في
كل زمانٍ قد يَكره كفّارُه ومنافقوه بعض ما أنزَل الله، يختلف عمّا يكرهه أقرانهم
من الكفار والمنافقين في الأزمنة السابقة واللاحقة، ولو تحرّج المسلمون في كل
زمانٍ من هذا الذي يكرهه الكفار والمنافقون في زمانهم ممّا أنزل الله، فكتموه،
وحجبوه، وعطّلوا العمل به ــ مراعاة لمشاعر الكفار والمنافقين، ونزولاً عند رغبتهم
ــ لما بقي من دين الله شيء، ولاندثرت معالِمه .. ولهذا ــ وغيره من الأسباب ــ
جاء التّحذير الشَّديد، والوعيد الأليم من رب العالمين، لعباده المؤمنين، أن
يفتنهم الكفار والمنافقون عن بعض ما أنزَل وشرّع، أو أن يتبعوا أهواءَهم، كما قال
تعالى: [وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن
بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ] المائدة:49. [كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ] الأعراف:2. [فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ
صَدْرُكَ] هود:12. [وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ
إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ] البقرة:145. [إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ
وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ
يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ] البقرة:159.
12/12/2017