بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، ناصر جنده، وهازم الأحزاب وحده، وبعد .
فقد تابعت كغيري من الناس أحداث غرق الغواصة النووية الروسية، وموت من فيها من البحارة والخبراء …!
وكنت أسمع عن عجز فرق الإنقاذ والإغاثة _ رغم استنفار جميع فرق الإنقاذ في الأرض _ عن إحداث وفعل أي شيء يُذكر في سبيل إنقاذ طاقم الغواصة من كارثة الموت …!
فمرة يقولون: بسبب صعوبة الرؤية وسوء الطقس لم نتمكن من فعل شيءٍ …!
ومرة يقولون: بسبب شدة الرياح واضطراب موج البحر لم نتمكن من فعل شيءٍ …!
ومرة يقولون: بسبب عمق البحر، وشدة الصدمة والارتطام …!
ومرة يقولون .. ويقولون .. ليبرروا فشلهم وعجزهم عن فعل أي شيء _ رغم ما أُتوا من قوة وكيدٍ عظيم _ أمام شعوبهم الضالة التائهة …!
من الذي أحدث هذا وذاك كله .. ؟! إنه الله جل جلاله …
من الذي زرع الجسم الثقيل _ كما يسمونه _ لترططم به الغواصة، ويهلك من هلك فيها من الظالمين .. ؟! إنه الله جل جلاله …
من الذي أرسل الريح العاصف، وهيج البحر والموج الذي حال بين فرق الإنقاذ وغاياتهم .. ؟! إنه _ لا شك _ هو الله وحده جل جلاله …
لأن ما من شيءٍ إلا بقدَرٍ، ولا ينفذ شيءٌ في هذا الكون إلا بإذن الله وإرادته .. فإرادته سبحانه وتعالى تعلو ولا يُعلى عليها .. لذلك هو الرب المعبود بحق، وما سواه فهو الباطل ..
لماذا حصل ما حصل …؟!!
كنت قد اطلعت على خبرٍ مفاده: أن القوات الروسية الطاغية قد سممت بعض الأحواض المائية التي يسبح فيها عادة أطفالُ الشيشان .. فأدى ذلك إلى وفاة خمسة أطفال بالتسمم، غير الذي أُصيب بالتسمم والمرض الشديد من الأطفال والنساء …؟!
لما عجز جبابرة الروس _ بكل جبروتهم وطغيانهم _ عن منازلة المجاهدين الأبطال في الجبال .. لجأوا كالفئران الجبانة إلى تسميم ما تبقى لأطفال الشيشان من مياهٍ يشربون منها ؟!!
قلت: لا بد أن الله سينتقم .. لا بد أن الله سينتقم ..!!
وإذا انتقم العزيز الجبار: لا شك أنه ينتقم انتقاماً يليق بكبريائه وعظمته وقدرته .. انتقاماً يليق بأسمائه الحسنى، وصفاته العليا سبحانه وتعالى …
ولم تمض أيام قلائل إلا ويزفُّ اللهُ تعالى خبراً لجميع المستضعفين في الأرض، وبخاصة منهم أطفال المسلمين في الشيشان .. مفاده أن الله تعالى أغرق غواصةً نوويه روسية، وقتل من فيها من جنود الطاغوت _ جنود الظلام _ الذين يسهرون على نصرة الشر والكفر في الأرض …!!
لا عليكم يا أطفال الشيشان؛ سمموا نهركم … فسمم اللهُ لهم بحرَهم بإشعاعاتهم النووية ..!!
قتلوا منكم خمسة أطفال .. فقتل اللهُ منهم مائة وثمانية عشر خبيراً من طواغيتهم وظالميهم ..!!
أحزنوا أمهاتكم وآباءكم بفقدكم .. فأحزن اللهُ آباءَهم وأمهاتهم، ونساءهم، وأطفالهم وطواغيتهم بهلاك جنودهم ..!!
هذا أول الغيث .. وما هو آتٍ لا يعلمه إلا الله ] وما يعلمُ جنودَ ربك إلا هو [ .
ألم نقل لكم يا طواغيت الأرض: أن الله تعالى لا يُحارب .. أن دينه لا يُحارب .. أن أولياءه لا يُحارَبون ..؟؟!!
أنتم تحاولون عبثاً .. أين طواغيت الأرض قبلكم .. أين جبابرة وفراعنة الأرض قبلكم .. أين جيوش الظلام والشر والشيطان التي سُيرت لحرب الله وأوليائه قبلكم ..؟؟!!
أين هذا الكم الهائل من الشر .. وأين الله جل جلاله .. وأين دينه .. وأين جنده وأولياءه ..؟؟!!
الجواب تعرفونه ويعرفه الجميع:] ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين [ ، أما الباطل وجنده وحزبه ] فيركمه جميعاً فيجعله في جهنمَ أولئك هم الخاسرون [ .
الله مولانا .. ومولاكم الشيطان ..!!
قتلانا في الجنة .. وقتلاكم في النار ..!!
] ولتعلمنَّ نبأه ولو بعد حين [ .
] قل للذين كفروا إن ينتهوا يُغفَر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سُنَّتُ الأولين [؛ أي في إهلاك الظالمين …
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين .
وصلى الله على سيد الأنبياء والمرسلين محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
23/5/1421 هـ . كتبها نصرة لأطفال الشيشان
23/8/2000 م . عبد المنعم مصطفى حليمة
أبو بصير