بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسَّلام على رسول الله، وبعد.
للثورة السورية المباركة، جملة من الثوابت، والأهداف، قد أجمع عليها
جميع المخلصين والصادقين في ولائهم وانتمائهم للشام، وأهله، وثورته، والتي منها
زوال النظام الأسدي الطائفي المجرم، بجميع رموزه ومرتكزاته، ومحاسبة مجرميه على ما
ارتكبوه من جرائم ومجازر بحق الشعب السوري، والمستضعفين من النساء، والولدان،
والشيوخ من أبنائه، وعلى رأس هؤلاء المجرمين الطاغية المجرم الخائن بشار الأسد.
وعليه فإننا نعلن ما يلي:
1- أيما وفد مفاوض يستشرف التمثيل للثورة وأهلها، لا يلتزم في مفاوضته
مع العدو، وحلفائه، بمبادئ الثورة، وأهدافها، والتي منها ما ذُكِرَ أعلاه، فهو
خائن لله ولرسوله، وللمؤمنين، وللشام، وأهله، وثورته، لا يمثل إلا نفسه، ومخرجات
مفاوضاته لا تمثّل إلا نفسه، ويعني أنه يعمل على إطالة معاناة ومأساة سوريا أرضاً،
وشعباً، وثورة.
2- لنضمَن سلامة المفاوضات مع العدو وحلفائه، وسلامة نتائجها ومخرجاتها،
لا بد من أن يكون الفريق المفاوض منتخبَاً من صفوة أبناء الثورة ومجاهديها
الصادقين والمخلصين، ونرى وجوب الإسراع في تشكيل هذا الفريق. لا نقبل من العدو،
ولا مَن يتواطأ معه من القوى الإقليمية أو الدوليّة، أن يَفرضوا على الثورة وأهلها
الأشخاص الذين يرتضونهم لتمثيلها، وللتفاوض معهم؛ فيُصبح العدو وكأنه يُفاوض نفسه
بنفسه!
3- حرص العدو على إدخال ما بات يُعرَف بمنصة القاهرة، ومنصة موسكو
ــ وهما الوجه الآخر للنظام الأسدي المجرم ــ في الوفد المفاوض للنظام الأسدي، في
مؤتمر الرياض2، وإخراج وإبعاد العناصر الشريفة والمخلصة من أبناء الثورة عن تشكيلة
الوفد المفاوض، لمآربه ومصالحه الخاصّة، يجعلنا نرفض هذا المؤتمر المعلَن عنه
أعلاه، رفضاً تاماً، ونرفض الوفد المفاوض، ومخرجات ونتائج مفاوضاته، ونرى في هذا
المؤتمَر ومخرجاته، وهؤلاء المؤتمرين خيانة للشام، وأهله، وثورته، ولألف ألف شهيد!
صدق الله العظيم: [إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن
تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ
يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ] آل
عمران:120.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
4 ربيع الأول/1439 هـ. 23/11/2017
الشيخ/ أبو بصير الطرطوسي