لعلّكم سمعتم بنكاح المتعة .. ونكاح المِسْيار .. لكن هل سمعتم بنِكَاحِ الحَاجَةِ أو المصلَحَةِ؟!
نكاحُ
الحاجة أو المصْلحةِ صورته؛ أن يُضمِرَ أحدُ الزوجين، النيّة من الزواج انقضاء
مصلحة أو حاجة مادية معينة مؤقّتة، أو حاجة عاطفيّة في وقتٍ محدَّد، فإذا انقضت
وتمّت، سعى صاحب الحاجة المقضيّة في التفريق والطلاق، وإنهاء الحياة الزوجيّة، إذ
الغرض من زواجه قد تمّ وتحقق .. فعلام يستمر في حياته الزوجيّة؟!
من صور
هذا النوع من النّكاح؛ أن يكون الغرض من الزواج الاستعانة بما يتمتع به الطرف
المقابل من خصائص على التمكّن من السفر إلى إحدى الدول الأوربية .. أو الحصول على
جنسيتها .. أو الإقامة فيها .. أو الاستيلاء والاستحواذ على ما عند الطرف الآخر من
مال وأملاك .. أو الحصول على منصبٍ ووظيفة .. أو إشباع الرغبة الجنسية في مرحلة من
المراحل، وفي فترة زمنية محدّدة .. أو الخروج من ظرفٍ حرج .. ونحو ذلك من الأغراض
.. فإذا تحققت لصاحب الحاجة حاجته .. وانقضت مصلحته .. فاجأ شريكه الآخر بنيته
المبيّتة؛ وبقرار الانفصال والتفريق .. وعدم الرغبة في استمرار الحياة الزوجية،
وهدم ما كان عامراً بينهما.
وهذا
نكاح وإن استوفى شروطه المعروفة إلا أنه حرام؛ لما يَنطوي على الخيانة والغدر وعدم
الصدق والمكاشفة ابتداءً .. ولما يترتب عليه من أضرار جسيمة للشريك المقابل، الذي
لم يحط علماً بنية ولا غرض وحاجة الشريك الآخر .. وبخاصّة إن قدر الله لهما ذريّة؛
فحينئذٍ يكون الضرر مُضاعَفاً .. وأرى من الأهميّة ــ دفعاً للوقوع في هذا النوع
من النكاح الضّار ــ أن يتحرَّى الأولياء عن نوايا من يتقدم للزواجِ من بناتهم،
قبل أن يعقدوا لهم، وقبل أن يتم الزّواج .. وكذلك الزوج من حقّه أن يتحرّى عن نية
وقصد من توافق على الزواج منه .. فهو أدعى للتوافق، واستمرار الحياة الزوجية من
دون تصدّعات!