يسألونني
عن الأستانة، والإنصاف يقضي أن يكون السؤال: ما هي الأسباب التي ألجأت الثورة إلى الأستانة،
وألزمتها السكوت على مخرجات الأستانة ...؟!
أضعفوا
الثورة، وغدروا بها وبأهلها، وأخرجوا غالب فصائل الثورة من الساحة السورية، ومن دائرة
الصراع مع النظام المجرم، ولم يتركوا للثورة منفذاً ولا سبيلاً للحراك، ثم قالوا: إياكم
أن تذهبوا إلى الأستانة ...؟!
عندما
تحل الميتة، لا يكون البحث لماذا أُكلت الميتة، وإنما يكون البحث ما هي الأسباب التي
أدت إلى أكل الميتة، ليُعمل على إزالتها!
لا
أوافق على الأستانة، ولا على مخرجاته، ولكن لا أرتب عليه ولاء وبراء، ولا تكفيراً ولا
تفسيقاً، وإنما أتفهّم موقف الموافقين له، والمعارضين سواء.
أعتقد
فشل الأستانة، وغيره من المؤتمرات السياسية والدولية حول سوريا؛ لأنها تُبقي على المشكلة
الأساس، ولأن النظام الأسدي المجرم، قد جُبل على الغدر، والخيانة، والعمالة، والإجرام،
لا أمان له، ولا عهد، ولا ذِمّة ...!
أيما
جهد أو مسار سياسي، لا ينتهي بإزالة شاملة للنظام الأسدي الطائفي المجرم، وجميع رموزه،
ومرتكزاته، فهو يعني أمرين: استمرار المشكلة وتفاقمها .. ويعني استمرار الثورة!
17/9/2017