سؤال: هل يفرق في العذر بالجهل بين المسائل الظاهرة والخفية، فقد ادعى
البعض أنكم لا تفرقون .. بوركت جهودك الطيبة؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. مناط العذر بالجهل؛
العجز عن إدراك مراد الشّارع فيما قد وقع فيه الجهل، مع بذل الجهد على دفع ذلك العجز،
قدر المستطاع .. ولا شك أن المسائل كلما كانت خفيّة، كلما صعبت معرفة مراد الشارع في
تلك المسائل، وكان العجز أقرب لمن خفيت عليه تلك المسائل، من المسائل الظاهرة المعلومة
للخاصة والعامة، والتي يسهل معرفتها لمن يطلبها، وبقليل من الجهد، وبالتالي من هذا
الوجه نعم يوجد فرق بين المسائل الخفية، والمسائل الظاهرة فيما يتعلق بالعذر بالجهل
.. ولا يصح النقل عنَّا خلاف ذلك.
لكن الظهور والخفاء أمرٌ نسبي، فما هو ظاهر في زمان
قد يكون خفياً في زمان آخر، وما يكون خفياً عند قومٍ أو في مصرٍ من الأمصار، قد يكون
ظاهراً عند آخرين، وفي مصرٍ آخر، ومن يريد أن يخوض في تحديد خفاء المسائل وظهورها،
وتعليق العذر بالجهل ــ أو عدمه ــ عليها، لا بد له من أن يتفطّن لهذا المعنى، والله تعالى أعلم.