لست هنا بصدد ذكر أخطاء حركة أحرار الشام التي أوصلتها لهذا الموصل
.. فالأخطاء لا شك أنها موجودة .. والسنن لا تُحابي أحداً .. ومهما قيل عن أخطاء
أحرار الشام فهي كانت تمثل المنهج المعتدل والوسط بين الغلاة والجفاة، الذي يرتضيه
السواد الأعظم من أهل الشام.
كانت تمثل التصور الإسلامي الذي يجمع بين فقه الواقع وفقه الممكن، من
غير تنطع ولا تكلف، ولا تشدد، والقابل للوجود والحياة.
كانت تملك تصوراً شاملاً ومعتدلاً، يجمع بين جميع جوانب الدين
والحياة، السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية .. وكانت تؤسس لذلك.
كانت تجمع في صفوفها بين النخبة والعامة .. فكانت حركة نخبوية شعبية.
كانت الحركة الأكثر تمثيلاً لواقع وهموم المواطن السوري ...
كانت الحركة الأكثر صدقاً وانسجاماً مع الثورة، وأهدافها، وتطلعاتها
.. فكانت الأمل للثورة، والوطن، والمواطن.
عاشت جميع مراحل الجهاد والنضال التي مرت بها الثورة السورية
المباركة، ومنذ اليوم الأول من انطلاقتها .. فقدمت آلاف الشهداء من خلّص أبنائها.
جمعت بين الاستقلالية وإقامة علاقات متوازنة مع دول الإقليم والجوار،
فكانت عصيّةً على الهضم، والاحتواء، والتجاهل.
لذا فقد اجتمع عليها الطغاة، والغُلاة، والجّفاة، وأرادوا إخراجها من الساحة
السورية ... [وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ
يَعْلَمُونَ] يوسف:21.
27/7/2017