وقف
جورج صبرا ذات يوم يخطب في أعضاء المجلس الإسلامي السوري، يعظهم عن الوطن، والوطنية،
والتماسك الوطني، واللحمة الوطنية ... وهو يعلم أن من أبناء من يخاطبهم، قد ضحوا بأكثر
من مليون شهيدا ذوداً عن الوطن، والحقوق والحرمات، وعن عزة وكرامة وحرية المواطن
.. عشرات الآلاف منا في سجون الطاغية العدو .. قُتل من أبناء الإسلام الآلاف من العلماء
والأدباء، والمفكرين ذوداً عن حقوق وحرمات الوطن والمواطن ...!
وسؤالنا
لجورج صبرا: أين طائفتك النصارى، من الوطن والمواطن، وهذه اللحمة الوطنية التي تعظ
الآخرين بها .. أين هي من الثورة والثوار .. وفي أي صفّ هي وقفت؛ هل هي مع الطاغية
العدو، أم مع الثورة وأبنائها .. كم قسّ أو خوري منكم قد قتل أو اعتقل من أجل الثورة،
ونصرة للثورة .. والوطن .. هل يمكن أن تعد لنا رقما يتجاوز عدد أصابع اليدين؟!
وبالتالي
من الأولى بالوعظ، وأن توجه له الكلمات عن الوطن والوطنية، والتماسك الوطني، والتضحية
من أجل الوطن .. أهل الإسلام .. أم النصارى من أبناء طائفتك؟!
أعلم
أن التاريخ ــ كالعادة ــ سيُزوّر الحقائق، وستُسلط عليه أقلام التزوير، وشهداء الزور؛
فلن يذكر عن الثورة السورية العظمى شيئاً، ولا عن أبنائها، وعلمائها، وشهدائها الذين
تجاوزوا مليون شهيداً من أبناء الإسلام .. إلا ما كان من إنجازات وبطولات جورج صبرا،
وميشيل كيلو وحسب .. كما فعلوا ذلك من قبل مع ثورة الشعب السوري المسلم ضد المستعمر
الفرنسي، فلم يذكروا إلا العجوزين: الأطرش، وصالح العلي ... أما السواد الأعظم فلا
ذكر لهم، ولا بواكي!
19/9/2017