسي الثورة السورية ثوب القاعدة، وعلى أن يقعدن الثورة، غير مكترث لما يتسببه هذا الانتماء من ضرر كبير للشام، وأهله، وثورته .. فأمدّ بذلك الطاغوت المجرم بشار الأسد بالقوة والحياة، وسهّل عليه مهمة الإجرام، وأعانه على قتل الشعب السوري، وارتكاب مجازره وجرائمه بزعم محاربة القاعدة، ولا يزال .. كما ذعّر بذلك العالَم كله على الشام، وأهله، وثورته .. وأعطى ذريعة سهلة للغزاة المستعمرين، على غزو الشام، والإفساد والإجرام في الشام!
       وبعد أن انتهى مفعول ثوب القاعدة، وأصبح منبوذاً داخلياً أكثر من الخارج، خلع ثوب القاعدة ــ وكان ذلك بعد خمس سنوات من عمر الثورة، غير آبه لمناشدة العقلاء والعلماء له بأن يكف أذى هذا المسمى عن الشام وأهله ــ ليرتدي ثوب الجبهة، والهيئة .. فغير الاسم لكن لم يغير شيئاً من أسلوبه ونهجه، وأعماله!
       ومنها: بغيه وسطوه على كثير من فصائل ومقرات وأسلحة مجاهدي الجيش الحر، مستحلاً حرماتها، فأخرج منها من مواطن الرباط والجهاد والعمل أكثر من عشرين فصيلاً عاملاً مجاهداً .. وإلى تاريخ هذه الكلمات فهو لا يزال يمارس عملية السطو، والبغي، والإقصاء .. فأسدى بذلك خدمة مباشرة للطاغوت المجرم بشار الأسد ونظامه الطائفي اللعين.
       ومنها: قتله واعتقاله التعسفي لكثير من النّشطاء والفاعلين في الثورة، ممن يعارضونه ولا يرون نهجه وأسلوبه .. وهؤلاء تُذكَر أسماؤهم وقضاياهم عند إجراء المحاكمة.
       ومنها: تهجيره لآلاف الشباب السوري المجاهد، والكوادر الثورية الفاعلة ــ بسبب ممارساته وسلوكياته الخاطئة الآنفة الذكر أعلاه ــ تهجيراً قسرياً خارج سوريا، ليتيهوا في الأمصار، وعبر المحيطات ..!
       وهو إلى الساعة رغم الأخطاء العديدة التي تُنسَب إليه بحق الثورة الشامية، وبحق الشام، وأهله، لم يُعرَف عنه أنه اعتذر للشام وأهله مرة عن خطأ واحد من تلك الأخطاء!
       لأجل هذه الجرائم والأخطاء ــ وربما هناك مآخذ أخرى قد تظهر في أوانها ــ فإننا نطالب بإجراء محاكمة ثورية شرعيّة عادلة على الملأ، لأبي محمد الجولاني .. فإن كان بريئاً مما يُنسَب إليه، تُبرّأ ساحته، وإن كان مخطئاً ومجرماً، يُحاسَب على أخطائه وأعماله، بحسب ما يحكم عليه القضاء العادل .. وهذا ليس مطلباً شخصياً وحسب، بل هو مطلب كثير من علماء ودعاة الشام، وكثير من قادة وكوادر الثورة السورية.
       أم أن محاكمنا تُشْرَع للضعفاء والمساكين وحسب، أمّا الأقوياء فهم فوق المحاكمة، وفوق المساءلة، والمحاسبة؟!
3/3/2017

إرسال تعليق

 
Top