من
بشريات السوء التي تُساق للجولاني قبل وفاته، أن ملأ الله أذنيه بثناء مؤمني
الشام؛ خواصهم، وعوامهم، المجاهدين منهم، والمستضعفين .. عليه بالشرّ والسوء؛
فالكل أصبح يثني عليه شراً .. والجميع يدعو عليه .. والجميع أصبح يتمنى هلاكه
والخلاص من شره وإجرامه .. وهذه بشرى سوء تُعجّل له قبل أن يلقى مصيره، وقبل أن
يُفاجئه الحق، ويُسأل عما فرّط بحق الشام، وأهله، وثورته، وظلمه لهم .. وعن غدراته
بهم!
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أهل الجنة من ملأ الله أذنيه من ثناء الناس
خيراً، وهو يسمع، وأهل النار من ملأ أذنيه من ثناء الناس شراً وهو
يسمع"[السلسلة الصحيحة:1740].
وقال
صلى الله عليه وسلم:" إذا أتى الرجل القومَ فقالوا له مرحباً، فمرحباً به يوم
يلقى ربه، وإذا أتى الرجل القوم فقالوا له: قحطاً، فقحطاً له يوم القيامة
"[السلسلة الصحيحة:89]. وأهل الشام أصبحوا يقولون له وهو يسمع: قحطاً، قحطاً ...!
فلا
يستخفنّ الجولاني بهذا المصير الذي وصل إليه، ولا تأخذنه العزة بالنفس والإثم، ولا
تغرنه قوته التي هو عليها الآن، فالله أقوى منه، وأقدر عليه، من قدرته على مستضعفي
أهل الشام .. وليبحث لنفسه عن سبيل سريع للتوبة، والإصلاح، إن كان يريد إصلاحاً،
وفيه بقية خير ورشد!
7/3/2017