GuidePedia



فقد كثر الكلام واللغط حول هذه المسألة: أيهما أفضل الحاكم الكافر العادل، أم الحاكم المسلم الظالم ..؟
      أقول: ليس أحدهما أفضل من الآخر على الإطلاق؛ فالكافر العادل أفضل من المسلم الظالم من جهة تحقيق العدل في نفسه، وفيمن يحكم، والمسلم الظالم أفضل من الكافر العادل من جهة تحقيق التوحيد في نفسه، ومحافظته على الحد الذي يبقيه في دائرة الإسلام، وما يترتب عليه من وعدٍ ووعيدٍ في الآخرة!
      ويُقال أيضاً: أن الدول تقوم وتستمر، وتزدهر وتعلو بالعدل، وإن كانت كافرة .. وتضعف، وتتخلّف، وتنهزم، وتزول بالبغي والظلم، وإن كانت مسلمة .. فالعدل يعمّر الديار، بينما الظلم يدع الديار بلاقع ..!
      قال تعالى:[وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ]الأنبياء:11. وقال تعالى:[ فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ ]الحج:45.
      قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى 28/146: أمور الناس تستقيم في الدنيا مع العدل الذي فيه الاشتراك في أنواع الإثم أكثر مما تستقيم مع الظلم في الحقوق وإن لم تشترك في إثم؛ ولهذا قيل: إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة. ويُقال: الدنيا تدوم مع العدل والكفر، ولا تدوم مع الظلم والإسلام ا- هـ.
17/4/2017

 
Top